"1"
قرار صائب ذاك المتعلق بتعويض الموظفين عن مستحقاتهم المالية بجزء من الأراضي الحكومية، فهذه المستحقات ليست دينا على جهة بعينها بقدر ما هي دين على كل الشعب الفلسطيني، لأن هؤلاء الموظفين كانوا ولا زالوا في خدمتهم ومن حقهم أن يحصلوا على رواتبهم كاملة وهذا هو الشكل لطبيعي، ولكن نتيجة للخلاف والحصار لم تتمكن الحكومة من تسديد هذه الرواتب فصرفت جزءا منها وادخرت جزءا أخر أطلقت عليه فيما بعد تحت مسمى "المستحقات" وبعد هذا العجز كان لابد من إيجاد وسيلة لتعويض هؤلاء عن هذه المدخرات والمستحقات فلا مجال إلا استقطاع جزء من الأراضي الحكومية وتوزيعها على الموظفين بدلا من هذه الأموال المدخرة لصالحهم.
وكما قلنا بأن هذه المستحقات دين على الشعب الفلسطيني وهذه الأراضي من حق الشعب الفلسطيني وتسديدها مسألة إنسانية وضرورية بعد أن تخلت حكومة ما يسمي بالوفاق الوطني "الحمد الله _أبو مازن" عن مسئولياتها كما تم الاتفاق عليه وتركت قطاع غزة وحده وموظفيه يعانون الحصار وضنك العيش الناتج عن عدم تنفيذ اتفاق المصالحة.
لذلك لا داعي لاعتراض المعترضين عن هذا القرار لأنه لا بديل أمام متخذيه، والمسألة ليست مسألة قانونية أو غير قانونية لان القانون لم ينهِ المشكلة ولم يعالج الوضع الإنساني فكان قانون الواقع الذي تحكم أو احتكم إليه من اتخذ القرار.
"2"
كيري رجل خرف وكل محاولاته التي يجري من أجلها هي لإنقاذ "إسرائيل" من ورطتها ونسي هذا الخرف مع من يتعامل مع شعب يريد التخلص من الاحتلال، شعب انتفض من أجل حريته بعد أن أيقن بأن السياسة الأمريكية منحازة بالكامل مع الاحتلال الصهيوني ولا تتحرك إلا عندما يصرخ هذا الاحتلال، وهو لا يدرك أن الشعب الفلسطيني أيثقن بأن أمريكا لم تعد تلك الدولة ذات الاحترام ولا ذات القدرة لفرض إرادتها، لذلك المنتفضون من أبناء الشعب الفلسطيني لم يعيروا هذه الزيارة المزمع القيام بها غدا الثلاثاء إلى المنطقة وهذه الزيارة الغير مرحب بها لن تفضي إلى نتائج يسعى كيري إلى تحقيقها ولن يتمكن هذا العجوز الخرف من كسر إرادة الشعب الفلسطيني ووقف هذه الانتفاضة والتي هي قرارا شعبيا فلسطينيا لم يستأذن فيه الفلسطينيون أحد لا كيري ولا نتنياهو ولا حتى محمود عباس، فلذلك سيستمر هؤلاء الأبطال المنتفضون في مواجهة هذا المحتل حتى يحقق أهدافه الساعي إليها وهي التخلص من الاحتلال وإرهابه .
هذه الانتفاضة التي بدأت في تطوير أدواتها في مواجهة هذا الاحتلال المدجج بكل أنواع الأسلحة التي تزوده بها الإدارة الأمريكية لقتل الفلسطينيين وارتكاب إرهابهم وجرائمهم الأمر الذي زاد من صراخ الاحتلال ومستوطنيه طالبا بضرورة التدخل وعلى ما يبدو أن الإرادة الفلسطينية لازالت تتمتع بقوة وإصرار على المواصلة لأنهم باتوا على قناعة تامة بأن أحدا لن يقف إلى جواره فقرروا أن ينتصروا لنفسهم وبأيديهم مهما كان الثمن ومهما بلغ حجم التضحيات.