حقق ريال مدريد فوزا غاليا على برشلونة (2-1), ضمن منافسات الأسبوع الحادي والثلاثين من الدوري الإسباني.
واستحق الريال الانتصار, إذ كان الطرف الأفضل والأقوى والأكثر تنظيما والأعلى مهارة أيضا، فيما قدّم البرشا مستوى جيد في بعض فترات المباراة, رغم أنها الأسوأ له خلال الموسم.
وفي التقرير التالي نرصد لكم أهم خمسة عوامل ساعدت "الملكي" على حصد نقاط الفوز أمام "البلوغرانا".
1- الجدية والحماس:
لعب ريال مدريد بجدية وحماس أكبر، في الوقت الذي أظهر فيه برشلونة بعض التراخي الأقرب لـ"اللامبالاة" خصوصا في الدقائق العشر الأخيرة, وهو ما جعل الأول يحقق الانتصار.
كما لم نشاهد عودة لاعبي برشلونة للدفاع لأجل الحفاظ على التعادل كأضعف الإيمان, حينما كان يضغط الريال بقوة، على عكس الأخير الذي كان يدافع كفريق ويقاتل كفريق في الهجمات.
2- العامل البدني:
نقطة مهمة يجب الإشارة إليها، وهي أن الريال كان ينهار بدنيا في الربع ساعة الأخيرة من كل مباراة في الموسم الجاري، لكن منذ مجيء زين الدين زيدان, بدأ يركز في تصريحاته على أن لياقة اللاعبين يجب أن تتحسن.
وبالفعل حصد زيدان "ثمار" هذا الأمر, كون فريقه سيطر على مجريات اللقاء, حتى عندما لعب بعشرة لاعبين.
3- النظام والانضباط التكتيكي:
باستثناء أول 25 دقيقة, لعب زيدان بأسلوبين دفاعيين، الأول الضغط على برشلونة في مناطقه وهذا ما لم ينجح به, حيث ترك المساحات شاسعة في الخلف.
أما الثاني فكان أكثر نجاعة, وتمثل في التموقع خلف خط الوسط بعشرة لاعبين وبخطة 4-5-1 (كريم بنزيما مهاجم وحيد), والتي تتحول أحيانا إلى 4-2-3-1 (كاسيميرو ولوكا مودريتش لاعبي ارتكاز).
ولعل هذا الأسلوب قلل المساحات أمام برشلونة, كما أنه عالج مشكلة الفراغ المتواجد بين خطي الدفاع والوسط.
4- الجناح الدفاعي خلف الظهير:
أهم نقطة تكتيكية لزيدان أكدت عطاء لاعبي ريال مدريد على أرض الملعب، هي تناوب كريستيانو رونالدو وغاريث بيل على أداء دور الظهير الثاني خلف دانييل كارفاخال على الجبهة اليمنى, بحيث يعملون على إغلاق المساحات خلف زميلهم أثناء انطلاقات جوردي ألبا من الخلف ونيمار دا سيلفا من الأمام، مما جعل برشلونة مجبرا على انتظار خطأ ريال مدريد في العمق, وهو أمر لم يحدث.
أما على الجانب الأيسر, فقد لعب دور الظهير الثاني الألماني توني كروس, إذ كان يعمل على مراقبة انطلاقات ليونيل ميسي أو حتى دانييل ألفيس, ليغلق بهذا "زيزو" كل المنافذ باتجاه مرماه, وسط تفاني لاعبيه في تطبيق أسلوب تكتيكي محكم.
5- عودة الحياة لهجمة الريال المرتدة:
الريال يملك قدرات مميزة جدا في الهجمات المرتدة منذ عهد جوزيه مورينيو، لكن تم دفنها في موسم 2014-2015، قبل أن يعود زيدان ليحيي هذه الأفكار عبر أمرين، الأول يتمثل في نقل الكرة سريعا على الرواق الأيسر نحو مارسيلو دا سيلفا ليعمل البرازيلي على الاختراق من الجناح إلى العمق محررا بالتالي كريستيانو رونالدو وغاريث بيل على الأطراف.
والثاني يتمثل في انطلاق رونالدو وبيل بأنفسهما واستغلال سرعتهما على الأطراف، أو انتظار التمريرة الطويلة من الزميل في مناطق برشلونة, وهذا الأسلوب مكّن الريال من خلق العديد من الفرص على المرمى ومنه أتى الهدفين, فيما قابله ضعف من دفاع برشلونة معروف كالعادة في التعامل مع هجمات الخصم المرتدة.