قائد الطوفان قائد الطوفان

الطفل المدهون .. يوثق بموهبته معاناة شعبه وأحلام أقرانه

الطفل مجد المدهون من غزة
الطفل مجد المدهون من غزة

الرسالة نت _ إسلام الكومي

 

بأنامله الصغيرة وألوانه المثيرة، يرسم الفنان الطفل مجد محمد المدهون ذو 12 ربيعاً _ والذي يقطن في مخيم الشاطئ بمدينة غزة_ لوحاته ليعبر عن مشاعره الطفولية تجاه قضيته الفلسطينية وانتفاضة القدس.

مجد تربى منذ نعومة أظافره على تجسيد معاناة جيله عبر الموهبة التي حباه الله إياها منذ أن كان في الخامسة من عمره لينجح وبجدارة في توصيل عذابات فلسطين بلوحاته الفنية الإبداعية.

ونشأ مجد في أحضان عائلة غزية بسيطة تعاني كباقي العائلات من الاحتلال والحصار ليخرج من بين المعاناة بموهبة الرسم باستخدام الفحم والألوان المائية ويتفوق بإبراز صورة فلسطين وأحلام أطفالها الضائعة.

ورغم العقبات الجمة التي اعترضت طريقه كقلة الاهتمام والرعاية والتمويل إلا أن مجد سار بخطى ثابتة نحو التقدم في موهبته عبر رسم الصور الشخصية والطبيعية وثلاثية الأبعاد والتشكيلية وعرضها على عدد من النقاد لتقيمها ومن ثم العمل بالنصائح البناءة لضمان جودة الأفكار المستقبلية.

وساهم والد مجد في تعزيز الثقة في نفسه عبر دعمه بشتى السبل وتطوير أفكاره التي ساهمت في توصيل رسائل تعجز آلاف الكلمات عن توصيلها للعامة.

يقول مجد لــ "الرسالة نت": "لقد تمكنت منذ بدايتي للرسم وإلى اللحظة التي أحدثكم فيها من رسم العديد من اللوحات الفنية التي عُرض جزء كبير منها في معارض محلية".

ويستخدم مجد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لنشر صوره، وعن ذلك يقول: "أفتخر باللوحات التي تُظهر للعالم أجمع معاناة الفلسطينيين كلوحة اللاجئين والأسرى وسلسة لوحات أحلام الطفولة للصلاة في رحاب المسجد الأقصى المبارك وغيرها".

وأشار الفنان الصغير إلى أنه شارك في عدد من المبادرات الخيرية لمساعدة الأطفال عبر نشر الصور عبر مواقع التواصل ونقل معاناة البيوت الفقيرة من خلال رسمه لهذه البيوت التي يوثقها المصورون في غزة.

ويضيف:" عندما أرسم لا أسمع ولا أرى شيئا سوى ريشتي وقطعة القماش البيضاء والألوان التي أحسها تلون حياتي، أنام وأستيقظ وأنا أفكر بالرسم، أحلم باللوحات وأقلام الرصاص، والألوان الزيتية، فأنا أرسم ما يجول بخاطري وأركز على أحلامي كطفل فلسطيني أحمل هموم كل أطفال فلسطين، وأصر دائما على رسم الشهداء والأسرى والجرحى".

وشارك المدهون في حملة للرسم على وجوه الأطفال المرضى في عدد من مستشفيات قطاع غزة لإدخال البهجة على محياهم. ويقول والد مجد في حديثه للرسالة:" يقضي ابني وقتا طويلا في الرسم، لكنه متفوق في دراسته، ومعدله لا يقل عن85%، حتى إنه حول كل زقة من أزقة منزلنا إلى مرسم صغير".

ويضيف: "نحن نحاول أن نوصل رسالة للعالم، ونخدم قضيتنا، وموهبة مجد لم تكن يوما موهبة لجمع المال والشهرة، وإنما نعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على عرض مواهب فلسطينية جديدة، من أجل إعطاء جميع المواهب فرصة مثل مجد".

ويطمح المدهون لأن يكون سفيرا للأطفال، وأن يحمل رسالتهم ويجسد همومهم، مؤكدا أن الفن هو وسيلة للدفاع عن النفس.

وينهي الفنان الصغير حديثه لـ"الرسالة نت" بالتأكيد أنه سيواصل العمل وتطوير نفسه وإيصال رسالته ووضع بصمته في العالم، التي يسعى من خلالها لتحرير فلسطين.

البث المباشر