اصبح وجه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول ملف المصالحة الداخلية فيها، عزام الأحمد، نذير شؤم على الفلسطينيين في قطاع غزة بعد تصريحاته المتوالية التي تثبت الأيام فيما بعد زيفها.
ويحاول الأحمد الظهور بمظهر الرجل البطل المُخلّص للأزمات في الاوقات العصيبة في حين أنه لا يملك من القرار شيئا وسرعان ما تنفضح سقطاته واكاذيبه.
وأثارت تصريحات عزام الأحمد الاخيرة حول التوصل لاتفاق مؤقت بين السلطة الفلسطينية والسلطات المصريّة، على فتح معبر رفح البريّ بمعزلٍ عن حركة حماس امتعاضاً كبيراً لدى الفصائل والقوى الوطنية في قطاع غزة، وخاصة لجنة الفصائل المكلفة بالإشراف على مبادرة إعادة تشغيل المعبر.
ولم يمضي بضع ساعات على هذا التصريح حتى أعلن الجانب المصري عدم وجود أي اتفاق بخصوص تغيير العمل على معبر رفح، وان كل ما نُشر غير صحيح وغير دقيق.
اسامة حمدان القيادي البارز في حركة حماس قال في تعقيبه على تصريحات الاحمد لـ"الرسالة" إن نفي الجانب المصري يضع علامة استفهام حول الهدف من تصريحات قيادة السلطة، متسائلا: إن كانت في سياق انهاء المعاناة فعلا، أم تكريس حالة الضغط على حركته.
وأضاف: "من المؤسف أن يكون موقف السلطة بهذا المستوى غير المسؤول"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن حركته ستمضي في خطوات عملية لإنهاء ازمة المعبر.
بينما اعتبر وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، ان تصريحات الأحمد الأخيرة بشأن معبر رفح تمثل قفزا فوق مقترح الفصائل التي ما زالت تسعى لتنفيذه بالوصول لاتفاق مع كافة الجهات الفلسطينية.
وأضاف العوض في تصريح صحفي: "هذه التصريحات محاولة للالتفاف على مقترح الفصائل علاوة على انها تتقاطع مع المواقف السلبية الساعية لإجهاضه وتعطيله.
تصريحات الأحمد الأخيرة ليس هي الأولى التي يُكشف زيفها وتأتي خارج السرب، فالغزيون لم ينسوا كذبته أثناء التشاور لتشكيل حكومة التوافق الوطني حين قال في ذلك الوقت "معبر رفح سيفتح على مصراعيه فور التوقيع على اتفاق المصالحة"، ومضى عام على توقيع الاتفاق في حين بقيت أبواب المعبر موصدة.
وليس انتهاء بممارسة الكذب، فزيارة الأحمد المتكررة كشفت الوجه القبيح له وللسلطة، لا سيما أنه يتبادل الضحكات مع قيادات حركة حماس والفصائل، وفور وصوله رام الله يُبرز الوجه الآخر ويبدأ بكيل الشتائم والاتهامات لغزة.
ويحاول الاحمد الظهور بين فترة واخرى وكأنه المنقذ الذي يحمل كل جديد ليسلط الأضواء عليه وفي ذات الوقت لا يملك نفعاً ولا ضُرا كما يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف في تفسيره لتصريحات الاحمد.
ويؤكد الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن الأحمد يحاول من خلال تصريحاته "التوتيرية" التنافس مع غيره من قيادة فتح أنه الأكثر عداء لحركة حماس؛ طمعاً في الفوز بأي انتخابات فتحاوية داخلية قادمة. ولفت إلى أن تصريحات الأحمد باتت لا تلقى أي صدى أو تُأثير في الشارع الفلسطيني لأنه يفتقد المصداقية.
بينما رأي الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن الأحمد يحاول أن يجتهد ويستبق الجميع ليجد نفسه لا يمتلك أي قرار سياسي. وبين أبو شمالة لـ"الرسالة" أن الأحمد يتعجل في تعميم أفكاره وقناعاته وسرعان ما ينصدم بالقرار السياسي الفلسطيني الذي يظهره بمظهر الكاذب في أغلب الأحيان.
وخلاصة القول فإن سلوكيات الأحمد أصبحت تعكس شخصيته الكاذبة التي لا تملك من القرار الفلسطيني أي شيء.