نجح ثلاثة شبان فلسطينيين في اختراق إجراءات الاحتلال المشددة داخل القدس، وصولا إلا باب العامود في المدينة، وتنفيذ عملية نوعية بإطلاق النار على جنود الاحتلال، قبل أن يستشهدوا ويصيبوا مجندتين إسرائيليتين بجراح بالغة الخطورة.
وذكرت المصادر العبرية أن ثلاثة فلسطينيين وصلوا منطقة باب العامود مسلحين ببنادق "كارلو غوستاف" وأطلقوا النار على المجندتين، في حين ردت قوة من الشرطة في المكان بإطلاق النار، فاستشهد اثنان منهم وأصيب الثالث بجراح بالغة، قبل أن يُعلن الاحتلال عن استشهاده.
وبيّنت الإذاعة العبرية أن منفذي العملية شبان من مدينة جنين وبلدة قباطيا القريبة منها، في حين كانوا مسلحين بسكاكين وبنادق آلية ومتفجرات.
وأوشك الشبان الثلاثة على تنفيذ عملية كبيرة داخل عمق الاحتلال، وفق ما صرح به المتحدث باسم شرطة الاحتلال، الذي قال إن عملية كبيرة كانت ستقع، وذلك بالنظر الى طبيعة السلاح الذي حمله الشبان الثلاثة، مشيرا إلى أن عبوتين كانتا بحوزتهم.
وكشفت مصادر محلية داخل المدينة، عن انتشار مكثف وصل حد اغلاق الممرات والشوارع المؤدية الى مكان الحادث، في وقت تحدث فيه صحفي إسرائيلي عن تطور خطير في منحى تنفيذ العمليات داخل القدس، التي وصفها بـ"ثقب في القلب"، من وسط التشديدات الأمنية في المدينة.
وقد وقعت العملية على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة من طرفي السلطة والاحتلال، وبعد يومين من تنفيذ الضابط أمجد سكري عملية وصفها الاحتلال بالاختراق الكبير، و"انحرافا خطيرًا"، في مسار الاحداث في الضفة.
وأكدّ مختصون في الشأن الأمني أن هذه العملية دليل على حالة الهوس والخوف الأمني لدى الاحتلال، وتعبير عن حالة الفشل في المنظومة الأمنية التي تحكم سير الأوضاع في القدس والضفة، وتجاوز لحاجز الحظر والسيطرة الأمنية هناك.
واعتبر يوسف الشرقاوي العملية تطورا نوعيا، واختراقا للأمنيْن الإسرائيلي والفلسطيني، وقال لـ"الرسالة نت"، إن الانتفاضة أصبحت متدحرجة في الضفة، وأن كرة الثلج بدأت في الوصول الى عمق الكيان، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة مزيدا من العمليات النوعية.
أمّا اللواء واصف عريقات الخبير العسكري، فأكدّ أن نوعية وابداع العمل المقاوم في باب العامود، يشير الى أن الاحداث دخلت مرحلة جديدة من الصراع، قد تشهد استحداث وسائل جديدة من المواجهة.
وقال عريقات لـ"الرسالة نت"، إن هذه العملية تدل على تطور في أداء المقاومة الفردية، مشيرًا إلى أن تصاعد الاحداث واستمرارها كفيل بتدحرج الأوضاع نحو مزيد من المقاومة غير "المألوفة" في الضفة، وفق تعبيره.
