تناولت الصحف (الإسرائيلية) أسباب تصدر الشباب للمشهد في "انتفاضة السكاكين"، وتطرقت أيضا إلى أن "جيلا كاملا من الفلسطينيين يؤيدون الهجمات المسلحة ضد الفلسطينيين وأن غالبية الشعب الفلسطيني يكره إسرائيل والإسرائيليين واليهود".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن ثلث منفذي عمليات الطعن الأخيرة دون سن العشرين، وهو ما يشير إلى أن الهجمات التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يقودها صغار السن، ممن يتخذون قرارهم اللحظي بالهجوم، ولا يستطيع أحد التنبؤ بما قد يقومون به، مما ينجم عن مشكلة حقيقية لأجهزة الأمن (الإسرائيلية).
الأمر الذي دفع بالسلطة الفلسطينية لمحاولة منع هؤلاء الشبان والفتيان من تنفيذ هذه العمليات، من خلال اعتقال أي منهم يتفوه برغبته بالموت، أو من يتصرفون بطريقة مريبة مرتبطة بتنفيذ العمليات.
وجرت العادة في الآونة الأخيرة على أن ترسل إدارات المدارس بالضفة الغربية لمكاتب المحافظات الموزعة على كل مدنها قوائم بالطلاب المتغيبين، لمحاولة تعقبهم واعتقالهم، لمنعهم من تنفيذ الهجمات.
فيما نقلت صحيفة "معاريف" عن عضو الكنيست من حزب "ميرتس" المعارض، عيسوي فريج، أن الجيش (الإسرائيلي) يعدم الأولاد الفلسطينيين دون محاكمة، بدعوى أنهم يحملون سكاكين.
جيل كامل
وفي معاريف أيضا، كتبت الباحثة (الإسرائيلية) في معهد السياسات الأمنية بواشنطن، "كارولين غليك"، أن جميع استطلاعات الرأي بين الفلسطينيين في الأعوام الـ25 الأخيرة تشير إلى أن جيلا كاملا منهم يدعم العمليات المسلحة ضد (إسرائيل).
كما أن غالبية الفلسطينيين يكرهون (إسرائيل والإسرائيليين) واليهود، ويعتقدون بأن ليس لديهم حقوق لإقامة دولة يهودية، وبالتالي -حسب غليك- فإن إطلاق وصف "منفذ وحيد" على من يقومون بالعمليات الأخيرة ضد الإسرائيليين "تسطيح" لطبيعة الهجمات.
وتابعت أن "ما يحصل ضد الإسرائيليين من عمليات ليست هجمات فردية منعزلة ناجمة عن التحريض، لأن كل من يحمل سكينا ويقتل يهوديا لا يكون مرسلا من تنظيم فلسطيني، بل من قبل مجتمع فلسطيني كامل".
وأضافت: "ليس هناك من إمكانية لنجاح إسرائيل في جهودها بإقناع الفلسطينيين بأن قتل اليهود أمر ليس جيدا، لأنهم غير مقتنعين من الأساس بحقنا في الوجود، وإن لم يكن ممكنا الوصول لتحقيق السلام معهم، فهل يبدو ممكنا ردع الفلسطينيين عن تنفيذ المزيد من الهجمات ضدنا، في ضوء أن (65-85)% من الفلسطينيين يعتقدون أن العمليات المسلحة ضد إسرائيل مسألة مريحة، وهناك اعتقاد لديهم بوجود رابط بين مواصلة تلك العمليات وتقديم (إسرائيل) لمزيد من التنازلات لهم، وربما يكونون محقين في ذلك".
عدو مشترك
وبعد زيارة لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في مدينتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية، خرج الخبير (الإسرائيلي) في الشؤون العربية بموقع "واللا"، آفي يسسخاروف بخلاصة أن الفلسطينيين هناك يرون في (إسرائيل) والسلطة عدوا مشتركا.
وأضاف أن مخيم جنين بالذات تحول لرمز للفلسطينيين أثناء عملية "السور الواقي" في 2002، وجرت فيه معارك بين الفلسطينيين والجنود (الإسرائيليين) آنذاك، أسفرت عن مقتل 23 جنديا إسرائيليا، وعشرات الفلسطينيين، ومن يومها يبحث الفلسطينيون فيه عن "أبطال جدد"، رغم أن المخيم لم ينضم بعد للهبة الفلسطينية المستمرة منذ أشهر.
وأضاف أنه "قد يكون عدم انضمام مخيمات اللاجئين بالضفة للانتفاضة، يجعلها عاجزة على التوسع أكثر، وهو ما يدفع حركة حماس لبذل جهود أكبر لإحيائها، عبر تجديد عمليات إطلاق النار والعمليات الانتحارية، في ظل تراجع عمليات الطعن والدعس، وأعداد المتظاهرين".
وختم بالقول إن "الفلسطينيين يعتقدون أن من تعتقله السلطة الفلسطينية من منفذي العمليات ثم تطلقه تعتقله إسرائيل، ومن تعتقله إسرائيل ثم تطلقه تعتقله السلطة، هكذا يعمل الجانبان"، ناقلا عن سكان مخيم "بلاطة" أن ذلك قد يكون "أحد أسباب عدم مشاركة الفلسطينيين في العمليات الحاصلة ضد الإسرائيليين".
الجزيرة نت