سادية ، وفرعونية ما لها من مثيل، بشاعة وانحطاط قيمي وسوء تعامل، هذا ما كشف عنه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وأحد المعتقلين الستة الذي احتجزوا في سجون الشقيقة مصر، ومصر هنا نكرر للمرة الألف هي نظام وأجهزته القمعية والتي تمارس القتل والتعذيب الممنهج والمتواصل بحق ابناء قطاع غزة، ليس مع من عبروا إلى الأرضي المصرية بطرق غير رسمية، بل مع من عبر من خلال المنافذ الرسمية كالمطار مثلا ، والذين كان آخرهم ستة من جرحى العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة والذين احتجزوا لمدة شهرين متواصلين خلال عودتهم إلى القطاع.
لو سالت لماذا يتم اعتقال هؤلاء ستجد الإجابة جاهزة حفاظا على الأمن القومي المصري، وتسال ممن تحمون الأمن القومي المصري، من جرحى عادوا بطرق رسمية وبموافقة أمنية بهدف العودة الى القطاع، قد يكون من حق أجهزة مصر الأمنية ، أن تستجوب هؤلاء كإجراء امني، استجوابا سريعا ثم يتم ترحيلهم إلى معبر رفح للعودة إلى القطاع، وإن كان السفر لمجرد العبور وليس الإقامة يجب أن يتم دون ممارسات قمعية أو تعسفية كالتي تجري في مطار القاهرة، ثم تستغرب أكثر عن طريقة التعذيب التي تحدث عنها الشبان الستة والتي مورست معهم طوال فترة الاحتجاز في السجون المصرية.
الأغرب هو نوع السؤال الذي وجه إلى الشبان خلال التحقيق وهو نفس السؤال الذي يوجه الى كل معتقل داخل سجون السلطة المصرية، وهذا السؤال لا علاقة لها بأمن مصر لا القومي ولا غير القومي، أسئلة المحققين في سجون مصر تدور حول المقاومة الفلسطينية، عن المجاهدين، عن التشكيلات العسكرية، عن مخازن الأسلحة، عن أنواع الأسلحة، عن طرق إدخال الأسلحة، عن شاليط ، أجهزة امن مصر تسال عن شاليط ، تصوروا معنا، عن ماذا تسأل أجهزة امن مصر الشقيقة، وتسأل أيضا عن القادة السياسيين شلح ومن قبل مشعل، وعن أماكن سكناهم وأنواع السيارات التي يركبونها وتنقلاتهم وحراسهم وغيرها من الأسئلة.
فهل هذه المعلومات المراد جمعها عن المقاومة الفلسطيني لها علاقة بالأمن القومي المصري، أم لها علاقة بالامن القومي الصهيوني، ومن المستفيد من هذه المعلومات، هل هي الحكومة المصرية ام الاحتلال الإسرائيلي، وهل مصر باتت مكلفة بحماية أمن الاحتلال الإسرائيلي من خلال محاربة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
لن نتحدث عن أساليب التعذيب، أو طريقة التعامل، أو سب الذات ، او خدش الحياء والتلفظ بألفاظ نابية، او الصعق بالكهرباء، آو التعامل المهين، والتكبيل والضرب والتركيز على أماكن حساسة تأبى النفس الأبية فعلها، إلا أنها تمارس في سجون مصر الشقيقة مصر الأزهر، تسب الذات الالاهية.
إلى متى الحصار، والتعذيب والاعتقال والقتل، والملاحقة والتضييق، متى ستعود مصر الشقيقة الكبرى، الا يكفينا ما نلقاه من يهود من قتل وتعذيب حتى نقتل ونعذب على أيدي أشقائنا هنا وهناك لا لذنب إلا أننا نسعى الى تحرير الأرض وحماية المقدسات والإنسان الفلسطيني.
مصطفى الصواف