لن يتمكن الطفل عبد الله وشقيقته نعمة من أن يستيقظا على قبلة والدهما منتصف الليل بعد اليوم حيث اعتاد الشهيد ثابت الريفي على ايقاظهم من نومهم ليبهجهما بقطع الحلوى والجلوس معهم لدقائق حتى يعوضهم غيابه في وحدة الأنفاق التابعة لكتائب القسام.
"أمنيتي الشهادة في سبيل الله" هو كل ما تمناه أبو عبد الله في حياته، وردده على مسامع والده الذي عبر عن فخره بارتقاء ابنه البكر شهيدًا مع ستة من رجال الأنفاق في حي التفاح بغزة.
ويجلس والد الشهيد في منزلهم البسيط بحي الدرج وعلامات الحزن لا تفارق وجهه، وصور الشهيد تحيطه كأنها تقول له "انا هنا يا أبي وقد نلت ما تمنيت".
الريفي الذي التحق بصفوف القسام منذ سنوات، تميز بكتمانه لأسرار عمله ولا يحدث أهل بيته بها بحسب والده، الى أن بات قائد مجموعة في وحدة النخبة القسامية وفق البيان العسكري الذي نشرته "القسام".
كلمات متقاطعة هي التي أوصلها والد ثابت "للرسالة" لشدة تأثره برحيل ابنه حيث لم يره منذ عشرة أيام من استشهاده لانشغاله في عمله لساعات طويلة الى أن جاء نبأ ارتقائه بعد أن حفر بيده طريق النصر في الوقت الذي كان فيه كثيرون يلزمون بيوتهم هربا من برودة المنخفض.
ويوجه والد الشهيد رسالةً للاحتلال: "بأننا لن نكل ولن نمل في إرسال أبنائنا للشهادة، وسنربيهم على حب الوطن والاستشهاد في سبيل الله، ولن نتنازل عن ذرة تراب من أرض فلسطين حتى تنال حريتها ".
ثابت كان حنونا جداً وخاصة على أولاده كما أشار والده، في حين وصفه عمه أبو عبد الله بأنه كثير الابتسام والتواضع، مضيفاً:" قبل أيام من استشهاده كان يجلس معنا ويتحدث لنا عن أصدقائه الشهداء بلهفة المشتاق لهم وكأنه يعرف أن أجله قد اقترب".
أحد أصدقاء الشهيد الريفي قال خلال لقاء "الرسالة" به في بيت العزاء: "إن ثابت كان شجاعًا ومن أكثر الشباب غيرةً على دينه ووطنه، وكنا نلجأ إليه في المهام الصعبة أثناء العمل الجهادي".
وأضاف: "الشهيد ثابت رجل المهام الصعبة حيث شارك في الحروب الثلاثة التي شنت على غزة، ليقع عليه الاختيار ليكون أحد أفراد النخبة لتابعة لكتائب القسام نظرا لشجاعته وإقدامه".
وأضاف": إن استشهاد ثابت لم تكن مفاجأة لنا لكثرة حديثة عنها" قائلًا: " أنه كان صامتًا في كثيرٍ من المواقف ولم يحدث أحد من زملائه عن المهام التي توكل إليه في العمل الجهادي".
