غزة ـ الرسالة نت
علمت ’القدس العربي’ من مصادر خاصة في حركة الجهاد الإسلامي أن وساطة بدأت فيها حركة فتح منذ يومين لتهدئة الاجواء المتوترة بين الحركة ومصر، على خلفية اعتقال 20 من نشطاء الحركة خلال عودتهم الى قطاع غزة من مطار القاهرة الدولي.وذكر مصدر في الجهاد الإسلامي لـ ’القدس العربي’ ان الوساطة مع مصر يقوم بها عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول العلاقات الوطنية، بطلب من الحركة.
وذكر ان الاحمد اجرى اتصالات مع مسؤولين مصريين، بهدف حل الأزمة الناشئة، وتلطيف الاجواء تمهيدا لـ ’عودة العلاقات الطيبة بين الطرفين الى سابق عهدها’.
وذكر المصدر ان العلاقة بين الجهاد والمسؤولين المصريين منقطعة منذ اكثر من اربعة اشهر، كاشفا في الوقت ذاته عن عدم رد السلطات الأمنية المصرية على طلب تقدمت به قيادات الجهاد الاسلامي في غزة للسماح لها بمغادرة القطاع إلى سورية عبر الأراضي المصرية.
وأشار إلى أن وفدا قياديا من الحركة ينوي منذ فترة مغادرة القطاع عبر الاراضي المصرية للسفر الى سورية لمناقشة عدة ’قضايا تنظيمية’ مع قيادة الحركة هناك.وتوجد في دمشق مكاتب مركزية للحركة، كذلك يقيم هناك الأمين العام للجهاد الدكتور رمضان شلح ونائبه، وعدد من اعضاء المكتب السياسي.
وأكد المصدر ان حركة الجهاد الاسلامي تسعى لاحتواء الازمة الحالية، مشيرا الى انها لا تريد توسيع دائرة الخلاف، من خلال حل قضية نشطائها المعتقلين في مصر وعدم تضخيمها.
وامس الاول اعلنت حركة الجهاد ان 16 من نشطائها اعتقلوا خلال عودتهم من الخارج الى غزة عبر مطار القاهرة، وقالت ان خمسة اخرين اعتقلوا قبل ذلك بأيام قليلة.
وذكرت الجهاد ان النشطاء المعتقلين خرجوا من قطاع غزة قبل اشهر بشكل رسمي، من خلال معبر رفح البري، وغادروا مصر ايضا بطريقة رسمية من خلال مطار القاهرة، لافتة الى ان عملية الاعتقال تمت خلال عودتهم ايضا الى مصر بطريقة رسمية.
وقال المصدر في الجهاد لـ ’القدس العربي’ ان العدد الاكبر من المعتقلين وعددهم 16 وصلوا مصر قادمين من السعودية، وان دفعة منهم وصلت المطار المصري قادمة من العاصمة السورية دمشق.
وطالبت الجهاد الاسلامي السلطات المصرية باطلاق سراح عدد من ناشطيها، وسعى نافذ عزام عضو المكتب السياسي للجهاد الى احتواء الموقف والتغلب على اي ازمة قد تنشب بين الحركة ومصر، وقلل من تأثير ذلك على علاقة حركته بمصر، وقال ان الجهاد ’حريصة على دور مصر ولا ينبغي ان تستمر مشكلة المحتجزين المؤلمة’.
وقال عزام ’تأتي العلاقة مع الشقيقة مصر منسجمة مع هذا الهدف، حيث حرصنا في حركة الجهاد الاسلامي على تقوية هذه العلاقة، ايمانا منا بان ذلك ينعكس بقوة على شعبنا وقضيتنا’.
واشاد عزام بمصر كثيرا، وقال ’لا يمكن ان ننسى ما قدمته مصر من تضحيات وشهداء، وما تحملته من اعباء من اجل فلسطين وشعبها’، واكد انهم في الجهاد قادرون على انهاء مشكلة المحتجزين هناك، التي قال انها ’مشكلة مؤلمة للجميع’.
وكانت العلاقات توترت بين الطرفين عقب اتهام الامين العام للجهاد رمضان شلح قبل نحو الاسبوعين للسلطات الامنية المصرية باعتقال عدد من نشطاء الجهاد وتعذيبهم خلال عودتهم الى غزة عبر مطار القاهرة.
وافرجت السلطات المصرية الجمعة قبل الماضية عن ستة نشطاء من الجهاد اعتقلتهم خلال عودتهم من سورية، وقال احد المعتقلين عقب الافراج عنه من السجن بعد 50 يوما انه تعرض للضرب والاستجواب الشديد.
وتؤكد ايضا حركة حماس وجود عددا من ناشطيها معتقلون في السجون المصرية، ابرزهم ايمن نوفل القيادي في كتائب القسام، وطالبت الحركة اكثر من مرة باطلاق سراحهم، واتهمت السلطات الامنية المصرية بالتسبب في وفاة يوسف ابو زهري احد ناشيطها وشقيق الناطق باسمها في احد السجون هناك نتيجة التعذيب.