بعد هَطْل الأمطار..غزة غرقت في شبر "مي" ومهددة بشتاء كارثي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة- محمود هنية

شكلت الأمطار التي سقطت على قطاع غزة، اختبارًا قاسيًا وصعبًا، أمام الجهات المختصة في القطاع، فمع هطول أول موجة أمطار غرقت إحياء وشوارع عديدة في القطاع المكتظ بالسكان، وتعطلت حركة السير في أغلب شوارعه.

عدة مخيمات وأحياء في القطاع أغرقت المياه الكثير من منازلها، سيما في مخيمات اللجوء، والمناطق التي لا تزال تعاني من كارثة العدوان على غزة وتحولت بمجملها الى مناطق كرفانات.

وللعام الثاني على التوالي، يتجدد الألم بكل ما يحمله من قسوة ووجع، تجاه من فقدوا منازلهم، ولا يزالون يختبئون تحت أسطح كرفانات، لم تقيهم حر الصيف، وخدعتهم في الشتاء الماضي ولم تحميهم من مياه الأمطار.

ولا تزال كوابيس المناطق التي تغرق في كل عام تلاحق أهلها مع قدوم موسم الشتاء، خاصة في منطقة النفق التي تغرق للعام الثالث على التوالي، دون التمكن حتى الان من وضع حلول جذرية تطمئن مواطني هذه المنطقة، أو المنطقة البدوية في حي الصفطاوي وغيرها من المناطق.

مخيم الشاطئ، الأكثر بؤسًا وفقرًا من مخيمات اللجوء بغزة وفق تصنيفات دائرة شؤون اللاجئين، تتجدد قصته مع المأساة في كل عام، لكنها هذه المرة تأتي في سياق معاناة، أغلقت أغلب شوارعه واجبرت طلبة عدد من مدارسه المغادرة بعدما أغرقتها المياه.

يقول نشأت ابو عميرة رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الشاطئ، إن المنطقة الشمالية للمخيم، تغرق في كل عام، وفي العام الماضي غرقت المحال التجارية أيضًا وتسببت بخسائر مالية فادحة، ومع مطلع الصيف الماضي بدأت وكالة الغوث في تنفيذ مشروع اعادة رصف الشارع الرئيسي لتفادي غرق المنازل، غير أن المشروع لم يكتمل.

ومع عدم اكتمال المشروع، أصبح أهل المخيم أمام كابوس جديد تمثل في اغراق منازلهم مع بداية هطول الامطار لهذا العام، غمرت المياه بالشوارع الفرعية والرئيسية للمنطقة، ما فاقم من معاناتهم خاصة اطفال المدارس.

الجهات المسؤولة لم تخف أن هناك خطرًا محدقًا يدق ناقوسه في فصل الشتاء بمناطق القطاع، خاصة في ظل تعمد الاحتلال تأخير إدخال مواد لتفريغ المياه من بركة الشيخ رضوان.

وزير الأشغال مفيد الحساينة، أكدّ أن الاحتلال أخّر إدخال بعض المواد التي لها علاقة بإعادة تأهيل منطقة وادي غزة التي تغرق عادة في كل عام، ولكن هناك جهود تبذل لاستدراك المسألة في العام الجاري.

الحساينة، أشار لـ "الرسالة نت" إلى وجود عطاء بقيمة 3 ملايين دولار لإصلاح بركة الشيخ رضوان؛ لتدارك عملية الغرق التي تشهدها المنطقة سنويًا، إضافة الى البدء في توسعة منطقة وادي غزة، لاستيعاب الفيضانات في موسم الشتاء

مع ذلك، تبقى مسألة استمرار معاناة سكان الكرفانات مرهونة باعادة الاعمار بشكل كلي وكامل، والتمكن من اعادة هيكلة البنية التحتية المدمرة، حيث أن ما يزيد عن 60% من المناطق التي تعرضت لعدوان جرى تدمير بنيتها التحتية بالكامل، وفق الوزير الحساينة.

من جهته، يقول المهندس حاتم الشيخ خليل المتحدث باسم بلدية غزة، أن المواد لم تدخل حتى اللحظة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الاستفادة هذا العام منها ان تم ادخالها.

وأوضح ان البلدية لا تزال تعتمد في تفريغ مياه البركة على الخط الإضافي الذي جرى تركيبه العام الماضي وبركة الوحيدي البديلة، لكنه أشار إلى أن أي منخفض قادم يشابه منخفض اليكسا الذي ضرب البلاد قبل عامين، من شأنه أن يعقد الأمور.

البث المباشر