قائمة الموقع

رسالة "القسام" تصفع نتنياهو وتربك الشارع (الإسرائيلي)

2016-04-03T17:31:54+03:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت -كارم الغرابلي

إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن وجود 4 جنود صهاينة بحوزتها، قلب المشهد رأسا على عقب، وقطع الشك باليقين لجهة نفي وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة حول إطلاق سراح الجنود مقابل تحرير الأسرى.

ويرى مراقبون للشأن الإسرائيلي أن هذا الإعلان يربك (إسرائيل) ويشكك في مصداقية منظومتها الأمنية، كما سيضغط على حكومتها لإنهاء ملف الجنود ويضعف موقفها بأي مفاوضات تبادل مستقبلية.

ويشير المراقبون إلى أن شريط القسام وضع المستوى السياسي وحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة "في ورطة" وفي مواجهة داخلية مع الجمهور الإسرائيلي.

وكان أبو عبيدة الناطق باسم القسام أعلن الجمعة في تصريح متلفز، أن "الاحتلال الإسرائيلي لن يحصل على معلومات عن مصير جنوده الأربعة سوى بدفع الثمن قبل وبعد المفاوضات"، نافياً وجود أي مفاوضات أو اتصالات مع الجانب الإسرائيلي بشأن ملف الجنود الأربعة. وعرضت كتائب القسام صورة تجمع الجنود الأربعة خلال تصريح أبو عبيدة، بينهم الجنديان شاؤول آرون وهدار غولدن اللذان فقدا في الحرب الإسرائيلية على غزة صيف عام 2014، وصورة الجندي أبراهام منغيستو، وآخر كشف عنه لأول مرة. 

رسالة القسام المقتضبة كما يرى المراقبون كانت بمثابة زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر هزت (إسرائيل)، وربما لها ما بعدها رغم محاولة وسائل الإعلام العبرية التقليل منها.

وأدخلت صورة الجنود الأربعة مختلف وسائل الاعلام العبرية في حالة فوضى، حيث أفردت مساحة كبيرة في تغطيتها لكلمة الناطق باسم القسام متهمة حماس بمحاولة توتير أعصاب الإسرائيليين بقضية الجنود المفقودين.

القناة العبرية الثانية وصفت نشر كتائب القسام صور الجنود بأنها "محاولة لاستفزاز مشاعر الإسرائيليين"، واللعب على هذا الوتر، معتبرة أنها مناورة جديدة تهدف لتحريض الشارع الإسرائيلي على نتنياهو.

وعنونت القناة تغطيتها لكلمة المتحدث بلسان كتائب القسام بعنوان "مناورة حماس - الجنود الأربعة بأيدينا".

في حين اعتبر مراسل القناة الإسرائيلية الثانية يارون شنايدر أن حماس بإخراجها هذا الشريط التلفزيوني تعاود ممارسة الخديعة مع (إسرائيل) وتمارس عليها حرباً نفسية قاسية، وتريد إرسال تهديدات جديدة.

فاشل وكذاب

بدوره، رأى رئيس تحرير "موقع قضايا مركزية" الإسرائيلي رامي يتسهار أن "حماس تحاول تحريض الرأي العام الإسرائيلي على نتنياهو"، وقال: إن حماس تحاول استنساخ الضغوط الشعبية التي مورست على نتنياهو خلال مفاوضات صفقة التبادل على إطلاق سراح جلعاد شاليط".

أما مواقع التواصل الاجتماعي العبرية فقد ضجت هي الأخرى برسالة القسام حيث وصفت تعليقات الإسرائيليين نتنياهو وحكومته بالفاشل والكذاب.

رسالة القسام لها عدة دلالات كما يرى المتابعون للشأن الإسرائيلي أولها وضع حد للكذب والدجل الذي يمارسه نتنياهو وحكومته على شعبه بالدرجة الأولى. وثاني الدلالات تحريك ملف المفاوضات الذي يعمل نتنياهو على إماتته على أمل أن يصل الشعب الفلسطيني لحالة من اليأس.

أما الدلالة الثالثة حسب المراقبين فإعادة الأمل للشعب الفلسطيني وبالذات للمقاومة بعد سلسلة المواقف التي لا تعبر عن الفلسطينيين في إشارة إلى تعزية وفد رسمي من السلطة الفلسطينية بوفاة الجنرال في جيش الاحتلال الإسرائيلي منير عمّار، قبل أيام.

 كرة ملتهبة

وقال الكاتب السياسي علاء الريماوي: إن رسالة القسام كانت مثل "كرة ملتهبة" في حجر نتنياهو، وسيكون لها ما بعدها من ردود أفعال بالنفي أو الإثبات، مشيرا إلى أن منظومة الأمن للكيان الصهيوني أصبحت "في مهب الريح".

وأكد الريماوي أن كتائب القسام اخترقت برسالتها جدار الصمت في آلية التفاوض، وأنها لن تتحدث عن أي معلومة عن الأسرى إلا مقابل ثمن، مما سيحدث إرباكاً لدى (إسرائيل)، فضلا عما سيحدثه من فقد للثقة برواية جيش الاحتلال المتكررة بشأن حياة جنوده المفقودين.

وتوقع الريماوي أن الحدث سيشكل ردة فعل قوية لدى عائلات الجنود، وقد تتبلور على شكل جماعات ضاغطة على حكومة نتنياهو وتحرك "المياه الراكدة".

ومن شأن هذه التصريحات أن تشكل ضغطا على حكومة نتنياهو التي تخشى من الحراك الجماهيري في هذا الموضوع وتريد تثبيت أركانها، كما يرى الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب.

ويعتقد أبو شنب أن كتائب القسام تريد إرسال رسائل واضحة مفادها أن "الوقت ليس في صالح عائلات الجنود الإسرائيليين، وأن تجربة جلعاد شاليط واضحة أمامهم".

اخبار ذات صلة