غزة/رامـي خريـس
أضحت غزة محاصرة بين فكي كماشة فحكومة الاحتلال لا تزال تطلق تهديداتها بشن حملة عسكرية كبيرة عليها ، ومصر لا تزال تعتقل في سجون "أمن الدولة" العديد من عناصر المقاومة سواءً كانوا من حركة حماس أو من الجهاد الإسلامي يذوقون أصنافاً من العذاب كشف عن بعضها مؤخراً أحد ضباط "أمن الدولة" المصري الذي تحدث عن مشاهد تقشعر لها الأبدان .
العدو من الأمام
وحكومة الاحتلال لا تزال تتحدث عن عملية عسكرية قادمة ضد غزة أو حرب حاسمة لاحتلال القطاع لفترة طويلة، وذلك – كما يقولون- في حال تدهور الأوضاع الأمنية على أكثر من جبهة حيث تشير تقديرات الجيش إلى إمكانية فتح حرب تشمل الجبهتين اللبنانية والسورية بالإضافة إلى قطاع غزة وهذا ما يدفع جيش الاحتلال – بحسب مصادر إعلامية- لوضع العديد من الخطط التي باشرت منذ وقت وحدات مختلفة في الجيش بالتدرب على تنفيذها.
وبعيداً عن صحة التسريبات الإسرائيلية بشأن الحرب إن كانت واقعية أو هي وسيلة من وسائل الحرب النفسية إلا أنها تأتي في كل الأحوال لضرب غزة ومقاومتها ، والغريب أن تحقيقات "أمن الدولة" مع المعتقلين الفلسطينيين تدور في القاهرة حول المقاومة وأسلحتها وقادتها.
من الواضح إذن أن هناك هدفاً مشتركاً لـ"فكي الكماشة" فأحدهما يتوعد المقاومة بضربة من الأمام وبحرب ضروس تنتظر إشارة البدء كما تقول التسريبات بل يزيدون على ذلك بالقول أنهم يبحثون عن محافظ لإدارة القطاع بعد احتلاله.
ضربات من الخلف
وهناك طرف آخر يسدد ضرباته من الخلف فيشارك في تشديد الحصار ويفتح النافذة الوحيدة التي تربط غزة بالعالم بـ"القطارة"، ويلاحق الصيادين في عرض البحر بل ويقتل أحدهم بعد أن تدوس زوارقهم قاربه الصغير.
ليس هذا فحسب بل إن نشاطاً أمنياً واستخباراتيا تقوم به أجهزة الأمن المصرية بحثاً واستقصاءً حول فصائل المقاومة في غزة وقادتها وتسليحها ، فضلاً عن مهمات بحث حول مكان الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة جلعاد شاليط ، وهذا بعض ما كشف عنه الضابط المصري.
وإذا كانت غزة ومقاومتها مستهدفة فالضفة كذلك، حيث تنشط أجهزة أمن فتح في متابعة كل ما يخص المقاومة فالاعتقالات يومية وتكاد تطال عناصر حماس والجهاد كافة وحتى بعض الصحفيين والإعلاميين الذين يعملون مع صحف وقنوات ومحطات تدعم نهج المقاومة فمنهم كذلك معرض للاعتقال والتعذيب .
ومثلما كشف ضابط "أمن الدولة" عن فظائع التعذيب في سجون الجهاز الذي يعمل به، تحدث أحد عناصر أجهزة أمن سلطة فتح لصحيفة إسرائيلية عن دور أجهزة فتح الأمنية في الضفة في ملاحقة المقاومين وتعذيبهم بالتنسيق مع الاحتلال وأن كل من يدخل زنازين التحقيق إما أن ينتهي به الأمر إلى الموت أو المستشفى.
ومع أن حالة الاستهداف تشتد مع محاولات أطباق فكي الكماشة إلا أن هناك أملاً لغزة ومقاومتها ومواطنيها الذين ترقب أعينهم هذه الأيام بحر غزة الذي سيشهد محاولة جديدة من محاولات كسر فكي الكماشة.