فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت
صفق أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأعضاء مركزية فتح لقرار العودة إلى المفاوضات مع الاحتلال، في حين لم تخط المصالحة الفلسطينية على أيديهم قيد أنملة وأبقوها رهن الأجندة الصهيوأمريكية والشروط المصرية .
الشراكة السياسية
"الرسالة نت" استطلعت آراء بعض الساسة والمحللين حول الموقف الفتحاوي من المصالحة في ظل لهاثها وراء المفاوضات، فقد اعتبر القيادي بحركة حماس النائب الدكتور صلاح البردويل، أن موافقة حركة فتح على الدخول في مفاوضات مع العدو الصهيوني في ظل ممارساته الإجرامية بحق الأرض والإنسان والمقدسات يعطي إشارة بأن فتح وقيادتها التي تخوض المفاوضات "قيادة هزيلة ومنهزمة ومستسلمة لإرادة المحتل ".
وأكد البردويل ، أن قيادة فتح في الوقت الراهن تُفضل العمل بالمفاوضات عن العمل جدياً بالحوار من أجل الوصول إلى شراكة سياسية "، مشدداً أنه إذا كانت قيادة فتح تفكر بهذا المنطق والنفسية والعقلية وبهذا الانعدام من المسئولية فان ذلك لا يبشر بخير.
وعلل قوله "أن من يفضل الاحتلال على الوحدة ومن يعتقد بعقيدة الشراكة مع المحتل ويرفض الشراكة مع أبناء شعبه لن ينجح في شراكته مع المحتل ولن يفلح أبداً في التأسيس لشراكة وطنية داخلية".
ومن جهة ثانية نفى البردويل أن يكون هناك أية اتصالات مع مصر، قائلاً:"مازال موقف الأخيرة متصلب ورافض للأخذ بالملاحظات.. فمصر لم تعد تحث على المصالحة ، ولم يعد في قاموس القيادة المصرية وإعلامها سوى توقيع حماس على الورقة المصرية" .
على حساب الفلسطينيين
من جهته تمنى النائب المستقل د.حسن خريشة على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي صفقت بالعودة مرة أخرى إلى المفاوضات مع الإسرائيليين أن يصفقوا ولو لمرة واحدة للمصالحة الداخلية الفلسطينية على اعتبارها صمام الأمان لوحدة شعبنا والحفاظ على الحقوق والثوابث الفلسطينية، معتبراً أن العودة إلى المفاوضات ما هي إلا هدية تقدمها تنفيذية المنظمة للاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.
وقال خريشة:"إن ممثلي اللجنة التنفيذية للمنظمة يقولون عن أنفسهم يمثلون كل الشعب الفلسطيني، لكن هؤلاء نسوا أن هناك حالة انقسام فلسطيني وذهبوا إلى المفاوضات مع الإسرائيليين لايهمهم لقاءات المصالحة مع الشعب الفلسطيني" .
"إجماع معارض"
أما أمين عام حزب الشعب بسام الصالحي، فقد دافع عن حزبه بأن التصويت على قرار العودة للمفاوضات لم يكن بإجماع منظمة التحرير وإنما بالأغلبية، مشيراً إلى أن حزب الشعب والجبهتين الشعبية والديمقراطية وبعض القوى الأخرى عارضوا القرار ولم يصوتوا لصالحه.
وقال الصالحي: "يفترض أن هناك إجماعا لدى الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير فيما يخص المصالحة الفلسطينية وانجازها بأقرب وقت لأنها هدف لايمكن الاختلاف عليه"، حسب رأيه.
وعبر عن اعتقاده بأن الورقة المصرية هي مفتاح للدخول في عملية المصالحة ويمكن لحركة حماس أن توقع عليها وأن يكون هناك التزام فلسطيني شامل في تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق أية انتخابات قادمة .
وكان الأمين العام لـحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح قال في لقاء تلفزيوني إن حركته لن توقع على الورقة المصرية"، وأكد أن كثيراً من التفاهمات تم تغييبها من تلك الورقة، وطالب الوسيط المصري بالمرونة والحياد.
سحب الامتيازات
من جانبه اعتبر المحلل السياسي د.معاوية المصري، أن المصالحة ليست قرارا فلسطينيا وإنما قرار خارجي من الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية يدعمه في ذلك الموقف الرسمي المصري .
وأكد أنه إذا ما تمت المصالحة فستكون على حساب الشعب الفلسطيني ومقاومته، معللاً قوله أنه لا يمكن لدول الغرب أن توافق على المصالحة إلا إذا كانت في هذا الإطار والنهج الذي يرضيها.
واعتبر المصري الطرف الفلسطيني في رام الله "لا يملك أمره من المصالحة "، لافتاً الى أنه ليس معنيا بالوطن بقدر ما أنه معني بالامتيازات والترقيات.
حصان طروادة
أما الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، فأشار إلى أن القيادة الحالية لسلطة فتح ترى نفسها أقرب إلى الاحتلال وأجندته من الشعب الفلسطيني، معتبراً ما جرى من تصويت بالأغلبية على المفاوضات يؤكد أن تنفيذية المنظمة لم تعد سوى كحصان طروادة لتمرير الإرادة الأمريكية الصهيونية على شعبنا الفلسطيني.
وقال أبو هلال:" تنفيذية المنظمة مسلوبة الإرادة وتقرر بناءً على ما يمارس عليها من ضغوط أجنبية وأمريكية وصهيونية وليس لما ترى فيه إجماعاً ومصلحة للشعب الفلسطيني"، موضحاً أن الفريق الذي يؤمن بالتسوية لا يأبه بالإجماع الفصائلي والشعبي على رفض العودة للمفاوضات في ظل استمرار الاستيطان والتهويد والإبعاد والاعتقال .
من الجدير ذكره أن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، قالت لموقع صحيفة يديعوت أحرنوت، أن الكيان الصهيوني لم يقدم أية تعهدات لاستئناف المفاوضات ولم يُطالب بالقيام بخطوات خاصة.