طفل باكستاني يدخل الفرح لنفوس أقرانه في غزة

الرسالة نت -  عبدالحميد حمدونة

بدت علامات المرح والسعادة على ملامح عشرات الأطفال الفلسطينيين عندما أهداهم طفل باكستاني هدايا وألعاب وهم على أسرة المرض في مجمع الشفاء.

المظفر علي ذو الثمانية أعوام جاء إلى غزة على متن قافلة آسيا1، تاركا من خلفه مدرسته وأصدقاءه من أجل التضامن مع اهل غزة والالتقاء بأطفالها عشية الذكرى الثانية للحرب الدموية التي تعرضت لها على يد الجيش الإسرائيلي. منذ أن وضعت الحرب الأضخم على غزة أوزارها راود المظفر علي الحنين والشوق إلى غزة التي يعتبرها خط الدفاع الأول عن كرامة المسلمين في العالم.

كان "المظفر علي" وشقيقة الأصغر سنا "محمد جواد" يحملان علم فلسطين وعليه صورا لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية عندما بدأت جولتهم في مستشفى الشفاء الأضخم في قطاع غزة المكتظ بالسكان. 

الطفلان الباكستانيان الأصل اللذان يعيشان في إيران قطعا مع والديهما وأخيهما الرضيع "محمد رضا" آلاف الأميال للوصول إلى غزة.

يقول الأخ الأكبر وهو يضع يديه في جيوب بدلته الصغيرة: "جئت أنا وعائلتي إلى غزة لنؤازر أطفالها ونقدم لهم الهدايا والأموال والتي هي أقل القليل".المظفر علي ذو الشعر الأسود الناعم، ترك مدرسته من أجل رسالة أسمى اسمها "التضامن مع أطفال غزة".

قفز المظفر علي وشقيقه ذو الخمس سنوات والديهما إلى قافة "أسيا1" ووجهتهم القطاع الساحلي  المحاصر من قبل "إسرائيل" منذ صيف العام 2007.

ووصلت قافلة "أسيا 1" الأحد الماضي إلى قطاع غزة بعد شهر من انطلاقتها التي تكبد خلالها مسيروها المصاعب والشدائد بفعل ضروب السياسية. 

والد المظفر ذو لحية كثيفة وشعر ناعم طويل نبه إلى أن جاء غلى غزة كي يتعلم الصبر والشجاعة ويعلمها لأبنائه. يقول الوالد بشير الدين (33عاما) باللغة الانجليزية لـ"الرسالة نت : "مقصدي من وراء مجيئي أنا وعائلتي جميعا إلى غزة هو تحريضهم على دولة (إسرائيل).. جئنا إليها حتى نتعلم الصبر والشجاعة".

تنظر العائلة خلال جولتها للمرضى الغزيين في أقسام مستشفى الشفاء بعين الشفقة، ويقول بشير الدين ويتفطر قلبه حزنا على المرضي: "عامان مرا على حرب غزة وحال الفلسطينيين المزري يزداد سوءا بفعل الحصار المستمر"، مناشدا كل أحرار العالم للوقوف في وجه الصهاينة وإيقاف النكبة المسماة "حصار غزة".

ذهب "المظفر علي" مسرعا صوب الباص الذي يقلهم في جولة بين أحياء قطاع غزة، ليخرج من حقيبته لعبة أطفال ويعود كالبرق إلى سرير طفلة غزية متمددة في قسم غسيل الكلى، ويهديها إياها، ويقول لها بكلمات عربية مكسرة "سلامتك يا أختي".

تتجول العائلة الباكستانية بين أسرة المرضى في مشفى الشفاء ويصافحونهم ويتمنون لهم الشفاء العاجل.

ويتمنى الأب الباكستاني أن يقدم أبنائه شهداء من أجل تحرير الأرض الفلسطينية والقدس الشريف الذي يحتضن المسجد الأقصى المبارك.

يقسم بشير الدين وعلامات الألم والحسرة ترتسم على ملامح وجهه القمحي الداكن، أنه منذ "اندلاع الحرب وهو متلهف للوصول إلى غزة كي يرى بأم عينيه ما أحدثه الصهاينة في قطاع غزة من دمار وخراب".

مرت طائرات صهيونية في سماء غزة بينما كان بشير الدين في زيارته مع اطفال للمرضى في غزة إذ قال: "الصهاينة لا يزالوا يهددون غزة .. إنهم يعشقون سفك الدماء هكذا علمنا عنهم".

طالب الأبن الأوسط "محمد جواد" من والده خلال المقابلة مع "الرسالة نت" أن يبقى في غزة ويتعلم العربية وقال باللغة الانجليزية: "غزة جميلة لا أريد الرجوع إلى إيران.. أريد أن أبقى هنا وأتعلم اللغة العربية".

"بشير الدين" الذي يمتلك محلا لبيع السيارات في طهران ساخط على ما يراه من تدهور للبنية التحتية في غزة، ويتساءل مستهجنا هدم الاحتلال لمئات المنازل والمساجد: "كيف طاوعتهم أنفسهم عندما هدموا بيوت الله في أرضه؟". ويقول "بشير الدين" وطفله الرضيع يبكي بين ذراعيه :"جولتي إلى غزة ستبقى محفورة في عقلي على مدى الزمن، وهو الحلم الذي لطالما راودني في كل طريق والذي ها هو اليوم يتحقق وأنا بين ربوع غزة".

وينهي الطفل "المظفر علي" حديثه بالقول: "سوف أحدث أصدقائي ومعلماتي وجميع من أعرف عما رأيته في غزة، وعن شجاعة أهلها وكرمهم، وأيضا عن بطش الاحتلال الصهيوني ضد العزيين".

البث المباشر