غزة – الرسالة نت
سقط في الآونة الأخيرة العديد من العملاء المخضرمين وأصحاب الخبرات الذين تم تجنيدهم من قبل الشاباك الصهيوني للقيام بعمليات قذرة وخطيرة في قطاع غزة .
وكشفت مصادر خاصة لـ " الرسالة نت " ان من بين العملاء الذين سقطوا وسلموا انفسهم للداخلية بغزة تم زرعهم في مواقع ومؤسسات وهيئات رسمية وأهلية بهدف توفير غطاء لهم من خلال عملهم داخلها وتسهيل مهمة نقل المعلومات وبثها للاحتلال .
وتشير المعلومات إلى ان الاحتلال يحاول تغيير أساليبه لتجنيد العملاء حيث لم يعد الامر يقتصر على الطرق التقليدية أو التي تعتمد على قاعدة " السقوط الأخلاق طريق للسقوط الأمني .
يشار إلى ان معركة خفية تدور رحاها في غزة بين الأمن الداخلي واذرع حماس الاستخباراتية من جهة والشاباك وأجهزة الاستخبارات الصهيونية من جهة أخرى .
وترفض المصادر الأمنية حتى اللحظة الحديث عن حجم الشبكات التي تم تفكيكها و عدد العملاء المتواجدون في قطاع غزة أو ممن سلموا انفسهم ضمن حملة التوبة التي أعلنتها الحكومة في غزة إلا ان " الرسالة نت " علمت ان العملاء باتوا يستخدمون تكنولوجيا حديثة ومتقدمة حيث كشفت ان احدهم كان خلال العدوان يستخدم جهاز خاص يمكن ربطه بالأقمار الصناعية وفي ذات الوقت يعطي إشارة تؤمن حياته من الإصابة في حال تعرض مواقع المرابطين والمقاومين للقصف .
ومن ابرز ما يركز عليه العملاء حسبما تشير المعلومات التجسس الالكتروني والوصول إلى شبكات الحواسيب الخاصة واختراق أجهزة الاتصال اللسلكية واللا سلكية وفي ذات الوقت بث كم هائل من المعلومات والبيانات من غزة إلى غرفة عمليات الشاباك .
وكان الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة ايهاب الغصين كشف بان الاحتلال بات يستخدم أساليب حديثة ومتطورة ومبتكرة لإسقاط المواطنين الفلسطينيين خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة ، حيث أصبح العدو يستخدم كافة الأساليب وخاصة الانترنت والاتصالات المباشرة ، كما وأصبح يستغل الشبكات الاجتماعية على الانترنت مثل face book , twitter ، حيث من خلال هذا المواقع يقوم بجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات الشخصية حول المواطنين ، ومعرفة كل ما يتعلق بالمواطن من أقارب وأصدقاء ومشاكل شخصية .
ومنذ بدء حملة " باب التوبة " التي أعلنتها وزارة الداخلية بغزة يتساقط العملاء مثل أحجار الدومينوا حيث كان كل عميل يقدم معلومات عن عمله وطريقة التجنيد والمساهمة في كشف عميل آخر ، هكذا تساقط الواحد تلو الاخر كما كشف المصادر الأمنية .
من ناحية أخرى كشفت أساليب التجنيد انه لاتوجد محرمات لدى الاحتلال ، حيث يتم استخدام كافة الوسائل من خلال الاعتماد على وسطاء مثل صحفيين أجانب ، متطوعين ، هيئات خيرية ، مؤسسات دولية ، فالوسائل تعددت والهدف واحد تجنيد العملاء والحصول على المعلومات بأي طريقة .
وتشير النتائج حتى الآن إلى انه وبقدر التعقيدات ومحاولة فصل العملاء عن بعضهم حتى لانتهار الشبكات مقابل الاعتماد على التكنولوجيا إلا ان ثغرات التكنولوجيا التي تعتبر سلاح ذو حدين ، فكما اصطاد العملاء رجال المقاومة وتسببوا باغتيال المئات منهم اصطادتهم الاجهزة الأمنية بنفس الطريقة .
وأكدت المصادر ان الشبكات التي سقطت في الآونة الأخيرة شجعت وزارة الداخلية على شن حملتها الإعلامية والنفسية حيث أشارت المصادر إلى ان حملة توبة العملاء تؤتي ثمارها .
وشددت المصادر ان الحملة تمثل نافذة ومخرج للعديد من العملاء الذين لم يتورطوا ويغرقوا حتى النهاية في مستنقع العمالة ولم ينفذوا كل المهام القذرة .
ونوهت إلى ان إعدام العميلين قبل شهر كان بمثابة رسالة مزدوجة من داخلية غزة للعملاء والشاباك مفادها ان الضرب بيد من حديد قد بدأ .
وكان وزير الداخلية فتحي حماد اكد على ان وزارته ستشن حملة شرسة على العملاء الذين لن يسلموا أنفسهم خلال فترة الشهرين التي أعطيت لهم ليتوبوا ويسلموا أنفسهم, موضحاً بأنه سيتم في الفترة القادمة شن عدة حملات أمنية ومروية لضبط الأمن والنظام في القطاع.
ولاقت خطوة الحكومة في غزة بتنفيذ حكم الإعدام بحق عميلين للاحتلال وفتح باب التوبة للمتورطين في وحل العمالة الكثير من ردود الفعل المختلفة إلا أن الغالبية العظمة من سكان غزة شعروا بارتياح شديد بعد البدء في سياسة القبضة الحديدة من جانب وفتح باب التوبة من جانب أخر .
جدير بالذكر انه خلال العدوان الأخير على غزة في العام 2008 / 2009 اعتمد الاختلال على خلايا العملاء في تزويد بنك المعلومات بالأهداف وأدى ذلك إلى انكشاف عددا منهم وتصفيتهم او وقوعهم في يد الامن الداخلي مما اثار حالة استياء وجدل داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية .