قائمة الموقع

مقال: السنوار وصفقة التبادل الجديدة

2015-12-21T06:53:58+02:00
مصطفى الصواف

تناول الإعلام الصهيوني شخصية القائد يحيى السنوار بكلام مخلوط فيه الغث والثمين؛ ولكن على ما يبدو أن إثارة الحديث حول السنوار نعتقد ان له ارتباط مباشر بعملية تبادل الأسرى كون السنوار كان احد المفاوضين في صفقة شاليط وإن لم يفاوض الاحتلال بشكل مباشر، هذه الإثارة جاءت عقب الرسالة الافتراضية التي تمنها تقرير على موقع المجد الأمني وتلقفها الإعلام الصهيوني واعتبرها رسالة حقيقية موجه من قبل الجندي المأسور لدى كتائب القسام والتي لم تعلن عن رسالة حقيقة موجهة من الجندي الأسير، ولم تتحدث عن الموضوع مطلقا؛ لأنها اشترطت أن يفرج عن الأسرى من صفقة وفاء الأحرار الذين اعتقلوا وحوكموا قبل الحديث عن أي معلومة حول حياة الجنود الأسرى. 

 السنوار كان أحد من رسم الشروط في صفقة شاليط بالتشاور مع قيادة حماس وكان مرجعية الأسرى وهو الآن بعد التحرر بات شخصية قيادية وله دور في صناعة السياسة في حركة حماس بعد أن انتخب عضوا في مكتبها السياسي .

هذه المكانة القيادية لها تكليفات ومنه على سبيل المثال بان يحمل خبير الشئون الصهيونية ملفا متعلق بالصهاينة والسنوار ليس خبير فقط في الشأن الصهيوني ولكنه كان على دراية كاملة في ما جرى على مدى سنوات التفاوض على صفقة شاليط التي قادها القائد الشهيد احمد الجعبري ورفاقه من كتائب القسام بالإضافة إلى عدد من الأسرى في الهيئة القيادية للأسرى في سجون الاحتلال ، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها ، ولكن ما يذكره الإعلام الصهيوني عن خلاف بين القيادة السياسية وبين السنوار، وأن السنوار شخصية كرازماتية تفوق زيد أو عمر فهذا هو نوع من دق الأسافين ولعبة مكشوفة من قبل حماس وقيادتها ولن يكون لها تأثير يذكر بل قد تكون مادة للسخرية على طريقة تفكير الاحتلال بهذه الطريقة الساذجة.

 وحماس اليوم ربما تكون اقوي من أي مرحلة كانت عليها وسيبقى قادة حماس صفا واحدا فالمناصب تكليف وليس تشريف أمر لا يفهمه الكثيرون، وصفقة الأسرى قادمة قادمة واعتقد أن حماس و القسام اعدوا كل ما يلزمها وينتظرون العدو الصهيوني أن يأتي خاضعا لشروط القسام وحماس كما خضع من قبل في صفقة شاليط.

ونعتقد أن الرسالة الافتراضية هي وسيلة من وسائل الحرب النفسية التي مارستها قيادة القسام حتى تحرك المياه الراكدة بعد أن وضع نتنياهو ملف الجنود الأسرى في الثلاجة وقدم تقارير كاذبة حول موت الجندي وهو لا يعلم مصيره وان تقريره الطبيعي هو افتراضي أيضا كون أن جثة الجندي ليس بين يديه والتقرير الطبي افترض أن كمية الدماء التي نزفت من الجندي يؤكد أنه ميت ما لم يكون قد عولج ، وطالما أن هذه الفرضية موجودة كيف يعتبر ميت مع إمكانية تقديم العلاج له ويتعافى.

الرسالة الافتراضية حركت عائلة الجندي وخرجت بمؤتمر صحفي وحركت معها الشارع الإسرائيلي تعاطفا وتضامنا مع عائلة الجندي كما حركت أهالي الجنود الآخرين الذين لم يعرف مصيرهم وهذا ما يخشاه نتنياهو فلذلك يكذب وقادة جيشه يكذبون؛ ولكن هناك طرف ثاني وهو كتائب القسام وحماس لديهم الحقيقة الكاملة وهم الفيصل في الأمر ولكنهم لن يقدموا أي معلومة بشكل مجاني للاحتلال.

وإنا هنا أتوقع أن تكون حماس والقسام قد استفادا من التجربة السابقة التي مثلت مدرسة جديدة في التفاوض الغير مباشر مع الاحتلال، وافترض أن القسام وحماس قد شكلت فريق عمل وضع الخطط والسيناريوهات حول طريقة التفاوض ووضعت الإعداد والقوائم المراد الإفراج عنهم خاصة أن ما لديها من جنود أسرى أكثر من واحد وهذا يعني أن الصفقة قد تكون أكبر من الصفقة الأولى.

لا يوجد طريق ثاني للمعرفة أو الإفراج عن الجنود الأسرى بعد أن عجزت قوات الاحتلال عن جمع أو التوصل إلى ما يفيدها بالأمر وستكون مضطرة لإعادة التجربة الأولى وستتجاوز القوانين التي وضعتها كما حدث في قانون ( الأيدي الملطخة بالدماء )، وعليه قد نشهد جولة للوسطاء لبدء جولة من التفاوض والذي أتمنى إن بدأ أن لا يستغرق طويلا.

اخبار ذات صلة