قائد الطوفان قائد الطوفان

هواية ركوب الخيل .. امتطاء لصهوة الصعاب

غزة - فادي الحسني (الرسالة نت)                          

يمتطي الفارس سمير سعد صهوة جواده، قافزا فوق عدد من الحواجز، بينما كان جملة من المشجعين خارج الحلبة يراقبون حركة الخيل.

يرتدي سعد قبعة وحذاءً طويلا وفي يده سياط ويجوب بالخيل (نادي الفيصل) ممارسا هوايته التي عشقها مذ كان طفلا، ويقول: "حاولت تنمية رغبتي في ركوب الخيل مذ كنت في السابعة عشر من عمري(..) الخيل له علاقة ارتباط بالإنسان العربي".

يعشق الفارس خيله ذا اللون الرمادي، وعندما يخاطبه بلغة البشر، يقول إنه "ينصاع له"، وحتى عندما أراد من الخيل أن يجلس كالأسد، حقق رغبة صاحبه، فصفق له الجمهور.

ويحتضن نادي الفيصل - وهو الوحيد على مستوى قطاع غزة - الهواة من سن سبع سنوات فما فوق سواء كانوا ذكورا أم إناث ، ويقول رئيس النادي هشام الخزندار: "الهواة المشاركون في النادي بالمئات"، مبنيا أنهم يدربون الهاوي على فن التعامل مع الخيل، خاصة أن لكل خيل طبيعته، "فمنها الهادئة، والشرسة".

وأشار الخزندار الذي يعشق ركوب الخيل، إلى أن لديهم أربعة مدربين على قدر عال من الكفاءة، منوهاً أنهم بين الفترة والأخرى يعلنون عن بطولات لهواة ركوب الخيل.

ويرى رئيس النادي أن الخيل عليه أن يخشى صاحبه، حتى يستطيع امتطاء ظهره والتعامل معه،قائلاً:" الفارس عليه أن يفرض نفسه على الخيل..لو لم يكن الخيل يخشى صاحبه، فلن يستجيب له".

وبين حين وآخر يزور الفارس سعد - رجل الأعمال -، النادي ليمارس هواية ركوب الخيل التي حولها لعلاقة إحساس، مؤكدا أن العلاقة التي يجب أن تربط الفارس بخيله، هي علاقة الإحساس "لا تخضع للكلام المعسول(..) إن كان الإحساس صادقا، سيتم التواصل" كما قال.

وبلغ بعض الهواة الاحتراف رغم تباين أعمارهم، ويقول سعد مدرب الهواة: "إذا استمر التواصل بين الهاوي والخيل، ستتراكم لديه خبرات وصولا للاحتراف"، مشيرا إلى أن عددا منهم (أي الهواة) شاركوا في مسابقات محلية وإقليمية.

وتفتقر هواية ركوب الخيل في غزة لرعاية ودعم الجهات الرسمية، ويقول الفارس سعد: "لو أن هناك رعاية على مستوى الوطن، لكانت قد خرجت نماذج مميزة يراهن عليها إقليميا".

وفي هذا الصدد يقول رئيس النادي الخزندار "الخيل يحتاج تارة إلى ليونة وتارة أخرى إلى قسوة"، مشيرا إلى أن لغة التخاطب تحصل بين الفارس والخيل بعد نشوء علاقة ترابط بينهم.

واختتم رئيس نادى الخيل حديثه "للرسالة نت" بالإشارة إلي أن النادي يحوي أربعين حصانا، لكن ينقصه دعم الجهات المسؤولة

الفارس سعد ينعت خيله بـ"أمير"، معللاً ذلك بأن الرسول الكريم كان يلقب عدداً من خيوله بألقاب مثل " اللحيف، الورد، الملاوح".

وترتفع أسعار الخيول الأصيلة، كما أن اقتناءها يحتاج لتكلفة عالية، تصعب على الهواة امتلاكها.

وقال سعد: "أفراد كثر يتمنون امتطاء صهوة جواد، لكنهم لا يحصلون مرادهم، لارتفاع أسعار الخيول"، موضحا أن الخيل يحتاج إلى عناية خاصة.

وفي ظل إغلاق معابر القطاع، لجأ الغزيون إلى تهريب الخيول عبر الأنفاق، كالسلع والحاجات الأساسية التي تمرر إلى غزة.

ويجتمع مدرب الخيل أكرم المملوك مع عدد من المتدربين المعتلين ظهور الخيول، معلما إياهم قفز الحواجز.

ويقول الطفل أحمد في التاسعة من عمره، وهو يمتطي جوادا بني اللون ذا ذيل طويل:"لا أخشى ركوبه(..) بل سعيد جدا بتحقيق رغبتي".

 

 

 

 

البث المباشر