قائد الطوفان قائد الطوفان

زوجة "القيق": لا تتركوا محمد وحيدًا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الرسالة نت _ أمل حبيب

يجتاح عقله الصغير سيل من التساؤلات التي لم تستوعبها أعوامه الثلاثة مستحضرًا مشهد تفجير جنود الاحتلال لباب منزلهم في رام الله ليردد " ليش فجروا الباب .. ليش خطفوا بابا؟".

"أعطهم البطاقة يا فيحاء" رددها الصحفي محمد القيق قبل أن يضعوا الأصفاد في معصميه ليصل صوت الجندي مستخفًا بعضوية محمد في اتحاد الصحفيين الدوليين قائلًا:" لا.. مش مهمة عنا مش مهمة"!

عدم مبالاة الاحتلال بدور الاتحاد الذي يهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الصحفيين وحرياتهم قابله غياب صوته للتنديد باعتقال القيق دون أي اتهام سوى وصف كتابات سابقة له بالتحريضية ضد الاحتلال!

على نهج من لسعت لسانهم ذرات ملح للبقاء ضمن قائمة الأحياء والوصول الى حرية يقيدها العدو باعتقال ارادي يخوض الأسير القيق اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 51 يوم على التوالي حيث لم تخفف أسلاك الهاتف قلق زوجته فيحاء شلش على مصير زوجها بعد رفضه للمدعمات العلاجية ولخصت بالقول: "وضعه غير مبشر".

حالة القلق التي تعيشها فيحاء تزداد تدريجيا بعد أن بدأ محمد بتبول وتقيء الدم ومعاناته من تصلب عضلات وآلام شديدة في المعدة والرأس والمفاصل، إضافة الى نحول شديد وليس انتهاء بضعف عام بالرؤية.

"أقبل رأس من تضامن معي"

ما تعيشه زوجة القيق خلال أيام أسر محمد والتي قاربت على الشهرين يوازيها توجس الاحتلال الدائم من صوت الصحفي الفلسطيني أو عدسته أو قلمه، الأمر الذي دفعه لاعتقال محمد المراسل لقناة المجد الفضائية في حين يعكس القيق عزيمة الإعلامي التي لن تكسرها زنازين العدو حيث وصلت لنا كلماته لتعطينا الكثير من القوة:" اما حرًا أو شهيدًا.. وأشكر كل من تضامن معي وأقبل رؤوسهم واحدًا واحدا".

رسالة القيق وصلت الى زوجته عبر محاميته قبل أن يدخل مرحلة الخطر ويتم تغذيته عبر الوريد بشكل قسري، حيث كان الصحفي محمد قد أعلن اضرابه المفتوح عن الطعام في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، احتجاجا على الاعتقال الإداري بعد اختطافه من بيته في الحادي والعشرين من الشهر نفسه.

منذ ذاك التاريخ لم تر فيحاء وطفلاها إسلام وشقيقته لور محمدا حيث منعت من زيارته في حين سمح لمحاميته ولممثل الصليب الأحمر فقط بزيارته في التاسع والعشرين من ديسمبر.

صرخات الرضيعة لور ما فتئت تصل "الرسالة نت" عبر الهاتف وكأنها تفتقد وجه أبيها المبتسم وهي يغني لها لتطلق العنان لفرحة الصباح.

في حين يكتفي اسلام بين الحين والآخر بترديد تلك الجملة التي اعتادت أذناه على سماعها ان كان من أمه لحديثها مع وسائل الاعلام عن حالة والده أو من المتضامنين في وقفاتهم أمام الصليب "الأسير الصحفي محمد القيق مضرب عن الطعام " ثم يتبعها بسؤاله المعتاد لأمه: "ليش فجروا الباب!"

لا يعلم اسلام ماذا تعني "مضرب عن الطعام" الا أن والدته تحاول أن تشرح لابنها البكر بأن "بابا لا يتناول الطعام حتى يعود حرًا للبيت دون قيود"، يصمت اسلام كثيرًا وكأنه استوعب ما قالت ثم يعود للتساؤل "ليش كسروا الباب.. ليش فجروه؟ ".

لن يتخيل هذا الصغير مدى همجية المحتل وانتهاكه المستمر لحقوق الصحفي الفلسطيني، فكيف لعقله الصغير أن يدرك أن الجيش الاسرائيلي لن يطرق الباب قبل اعتقال "بابا" أو غيره من الأسرى!

لست وحدي

"أنا هنا لست وحدي أعلم بأنكم تقفون معي ولن تخذلوني، أنا مستمر بإضرابي عن الطعام ولن يخمد المحتل صوتي" كتبها المتضامنون مع الصحفي القيق على صورة له حيث رفعت في عدة فعاليات منددة باعتقاله كالتي نظمتها القوى والفصائل الفلسطينية بدعوة من وزارة الأسرى والمحررين في القطاع انتهت بوقفة أمام مقر الصليب الأحمر وأخرى لنقابة الصحفيين في رام الله وغيرها لكتلة الصحفي الفلسطيني في غزة.

ولم يقتصر التضامن الشعبي مع القيق بمن يتنسم هواء الحرية حيث استنكر الأسرى من بين قضبان القهر صمت العالم تجاه هذه الجريمة، مجددين مطالبتهم لنقابة الصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام بأخذ دورهم في مساندة زميلهم الصحفي وتفعيل قضيته على كل المستويات حتى يتم الإفراج عنه.

"لا تتركوا محمدا وحيدًا لأنها قضية وطنية وأخلاقية" هو آخر ما طلبته زوجة الأسير القيق من أحرار العالم معتبرة بأن مصلحة السجون الاسرائيلية استغلت ضعف محمد وقامت بتغذيته عبر الوريد وهي برأيها تمهيد لتغذيته قسريًا عن طريق الأنف والتي قد يفارق الحياة على إثرها. 

البث المباشر