ذكرت مصادر في المعارضة السورية أنها لن توافق على الاتفاق الأميركي الروسي دون وجود ضمانات دولية، وأكدت أن العديد من المسائل والتفاصيل ليست واضحة بعد في هذا الاتفاق.
وقال رئيس وفد المعارضة للمفاوضات أسعد الزعبي إن هناك الكثير من القضايا ما زالت غير واضحة في الاتفاق، وإن بعضها قد تكون غطاء شرعيا لمن يرتكب جرائم في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا كانت دائما تصعد في عمليات القصف دون رادع.
وأشار إلى أنه كان من المفروض أن يتم إطلاع الأطراف المعارضة على هذه المسودة لإبداء رأيها، وأن لا تكون مجرد تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة.
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار كلمة مطاطة تحتاج إلى آليات عديدة لتحقيقها على الأرض، كما أكد أن جبهة النصرة -المستثناة من الاتفاق- لديها خصوصية، وهي تموضعها داخل مواقع الفصائل من الشمال إلى الجنوب، كما أن معظم أعضائها من السوريين ولا يحملون فكرا متطرفا وقد يكون استثناؤها لشرعنة قصف الطيران الروسي لها ولفصائل أخرى تتموضع جغرافيا بالقرب منها.
وكان منسق الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب قد قال اليوم الاثنين لقناة أورينت القريبة من المعارضة، إن هناك اتفاقا أوليا حول هدنة مؤقتة وإن هذا الاتفاق سيكون "بحسب ضمانات دولية".
وكانت الجزيرة قد حصلت على نسخة من مسودة الاتفاق الأميركي الروسي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وتنص على وقف الأعمال العدائية والبدء بوقف النار منتصف ليل 27 فبراير/شباط الجاري بين الفصائل التي تعلن عن قبول الاتفاق، باستثناء جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وتطلب المسودة من الفصائل المسلحة الموافقة على وقف النار مع حلول ظهر 26 فبراير/شباط، وتؤكد على أن الولايات المتحدة وروسيا ستعملان على تبادل المعلومات والتنسيق لضمان تطبيق فعّال لوقف النار.
كما تنص على تشكيل مجموعة عمل لتحديد المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة وجبهة النصرة، خاصة أن مقاتلي الجبهة ينتشرون في كل المناطق التي تنتشر فيها المعارضة المعتدلة، كما تصنفها الولايات المتحدة.
اجتماع المعارضة
وعلى صعيد متصل، تجتمع الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اجتماعا اليوم في العاصمة السعودية الرياض، لبحث الهدنة المؤقتة التي تعمل واشنطن وموسكو على تنفيذها في سوريا.
وطالب حجاب بتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال، وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين.
كما أبدى النظام السوري استعداده لوقف إطلاق النار شريطة ألا يستخدم "الإرهابيون" وقف القتال لصالحهم، وأن توقف الدول التي تساند مقاتلي المعارضة دعمها لهم. وتطلق دمشق كلمة "إرهابيين" على كل من يحارب القوات النظامية.
الجزيرة نت