الرسالة نت- ياسمين ساق الله
طفت على سطح الساحة السياسية الفلسطينية مؤخرا تصريحات لبعض القيادات الفتحاوية التي شككت بنجاح عودة الجانب الفلسطيني للمفاوضات غير المباشرة مع "إسرائيل" , حيث كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن الرئيس المنتهية ولايته" محمود عباس" خضع لعملية ابتزاز وضغط للعودة إلي المفاوضات بدون ضمانات إسرائيلية وأمريكية وعربية .
وفي السياق ذاته أكد محللون سياسيون، أن عباس لا يملك خيارات أخرى في هذه المرحلة سوي القبول بمسار التفاوض مع الاحتلال, مضيفين في أحاديث منفصلة لـ" الرسالة" أن "إسرائيل" والإدارة الأمريكية حشرت عباس في زاوية التفاوض دون ثمن .
عودة لا مفر منها
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي مؤمن بسيسو :"أعتقد أن العودة للمفاوضات لم تكن بقرار فلسطيني خالص بل إقليمي ودولي فهو مفروض من الخارج ولم يكن لسلطة فتح اى خيار أخر لرفضه ".
في حين يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت د. سمير عوض، أن العودة للمفاوضات لم يكن خيار فلسطيني، بل اختراع أمريكي لإجراء ما يشبه بالمفاوضات دون التطرق للقضايا الجوهرية والمصيرية , متابعا:" دون أن تدفع إسرائيل ثمن مقابل وجود تفاوض على مسار السلام ".
وتابع بسيسو :" السلطة تعاطت مع المفاوضات بعد إغلاقها لخياراتها الوطنية منذ فترة طولية وارتباطها اقتصاديا وسياسيا بالعدو.
وكان رئيس الوزراء الأسبق أحمد قريع قد أعرب عن قناعته بأن الأشهر الأربعة المقبلة للمفاوضات غير المباشرة، لن تأتي بجديد ولن تنجز شيئا ملموسا، مشيرا الى ان أهم الأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط تسعى لترتيب صفقة يتم فيها الربط بين المسارين السوري والفلسطيني.
نبذ الخلافات الأخرى
وأشار المحلل السياسي بسيسو إلى أن عباس حشر نفسه بالزاوية كما حال فتح منذ توقيعها على اتفاقية أوسلو وحتى اليوم فالمشروع الوطني الفلسطيني اقتصر على خيار ضيق وهو التفاوض ".
بينما ينوه أستاذ العلوم السياسية عوض، إلى أن عباس يهدد بالخيارات الموجودة أمامه ومنها خيار المقاومة الشعبية رغم اعتقاده أن المسار السياسي الذي تدعم أمريكا وقد يصل بالفلسطينيين للتخبط والضياع ", مشيراً الى أن المسالة معقدة أمام الإدارة الأمريكية كون "إسرائيل" لا تريد تقديم تنازلات مقابل البدء بالمفاوضات .
ولكن بسيسو يقول:" السلطة وفتح سارتا على خيار التفاوض ونبذت كافة الخيارات الأخرى وحاربتها بل استأصلتها كما يحدث للمقاومة بالضفة الغربية ", مضيفا :" عباس يدرك أن عودته للمفاوضات شكلية وصورية بشكل تام ولن يتمخض عنها نتائج انطلاقا من تجاربه السابقة".
ويشير إلى أن عباس يتعاطى مع المفاوضات بتكتيك بحت , قائلا" في ظل تواصل سياسة الاستيطان الإسرائيلية يدرك عباس إن إسرائيل لن تبادر بالتنازل لذا فهو يتعاطي بأسلوب تكتيكي بحت كونه يرغب مغادرة الحياة السياسية بسلام دون إشكالية خارجية".
وختم المحلل السياسي بسيسو حديثه قائلا:" لا خيارات لعباس باستثناء المفاوضات كونه يدرك تماما أن خروجه عن الخط المرسوم له إقليما ودوليا سيعرضه للخطر وسيصبح مصيره كعرفات أو استبداله برئيس أخر قادر على تلبية الاستحقاقات الدولية".
وكان قد سبق قريع القيادي في حركة فتح نبيل عمرو الذي دعا الى عقد جلسة طارئة للمجلس المركزي قبل الدخول في المفاوضات غير المباشرة , قائلا:" يبدو جلياً أن القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس والفريق السياسي الذي يعاونه، سيواجهان عما قريب استحقاقاً صعباً، في مفاوضات غير مباشرة من خلال الوسيط الأمريكي، دون تحقيق الشروط الفلسطينية التي وضعها المجلس المركزي لإجازة الذهاب للمفاوضات".