قائد الطوفان قائد الطوفان

لقاء عباس كيري.. رسائل أمريكية وإحباط فلسطيني

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

الرسالة نت _ محمد عطا الله

رغم انسداد أفق مسيرة التسوية بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتلكؤ الإدارة الأمريكية في السعي لاستئنافها منذ شهور طويلة، التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس السلطة محمود عباس في عمان مؤخراً، حاملاً إليه رسائل في اتجاهات عدة، يقف في مقدمتها استمرار الضغط الأمريكي لوقف انتفاضة القدس، وتأكيد رفض واشنطن لأي تدخل فرنسي في عملية التسوية.

وبحسب مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، فإن اللقاء بين الرجلين يوم الأحد الماضي، لم يحقق أي تقدم، وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه لموقع "الخليج اونلاين" الدولي: إن اللقاء بين كيري وعباس استمر أكثر من ثلاث ساعات، شهد خلافات كبيرة حول الرؤية الفلسطينية والأمريكية لعدد من القضايا العالقة مع الاحتلال، من بينها المفاوضات وانتفاضة القدس التي دخلت شهرها الخامس".

وأوضح أن "عباس حمّل الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية، وأن البساط بات يُسحب تدريجياً من تحت أقدام أجهزته الأمنية في مدن الضفة؛ بسبب ممارسات الاحتلال المتصاعدة ورد الفعل الفلسطيني عليها".

وتسعى فرنسا لعقد مؤتمر جديد لعملية التسوية، حيث تخطط لعقد لقاء بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال الأشهر المقبلة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن اللقاء حمل عدة رسائل للسلطة وفرنسا، مفادها أنه لا حل سياسيا للقضية الفلسطينية إلا عبر الإدارة الأمريكية التي لن تستغني عن الورقة الفلسطينية في فرض سيطرتها على المنطقة.

وقال الصواف لـ "الرسالة" إن الرئيس عباس يعلم بعجز الإدارة الأمريكية عن اتخاذ أي قرار حالياً؛ نظرا للانتخابات التي تُجريها خلال الفترة الحالية. واعتبر أن سعي عباس للقاء كيري يدلل على حالة الإفلاس السياسي التي يعيشها رئيس السلطة.

وأضاف: "عباس يدرك أن فرنسا وحدها لا يمكن أن تعقد مؤتمرا دوليا وتمرر قرارا في مجلس الأمن، مما دفعه للطلب من كيري تشكيل مجموعة دولية على غرار مجموعة 5+1 مع إيران".

ملامح إحباط

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل مع سابقه، بأن "الولايات المتحدة لا تريد التدخل الفرنسي في ملف الصراع الفلسطيني (الاسرائيلي) رغم انسحابها منه"، وفق قناعته. وأوضح عوكل في حديثه مع "الرسالة" أن لقاء كيري يهدف إلى إسناد الموقف الفلسطيني الرافض للمبادرة الفرنسية، معتبراً أن الرفض الفلسطيني لها خدمة للاحتلال لاستكمال مشروعه الاستيطاني.

وقال إن نتائج اللقاء رسمت على ملامح وجه الرئيس عباس التي أوحت بالفشل والاحباط.

لقاء شكلي

بدوره، يرى المحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن اللقاء بين عباس وكيري "شكلي"، ولم يأت بجديد، مستدلاً على ذلك برفض كيري أبسط طلب لعباس، وهو التوسط للإفراج عن الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ ثلاثة أشهر.

وأوضح أبو شمالة في حديثه لـ "الرسالة" أن لقاء عباس كيري لم يكن على جدول أعمال الأخير، "الذي جاء إلى الأردن من أجل ترتيب زيارة لرئيس الولايات المتحدة بارك أوباما، والبحث في الشؤون الاقليمية"، وفق قوله. وقال إن عباس فرض هذا اللقاء على كيري؛ بهدف الاستعانة بالإدارة الأمريكية في تجديد المساعي الدولية الرامية لإحياء عملية المفاوضات مع الاحتلال، "وإنقاذ السلطة الفلسطينية".

البث المباشر