تتواصل سلسلة الانتهاكات التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية تأتي في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال والمستوطنين بارتكاب أفظع الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين.
ففي شهر نوفمبر اعتقلت قوات الاحتلال 940 مواطنا على الأقل بينهم نساء وأطفال، كما قتلت 34 مواطناً من مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة منهم 7 أطفال و4 نساء إضافة إلى مئات الإصابات.
وتؤكد المؤسسات الحقوقية أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية من عمليات استدعاء واعتقال وتعذيب للمواطنين والاعتداء على حرية الصحافة يعتبر خرق فاضح لاتفاقية جنيف لعام 1949 التي تحمي المدنيين زمن الاحتلال ووفقا لنظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية تعتبر هذه الانتهاكات جريمة حرب.
كما حمّلت تلك المؤسسات والجمعيات الحقوقية رئيس السلطة محمود عباس المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكبها الأجهزة الامنية بحق المواطنين، داعية إياه إلى وقف سياسة الاعتقالات والتعاون الأمني مع قوات الاحتلال.
سجل حافل
فقد وثقت تلك المؤسسات ارتكاب الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية خلال نوفمبر/تشرين الثاني، العديد من الانتهاكات الجسيمة بحق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، تمثلت بالاستدعاء أو الاعتقال من الشوارع أو بعد مداهمة المنازل أو أماكن العمل وترافقت عمليات الاعتقال مع مصادرة مبالغ نقدية وأجهزة إلكترونية وكذلك احتجاز بعض المركبات.
واعتقلت الأجهزة الأمنية 57 مواطناً بينهم 5 أطفال، هم: من طوباس محمد عمار دراغمة (16 عاما)، ليث معمر دراغمة (16 عاما) وأسيد فقها (16 عاما).
ومن قلقيلية إسلام محسن شريم (17 عاما)، ومن الخليل أحمد اسحاق أبو هشهش (17 عاما).
كما اعتقلت الأجهزة الأمنية امرأتين، وهما زوجة الأسير المحرر حديثاً من سجون الاحتلال الإسرائيلي حسين أبو حمد، وهناء فتحي خدرج -50 عاما- زوجة المعتقل السياسي بشير عبد الرحمن خدرج من مدينة قلقيلية أثناء زيارة زوجها المعتقل، في حين استدعت الأجهزة الأمنية 20 مواطنا على الأقل أطلق سراحهم بعد ساعات من التحقيق.
ثلاثة من المعتقلين تمت إحالتهم للتوقيف على ذمة المحافظ الذي يُعرف بأنه اعتقال إداري حسب قانون منع الجرائم الأردني لعام 1954، ويكون قرار الاعتقال والإفراج إدارياً بيد المحافظ دون توجيه تهم أو عرض على المحكمة.
وتوزعت الاعتقالات والاستدعاءات جغرافياً على محافظات الضفة الغربية، حيث بلغت أعلى نسبة لها في محافظة الخليل 22 مواطناً، وفي محافظة قلقيلية 13 مواطناً، وفي محافظة جنين 8 مواطنين، وفي محافظة طولكرم 7 مواطنين، وفي محافظة نابلس 6 مواطنين، أما في محافظتي بيت لحم وسلفيت 5 مواطنين لكل منهما، و8 مواطنين من محافظة طوباس ومحافظة أريحا مناصفة، وفي محافظة رام الله والبيرة 3 مواطنين.
وحسب الجهاز القائم بالاعتقال والاستدعاء، سجل جهاز الأمن الوقائي 44 حالة، وجهاز المخابرات العامة 30 حالة، بينما الشرطة الخاصة حالتين والاستخبارات العسكرية حالة واحدة فقط.
طلبة الجامعات
وطالت الاعتقالات والاستدعاءات 19 طالباً جامعياً توزعوا على معظم جامعات الضفة الغربية، كان أكثرها في صفوف طلبة جامعة النجاح في مدينة نابلس وبلغ عددهم 10 طلاب، وفي جامعة البوليتكنك في مدينة الخليل 3 طلبة، أما في كلية الدعوة الإسلامية بمدينة قلقيلية فطالبين، كما سُجل في كل من جامعة بيرزيت بمدينة رام الله وجامعة القدس-أبوديس في مدينة القدس، وجامعة الخضوري في مدينة طولكرم وجامعة العروب في مدينة الخليل، حالة اعتقال واحدة لكل منها.
تعذيب وإهانة
وخلال نوفمبر تم توثيق عمليات تعذيب وحشية لبعض المعتقلين أثناء التحقيق، منهم معتقلون جامعة النجاح عبد السلام مأمون نجم من بلدة سيريس جنوب جنين، وبراء غسان ذوقان من مخيم بلاطة في مدينة نابلس، ومحمد محمود عصفور من بلدة عرابة جنوب جنين، وكذلك التاجر أحمد زيد سنيفة من مدينة قلقيلية.
وتنوعت أشكال التعذيب، من الشبح على الأبواب والشبابيك مرفوع الجسد عن الأرض، أو الضرب المبرح بالعصي، أو الحرمان من النوم لأيام طويلة، بإجبار المعتقل على البقاء واقفا طوال الفترة التي يقضيها المعتقل دون تحقيق، وسحب الفراش والأغطية من الزنازين.
كما لا تزال الأجهزة الأمنية تطارد الأسير المحرر والطالب في جامعة النجاح قصي سليمان أبو شهاب 24 عاما من بلدة عزون شرق قلقيلية منذ إطلاق سراحه قبل 10 أيام فقط من اعتقال دام 18 شهراً في سجون الاحتلال، ما حرمه من التوجه الى منزله والسلام على عائلته يوم الإفراج عنه.
محاكم باطلة
كما أصدرت محاكم السلطة الفلسطينية حكم بحق الأسير في سجون الاحتلال عبد العزيز مرعي من بلدة قراوة بني حسان شمال سلفيت يقضي بحبسه 3 أشهر وحكما يقضي بحبس ثائر حابس ديرية من بلدة بيت فجار قضاء بيت لحم مدة 6 أشهر وهو معتقل في سجون الوقائي منذ 10/11/2015.
واستهدفت الأجهزة الأمنية بعض الصحفيين والقنوات الإعلامية التي تغطي الأحداث الجارية في الضفة الغربية فقد طالبت الأجهزة شركات تقديم خدمة سيارات البث المباشر الإعلامية التي تزود قناة الأقصى الفضائية بوقف تعاملها مع القناة ومراسليها، كما هددت أغلب المؤسسات الإعلامية بعدم التعامل مع فضائية الأقصى التي تتخذ من قطاع غزة مقراً لها، تحت تهديد سحب تراخيص العمل.
واستدعت اثنين من الصحفيين في مدينة قلقيلية، وهم رغيد محمد طبسية، وماهر حسن أبو عصب، على خلفية تغطيتهم لمواجهات الشبان وقوات الاحتلال في حي النقر غرب مدينة قلقيلية.