قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، الثلاثاء، إن 690 مليونا من أطفال العالم المقدر عددهم بـ2.3 مليار طفل يعيشون في مناطق معرضة لآثار التغير المناخي، ويواجهون معدلات وفاة أعلى، بسبب الفقر والأمراض نتيجة للاحتباس الحراري.
وأوضحت المنظمة الأممية في تقرير بعنوان "ما لم نتصرف الآن" أن ما يقرب من 530 مليون طفل يعيشون في البلدان الأكثر تضررا بالفيضانات العالية والعواصف الاستوائية -ومعظمهم في آسيا- كما يترعرع 160 مليون طفل في مناطق تعاني من جفاف حاد، ومعظمهم في أفريقيا.
وقال نيكولاس ريز مختص السياسة في اليونيسيف وأحد معدي التقرير إن الأطفال سيتحملون وطأة تغير المناخ، وهم بالفعل يتحملون الكثير من هذا التأثير، مضيفا أن العدد الهائل من الأطفال المعرضين لمخاطر المناخ يعد أمرا مقلقا.
يذكر أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والصيني شي جين سينضمان إلى أكثر من 135 من قادة العالم في العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع المقبل لحضور مؤتمر دولي يهدف إلى التوصل إلى أول اتفاق لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري في غضون عشرين عاما.
وتكمن المهمة الأكثر إلحاحا بالنسبة لحكومات العالم في اتفاق على الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، بحسب ريز الذي أكد أن التصرف ضروري أيضا على المستوى الوطني للتعامل مع تأثير تغير المناخ.
وقال "عندما تحدث الآثار، يجب أن يكون الأطفال قادرين على الذهاب إلى المدرسة والحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها".
وأحد مصادر القلق الرئيسية هو التعرض للأمراض التي يمكن أن تصبح أكثر فتكا كنتيجة لتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، والتي تتضمن الملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال وسوء التغذية.
وتسبب موجات الحر، التي أصبحت أكثر تواترا، طفحا جلديا أكثر شدة، إضافة إلى تشنجات، وإرهاق، وجفاف، وهي الأسباب الشائعة لارتفاع الحرارة والوفاة بين الرضع والأطفال الصغار.
كما يؤدي تأثير الجفاف على الزراعة إلى سوء التغذية ونقص الغذاء، وهما مسؤولان عن نصف وفيات الأطفال دون الخمس سنوات على مستوى العالم.
ويضيف التقرير أنه من بين 160 مليون طفل يعيشون في مناطق متضررة من الجفاف الشديد، هناك -تقريبا- خمسون مليونا منهم يعيشون في مناطق يعيش نصف السكان فيها أو أكثر بأقل من أربعة دولارات يوميا.
ويؤكد ريز أن تغير المناخ يجعل الفوارق القائمة حاليا أكثر سوءا، "فالطفل الفقير والطفل الغني لا ينالان الفرص ذاتها" عندما يقع الفيضان أو الجفاف.