قائد الطوفان قائد الطوفان

هدنة مرتقبة بين النظام والمعارضة بحمص

هدنة مرتقبة بين النظام والمعارضة بحمص
هدنة مرتقبة بين النظام والمعارضة بحمص

دمشق- الرسالة نت

تسود توقعات بهدنة مرتقبة في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص السورية بين النظام السوري والمعارضة المسلحة بوساطة من الأمم المتحدة، وذلك بهدف وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

وأفاد مدير مركز حمص الإعلامي أسامة أبو زيد الموجود في حي الوعر، بأن اجتماعا تم عقده قبل يوم أمس في المدينة بين ممثلين عن النظام على رأسهم اللواء ديب زيتون ورئيس المخابرات العامة ومحافظ مدينة حمص طلال البرازي، وممثلين عن المعارضة من وجهاء حي الوعر، كما حضر الاجتماع رموز من الأمم المتحدة أبرزهم سفير الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو، وخولة مطر مديرة مكتب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.

وفي تفاصيل ما تم الوصول إليه، تحدّث أبو زيد للجزيرة نت عن أن الطرفين اتفقا شفهيا على عدة بنود لكن لم يتم التوقيع عليها حتى الآن، مشيرا إلى أن من أبرز تلك البنود وقف إطلاق النار بين الطرفين خلال فترة الهدنة المبرمة، بالإضافة إلى فتح المعابر وتسهيل حركة المدنيين من داخل حي الوعر وخارجه، عبر حاجز دوار المهندسين التابع للنظام الذي سيفتح للمشاة فقط.

كما يتضمن الاتفاق السماح للمنظمات الإنسانية بممارسة أعمالها وتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة والعاجلة في الحي، وفتح القصر العدلي في المرحلة الثانية للاتفاق. كما تم الاتفاق على تقديم لوائح بالمعتقلين في مدينة حمص والذين تجاوز عددهم خمسة آلاف بين مفقود ومخطوف ومعتقل ومحوّل للقضاء، سيتم إطلاق سراحهم فيما بعد، مقابل تسليم جزء صغير من السلاح.

وأضاف أبو زيد أن البنود شملت خروج حالات خاصة رافضة للاتفاق بأعداد ونسب قليلة جدا إلى وجهة من المحتمل أن تكون ريف حماة أو ريف إدلب بسلاحهم الفردي، لأنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية التي تقع عليهم أثناء فترة الهدنة.

وأوضح الناشط الميداني في حي الوعر محمد الحمصي المقرب من الفريق القائم على الهدنة، أن من أهم العوامل التي دفعت الحي لعقد هدنة كهذه هو دخوله في كارثة إنسانية حقيقية دفعت قوات النظام لزيادة بطشها، واتباع سياسة التجويع والموت البطيء مع الأهالي، مشيرا إلى أن آخر تلك السياسات تقليل عدد ربطات الخبز التي تدخل الحي مما جعله يغرق في كارثة غذائية حقيقية.

وأضاف الحمصي أن من الأسباب الداعية إلى عقد الهدنة سعي النظام إلى تغيير طبيعة الحي الديمغرافية -الذي يعد آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة في المدينة- كما فعل مع 13 حيا من أحياء حمص القديمة، مؤكدا أن إبرام الهدنة ليس نابعا عن ضعف عسكري من قبل المعارضة داخل الحي.

ونفى الحمصي -في حديثه للجزيرة نت- الإشاعات التي يتم ترويجها خصوصا من قبل النظام، عن خروج آلاف المسلحين من داخل الحي ودخول جيش النظام وسيطرته الكاملة عليه.

وكشف الحمصي وناشطون آخرون في الحي بعض تفاصيل الخلافات من داخل أجهزة النظام تجاه إبرام هذه الهدنة، حيث يرى ضباط من النظام تدمير الحي بشكل كامل كما حصل مع أحياء حمص القديمة، بينما يرى آخرون خروج المسلحين من داخل الحي والإبقاء على المدنيين.

وقال أحد أهالي الحي -ويدعى أبو عامر- إن الحصار الذي يطبقه النظام خلال الأربعة أشهر الأخيرة على الحي، والذي منع فيه دخول أي شيء حتى الخضار والأدوية، دفع الجمعيات الإغاثية والمؤسسات المدنية بالحي إلى التوقف عن العمل، بسبب عدم وصول المال والمواد الإغاثية لإعانة المدنيين المحاصرين منذ عامين.

وأفاد أبو عامر بدخول مواد غذائية تجارية صباح اليوم إلى الحي، مضيفا أن الأهالي ينتظرون المواد التي سترسلها الأمم المتحدة إلى المحاصرين فيه.

الجزيرة نت

البث المباشر