قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: عدونا المأزوم وإعلامنا الذي يهددنا

 عماد زقوت
عماد زقوت

بقلم/ عماد زقوت

نقترب في هذه الأيام من عام ونصف عام على الحرب الصهيونية الثالثة على قطاع غزة، وقد باتت الماكنة الإعلامية الصهيونية تدخلنا في أجواء حرب نفسية جديدة، بإطلاقها مئات التصريحات التي تحمل في طياتها تهديدًا ووعيدًا لغزة، ومازال البعض يتحدث بأن شعبنا لم يجنِ أي ثمار نتيجة للحرب، ولم يحصل لا على مطار ولا على ميناء ولم يكسر الحصار، وهذا صحيح، لكن في المقابل، هل حققت دولة الاحتلال شيئًا؟ الإجابة طبعًا لا، فهي لم تردع المقاومة، ولم تقضِ عليها، بل ازدادت قوة المقاومة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب بحسب قيادات في حركة حماس.

 فالأنفاق تتمدد لتشكل خطرًا استراتيجيًا على الاحتلال ومستوطنيه من جهة، والانتفاضة، تشكل مأزقًا كبيرًا للعدو، الذي لا يعرف كيف يقمعها، وهي تدخل شهرها الخامس، من جهة أخرى.

 أما ما يتعلق بالتهديدات بشن حرب صهيونية رابعة، فندعو شعبنا الفلسطيني ومقاومته بأن يطمئنا ولكن عليهما الحذر، فحسب تقديري، فإن العدو الصهيوني لا يريد حربًا -على الأقل في هذا العام- وربما الذي يليه، ولكنه يتوجس خيفة من عملية هنا أو ضربة هناك، لتجد قياداته، وآخرهم نتنياهو، يتحدثون عن حرب يتخللها ضربات قاسمة، إذا تبين أن حماس لها ضلع فيها، الملفت هنا، أنهم يستخدمون دائمًا أدوات الشرط "اذا وأخواتها"، ولكن أيضا علينا ألا نركن لذلك، فالعدو الصهيوني معروف عنه سمة الغدر، ويعلم جيدًا كيف يفاجئ وينقض خلسة،  فعلينا أن نبقى دائما في يقظة.

 ولدي انتقاد لبعض وسائل الإعلام الفلسطينية، التي تلتقط تهديدات الاحتلال لغزة، ليصنعوا منها مادة إخبارية دسمة، في محاولة لتهيئة المتلقي أن طبول الحرب قد قرعت.

 فهذه دعوة لإعلامنا الفلسطيني، بأن يتريث في سباق البحث عن فحوى تلك التصريحات التي تحمل في طياتها التهديد لنا، حتى لا يقع في شرك الخبث الصهيوني، خاصة أن تلك الأخبار تفرض حالة من الارباك بين صفوف شعبنا، فيا إعلامنا: مهلًا مهلًا!

البث المباشر