قائد الطوفان قائد الطوفان

ما السيناريوهات المتوقعة للمفاوضات بين الاحتلال وسلطة فتح؟

باسم عبدالله أبو عطايا

بموافقة عباس والأعضاء عن حركة "فتح" وياسر عبد ربه أعطت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الضوء الأخضر للبدء في مفاوضات غير مباشرة مع حكومة اليمين الاسرائيلى التي يقودها بنيامين نتنياهو .

قرار كان ينتظره رئيس الحكومة الإسرائيلية بفارغ الصبر إن لم يكن اسعد خبر سمعه في حياته منذ توليه منصب رئاسة الحكومة ، فهو ضمن على الأقل البقاء في سدة الحكم بقلب مرتاح لمدة لن تقل عن سنتين أخريتن ، نتنياهو كان يدرك جيدا انه محتاج لطوق نجاه, فجاءته " المفاوضات مع السلطة " أي مفاوضات دون تقديم أي تنازل لا لليمين ولا لليسار ولا لواشنطن  ولا حتى لعباس نفسه أو سلطته .

هذه السعادة والفرحة  وصفتها ، الإذاعة الإسرائيلية "ريشيت بيت" عن مسئول إسرائيلي كبير قوله إن إسرائيل ترحب بقرار السلطة بالبدء بالمفاوضات غير المباشرة. وبحسبه فإن القرار كان متوقعا.

وتابع أنه في اللقاءات الأولى سوف يجتمع ميتشل مع ، بنيامين نتنياهو، ومحمود عباس، وبعد ذلك تبدأ الطواقم من كلا الطرفين عملها.

ورحب نتنياهو بالقرار، وأكد مجددا على أن موقف إسرائيل، كان ولا يزال، هو أن المحادثات يجب أن تتم بدون شروط مسبقة.

بدوره رحب  ، إيهود باراك، بالقرار، وقال إنه يأمل أن يتم التوصل إلى المحادثات المباشرة لشق الطريق نحو اتفاق سلام من خلال التوجه بمسؤولية و جاهزية لاتخاذ قرارات شجاعة من قبل الطرفين.

أما الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيرس رئيس " الدولة " فقد  شدد على "أهمية المسائل الأمنية" في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال لقاءه جورج ميتشل. وأضاف  "تسوية المسائل الأمنية لها أهمية خاصة".

التفاوض في الإعلام

كعادتها استبقت "إسرائيل" استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بحملة تسريبات إعلامية متضاربة، فمصادر في مكتب نتنياهو سربت لموقع صحيفة "يديعوت احرونوت" إن "إسرائيل" لم تقدم اية تعهدات لاستئناف المفاوضات ولم تُطالب القيام بخطوات خاصة.

وقالت: "لا نعرف حالياً ما هي الضمانات التي تم تقديمها، وننتظر لنسمع ما سيقوله الأميركان".

وحقيقة أن ما يجرى على الأرض يدل على انه ليس هناك أية ضمانات فعليه قدمت للسلطة في رام الله وان العودة إلى المفاوضات جاءت بقرار أمريكي تم توجيهه إلى الدول العربية التي تداعت إلى تشكيل ما يعرف باللجنة العربية والتي بدورها أعطت الضوء الأخضر لعباس من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات وهنا يبرز تساؤل آخر, هل كان محمود عباس بحاجة إلى هذه الضوء الأخضر ؟ وهل كل المفاوضات السابقة كان عباس يقيم وزنا للموقف العربي ، بالتأكيد لا عباس يعلم جيدا أن القرار العربي لا يقدم شيئا ولا يؤخر شيء , ولكن هذا القرار جاء للتغطية على الموقف الامريكى أولا الذي كان يضع شروطا على "إسرائيل" من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات  ثم إعطاء غطاء لعباس للعودة إلى التفاوض مع "إسرائيل" تحت غطاء عربي يضمن من خلاله عدم توجيه اللوم له بعدها بالعودة والتناول دوم إن تقدم "إسرائيل" ما هو مطلوب منها فلسطينيا وهو وقف الاستيطان بشكل كامل قبل الحديث عن إي لقاءات , وهنا نتساءل هل لو فشلت هذه المفاوضات وطلب من عباس عربيا أن يتوقف عنها بعد أربعة شهور سيلتزم بقرار اللجنة العربية ؟ وهل إذا توصل عباس إلى اتفاق مع الإسرائيليين سيتم عرضه على هذه اللجنة من اجل قبوله أو رفضه , بالتأكيد لا.

 ثم عن أي ضمانات يمكن الحديث لا نجاح هذه المفاوضات, فصائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في المنظمة نفى أي ضمانات أمريكية حيث انه حتى ما تسرب إلى وسائل الإعلام حول وجود مثل هذه الضمانات اقتصر على الحديث عن ضمانات شفهية تحدثت عنها صحيفة الغارديان الصادرة يوم الجمعة جاء فيها  " أن ضمانات أُعطيت شفهياً لمحمود عباس ".

و نسبت الصحيفة  إلى مصدر فلسطيني مطّلع قوله "إن ديفيد هيل نائب المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل "ابلغ الرئيس الفلسطيني أيضاً أن الأمريكيين تلقوا تأكيدات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أحد المشاريع الاستيطانية الخاصة في القدس الشرقية في رامات شلومو لن يمضي قدماً على الأقل في الوقت الراهن، وأن واشنطن قد تدرس فكرة السماح لمجلس الأمن الدولي بادانة "إسرائيل" في حال قامت بنشاطات استيطانية استفزازية بما في ذلك القدس الشرقية"

 أرضية المفاوضات

نتساءل مرة أخرى, على أي أرضية ستبدأ المفاوضات ؟ وهل ستبدأ من حيث انتهى عباس و أولمرت ؟ أي الملفات التي سيتم طرحها على الطاولة أولا .

التساؤلات مشروعة نعم لكن الإجابات ممنوعة رسميا ،وهنا لابد من التأكيد بشكل واضح أن آخر مفاوضات رسمية كانت بين السلطة و"إسرائيل"هي تلك التي حدث في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات في "كامب ديفيد" حين كان أيهود باراك رئيسا للوزراء منذ ذلك التاريخ لم يتم تقييم أي برنامج أو أي خطة يتم التفاوض عليها وإنما كل الذي جرى منذ تولى عباس وحتى اليوم مجرد كلام في كلام ولا يوجد هناك  اتفاق أو خطة يتم التفاوض عليها  وبحكم التجارب السابقة ستستخدم حكومة نتيناهو رافعه للضغط الممارس عليها وستبدأ بإضاعة الكثير من الوقت في الحديث عن الملفات التي سيتم البدء فيها هل الأمن هو الويه إسرائيلية؟ ،أم الحدود أم عودة اللاجئين؟ وحتى حين التوصل إلى اتفاق حول أيهم أولا سيكون قد احتاج الطرفين إلى تمديد الوقت أكثر ، ثم ستبدأ السلطة بإثبات حس نواياها وقدرتها على ضبط الأمن في  الضفة فستقوم بتوسيع دائرة الاعتقال وتسليم  المطلوب وكشف مخازن السلاح وتسليمه حسب ادعائها وإحباط عمليات فدائية.

في المقابل ماذا ستعطى " إسرائيل " مقابل ذلك, من المتوقع ان تبدأ بالحديث عن تنازلات مؤلمة وتسليم اراض من "ج" إلى "ب" إلى "أ " اراضي هي بالأساس كانت تحت السيطرة الفلسطينية حتى الاجتياح الاسرائيلى في السور الواقي،

ثم الحديث عن هذه الأراضي المزمع تقديمها, عرضت بالأساس التنازل عنها للسلطة بدون حتى البدء في أية مباحثات بغية التخلص منها وخاصة أنها تمثل قلقا أمنيا لها والسيطرة التي تريد "إسرائيل" نقلها الى السلطة هي سيطرة أمنية بالدرجة الأولى لكي تقوم بالدور الحارس والمقاول الأمني البديل لجيشها

ثم سيتم الانتقال من الحديث عن إزالة عدد من الحواجز سوف تطرح " إسرائيل " رقما للعدد من الحواجز تريد إزالتها تعترض السلطة نريد عددا اكبر من هذا العدد ، ونريد تغيير بعض أماكن الحواجز المنوي إزالتها وبين اخذ ورد يصبح التفاوض بين الطرفين على عدد الحواجز وأماكن هذه الحواجز مما قد ينذر بأزمة تستدعى تدخل المبعوث الامريكى جورج ميتشل لحلها .

وإذا أرادت "إسرائيل" التحدث عن قضايا الحل النهائي سنجد الإعلام الاسرائيلى هو من سيدير المفاوضات عوضا عن الحكومة في محاولة لتسريب الرفض لأي اتفاق للرأي العام وهنا سيبدأ الحديث: عن أي سلطة يتحدث عباس؟ وهل هو مؤهل لتوقيع اتفاق وهو منتهى الولاية؟ ، ثم إذا تم الإعلان عن اتفاق أليس من الطبيعي أن يتم عرضة على المجلس التشريعي, والمجلس التشريعي الفلسطيني معطل ، عن أية حدود سيتم الاتفاق مع عباس وهو لا يحكم الوصول ولا الدخول إلى غزة؟, إذا المفاوضات اثبت انه لا يوجد شريك فلسطيني يمكن الاعتماد عليه أو التفاوض معه, إذا المشكلة لدى السلطة وليست لدى "إسرائيل" . 

البث المباشر