أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) رصدها حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في بلدة مضايا السورية، وقالت في بيان لها اليوم الجمعة إنها رصدت ذلك خلال مشاركها في بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المنطقة أمس الخميس.
وأضافت أن العاملين لديها شهدوا وفاة فتى في السادسة عشرة من عمره كان يعاني من سوء تغذية حاد، معبرة عن الحزن والصدمة التي أصابتهم وهم يعاينون لفظ أنفاسه الأخيرة أمامهم.
وزار فريق اليونيسيف المستشفى الميداني بالبلدة، حيث يعمل طبيبان فقط بالإضافة لاثنين من المهنيين الصحيين في ظروف صعبة، وفحص فريق من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية سوء التغذية لدى 25 طفلا دون سن الخامسة باستخدام قياس منتصف محيط العضد، والذي أظهر علامات سوء التغذية المتوسطة والحادة على 22 طفلا من مضايا.
من جانبها قالت مسؤولة وحدة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية رنا صيداني "توجهت عيادة نقالة الجمعة تابعة لمنظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر السوري إلى بلدة مضايا لمعالجة حالات سوء التغذية"، مضيفة في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية "سنستخدم المواد والأدوية التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة إلى البلدة في علاج المرضى".
وأوضحت صيداني أن الفرق الطبية التابعة للمنظمة والهلال الأحمر السوري التي دخلت مضايا أمس "تمكنت من معاينة 350 شخصا وننتظر صدور تقرير مفصل بشأنهم".
وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن 44 شاحنة محملة بالمساعدات دخلت إلى بلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام ومليشيا حزب الله، تزامنا مع دخول 18 حافلة مساعدات لبلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب الشمالي.
وفي سياق متصل، بث ناشطون فيديو قصيرا يظهر محلات تجارية بمعضمية الشام فارغة تماما من المواد الاستهلاكية نتيجة الحصار ومنع إدخال البضائع للمدينة.
من جهة أخرى، دعت وزارة الخارجية الروسية اليوم جميع أطراف الصراع في سوريا لاستخدام نفوذهم لضمان توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق التي يحاصرها المقاتلون، حسب تعبيرها.
وأضافت الوزارة ذاتها أن الوضع في مضايا والفوعة وكفريا يشكل مصدر قلق بالغ، متهمة من سمتها بجماعات مسلحة مختلفة بمحاصرة تلك البلدات، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تعمل مع الحكومة السورية في محاولة للمساعدة على حل الأزمة وتشجعها على التعاون مع الأمم المتحدة.
وكان المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك قال إن "الأولوية هي لتوزيع الطحين ومستلزمات النظافة"، كما أعلنت اللجنة الدولية أنها تعتزم العودة إلى مضايا الأحد لتسليم كميات من الوقود.
وأوضحت رئيسة اللجنة في سوريا ماريان غاسر أن "كبار السن والنساء والأطفال هم أكثر من يعانون، وظروف معيشتهم من بين أصعب ما أتيح لي رؤيته في السنوات الخمس التي قضيتها في البلاد. وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر".