لا تزال الجهود الدولية لوضع حد لاستمرار تصاعد أحداث انتفاضة القدس تتعاظم، من خلال الجولات المكوكية التي تجريها الأطراف الدولية بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
فزيارة اللجنة الرباعية الدولية للمنطقة جاءت بعد سلسلة لقاءات أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال المدة الماضية مع أطراف عربية وفلسطينية و(إسرائيلية) مختلفة، تكللت جميعها بالفشل في تخفيف حدة التوتر ورأب الصدع أو حتى اقناع السلطة والاحتلال العودة إلى طاولة المفاوضات.
وكان وفد من "اللجنة الرباعية" الدولية للسلام قد زار الخميس الماضي، الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعقد لقاءات بين قادة الاحتلال ومسؤولين فلسطينيين، بعد أن أجل زيارته عدة مرات في الأشهر الماضية.
وصول وفد الرباعية إلى المنطقة تزامن مع تزايد عدد الشهداء، وارتفاع وتيرة الاحداث وتصاعد انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين؛ ما أنذر بفشل جهود اللجنة قبل بدأ جولتها، الأمر الذي رأى فيه مراقبون أن (إسرائيل) لا ترغب في أي جهود دولية لوقف التصعيد.
مهمة غير سهلة
وقال الكاتب سمير عباهرة إن ما عجز عنه كيري في إعادة الأمن والهدوء إلى المنطقة استعدادا للعودة الى مسار المفاوضات، لن يكون سهلاً أمام مهمة وفد اللجنة الرباعية، مرجعاً ذلك إلى عدم اكتراث (الإسرائيليين) باللجنة في شكلها وتركيبتها ودورها.
وأوضح عباهرة في مقال له أن وفد الرباعية لا يحمل أجندة معينة، ومهمته تنحصر في مهام استكشافية والتعرف على المواقف الجديدة لأطراف الصراع، في ظل استمرار الانتفاضة.
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب مع سابقه في أن زيارة الرباعية لا تحمل أي مبادرة جديدة، مبيناً أن اللجنة تحاول بين فترة وأخرى أن تظهر للأطراف أنها لا تزال موجودة.
وأكد حبيب في حديثه لـ "الرسالة" أن الجهود الدولية لن تنجح في ظل حكومة احتلال تحمل مخططات فاشية وعنصرية، ولا تؤمن بالحل السياسي مع الفلسطينيين.
وقال حبيب إن الرباعية التي يرأسها توني بلير موالية لحكومة الاحتلال؛ الأمر الذي يجعل من الصعب أن تتقدم خطوة واحدة باتجاه تحقيق أي حل عادل للشعب الفلسطيني.
وبالعودة إلى الكاتب عباهرة فقد رأى أن مباحثات الرباعية مع المسئولين (الإسرائيليين) تركزت على تخفيف حدة التوتر واستعادة الامن، دون الاشارة إلى وضع حد للعدوان (الإسرائيلي) على الفلسطينيين وليس العودة إلى المفاوضات كون أن شُروطها لم تنضج بعد.
دفع عجلة التسوية
وعلى خلاف سابقيه فإن الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، ذكر أن زيارة وفد الرباعية جاءت بعد طلب من رئيس نتنياهو؛ ما يحمل مؤشراً على بدء تحرك المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات.
واوضح عوكل ان هذا التحرك يأتي مع تزايد مخاوف المجتمع الدولي وامريكا من ان تقضي (إسرائيل) على حل الدولتين، وهو ما ظهر من تصريحات مختلفة لمسؤولين حذروا من خلالها حكومة الاحتلال وحملوها مسؤولية ذلك.
ولفت إلى أن توسع الاشتباك في المنطقة هو الخيار المحتمل، في ظل موقف الاحتلال السلبي من الجهود الاوروبية لاستئناف المفاوضات.
ومن المهم الاشارة إلى أن اللجنة الرباعية تتشكل من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة؛ من اجل تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والاسرائيليين والمساهمة في رعاية المفاوضات.
والخلاصة أن بقاء الأسباب المؤدية لاندلاع انتفاضة القدس تؤكد مسبقا فشل جهود إخمادها، وفي ظل حكومة احتلال عنصرية، لا تؤمن إلا بقتل الفلسطينيين.