قائد الطوفان قائد الطوفان

ضيق المكان والمجاري يلاحقان "أبو أحمد" في "الحاصل"

غزة – الرسالة نت

تناثرت ملابس العائلة في إحدى زوايا الحاصل، بينما غط طفل في نوم عميق بين تلك الملابس بعدما ضاق الحال بوالده، ولم يستطع توفير مسكن لأبنائه.

كانت الخيارات مغلقة في وجه أبو أحمد بعد صراعه مع غضروف في ظهره، اضطره لترك مهنة الخياطة والبحث عن عمل يتناسب مع وضعه الصحي لكن دون جدوى.

في حاصل صغير وجد أبو أحمد ضالته ليجمعه وزوجته مع أطفاله الخمسة مقابل إيجار شهري يقدر بمائة شيقل.

في الجزء السفلي من الحاصل خصص أبو أحمد مكانا لجلوس الضيوف، ومطبخا صغيرا لا يتجاوز المترين، وقطعة قماش تغطي عورة ما يسمى بالحمام، بينما "السدة الخشبية" العلوية خصصتها العائلة للنوم.

بعد صراع مع الفقر لجأ أبو أحمد لفكرة إنشاء "بسطة أحذية" في سوق منطقته عله يتمكن من توفير مصروف أبنائه، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن وتكبد خسارة وصلت لألف دولار.

غرق رب الأسرة بالديون ولم يتمكن من توفير الطعام لأبنائه، وأقسم أن أبناءه لم يأكلوا اللحوم منذ أشهر.

ويقول أبو أحمد و الدموع تترقرق في عينيه " وصل الحال لأن أنهى أطفالي عن الأكل، لتوفيره ليوم آخر(...) صرت أدعي على نفسي بالموت وأنا مش قادر أسد احتياجاتهم".

وتغزو المجاري الحاصل من وقت لآخر نظرا لوقوعه في الطابق الأرضي في برج سكني، مما يزيد من معاناة الأسرة.

تشكو الأم  حالهم المتعثر -كما تقول- منذ زواجها، لكن الأيام تقسو أكثر فأكثر مع مرور الزمن، دون أفق أو بصيص لتحقيق أحلامها.

تلك الأحلام بسيطة لا تتعدى توفير احتياجات أبنائها وملابسهم، والمصروف اليومي لهم بدلا من خروجهم للمدارس دونه.

ولاحظت "الرسالة" أن الأطفال يرتدون ملابس قديمة أصغر من مقاسهم، حيث تؤكد الأم أنها لا تتمكن من شراء ملابس لهم مما يضطرها الاستعانة بملابس أقاربهم القديمة.

بكلمات متقطعة خجولة تقول الابنة الكبرى في العاشرة من عمرها "نفسي أصير زي البنات، بأواعيهم، ومصروفهم".

تقول أم أحمد أن زوجها يلجأ كثيرا للبكاء لما آلت إليه أوضاعه، عندما يقف عاجزا عند مطالب أبنائه، مما دفعه في وقت سابق للعمل بعمل شاق كاد أن يودي به نظرا لمعاناته مع الغضروف.

ويعاني أحد الأطفال من ضعف شديد في الذاكرة، ويحتاج لمدرسة خاصة تستوعبه، لكن قلة المال يحول دون ذلك.

الساحة الأمامية للحاصل أحاطته الأسرة بألواح من الحديد "الزينقو" ليلهو أطفال بها حرموا طفولتهم بسبب الفقر.

 

البث المباشر