قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: واقترب الوعد الحق

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

 

لن يكون تحرير الأسرى بعيدا بإذن الله على أيدي المقاومة والمجاهدين من كتائب القسام ، والتي تعهدت في السابق بالإفراج عن الأسرى وحاولت قبل صفقة شاليط العمل على خطف جنود الاحتلال من أجل مبادلتهم بالأسرى, بعد أن تم نسيانهم من عقد اتفاقات الذل والهوان في أوسلو وما بعد أوسلو ، كان آيلان سعدون، وافي اسبورتس، ونسيم طليدانوا، و نخشون فاكسمان  والذي ساعد في كشفه التعاون الأمني بين السلطة وقوات الاحتلال، وكل هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح حتى جاءت عملية صيد الأغبياء والتي تمكنت فيها المقاومة من أسر الجندي جلعاد شاليط, والتي كانت بمثابة صفعة قوية على وجه السلطة والاحتلال وظنوا أنها أيام وسيتم الكشف عن مكان احتجازه وصنعوا ما لم يصنع ونُشرت العيون وجرى التحري وخرجت كل وسائل التكنولوجيا التي يمتلكها الاحتلال والتكنولوجيا البشرية التي تمتلكها أجهزة امن السلطة, وخرجوا في البحث حتى بحثوا في حاويات القمامة لهم يصلوا إلى خيط ولو كان واهيا ولكنهم نسوا أنهم أمام إرادة فولاذية وضعت نصب أعينها قضية مصيرية وهو قضية الأسرى في سجون الاحتلال والأسيرات وخاصة أصحاب الأحكام العالية.

خمس سنوات والعدو لا يكل ولا يمل وهو يحاول، وقد شن عدوانين على قطاع غزة وعلى رأس مهامه هو الكشف عن مكان شاليط إما لتحريره أو قتله هو ومن يحتجزه، و بدأ في خلق الأكاذيب والشائعات أن شاليط غير موجود في غزة وقد تم تهريبه إلى مكان مجهول في محيط قطاع غزة أو في أحدى الدول العربية، ثم قيل أنه محتجز تحت الأرض لا تراه شمس أو نور ويعامل معاملة غير إنسانية ،  وعرض عباس على المقاومة تسليمه شاليط لرده إلى أهله مقابل توافه الأمور حتى يثبت الولاء للصهاينة، وفشل كل ذلك وجرت صفقة التبادل ثم خرجت أسرار حجز شاليط عبر الشهداء من وحدة الظل القسامية التي أبدعت خلال سنوات الحجز في الحفاظ على شاليط وقدمت ما يثبت إنسانيتها وتعاملها الأخلاقي الإسلامي  خلال سنوات الأسر وأثبتت أن شاليط مكث في غزة كل هذه السنوات.  

واليوم الجميع ينتظر حراكا في ملف الأسرى بما يحقق انفراجة للأسرى ويشكل فرحة عارمة ، ونعتقد أن القسام قد جهزت كشوفها التي تحتوي أسماء الأسرى وعددهم ونوعيتهم وأولوياتها، كما وضعت شروطها للتفاوض، ولما لا وهي بذلت الغالي والنفيس من اجل هذا اليوم والشعب ينتظر بعد أن تحمل ودفع أثمان باهظة من اجل لحظات فرح نأمل ألا تطول، فنحن على أحر من الجمر لأننا في شوق لرؤية أسرانا الذين ضحوا بزهرات شبابهم وأعمارهم من أجل فلسطين قضية وشعبا، ولم يبخلوا وهم يعلمون أنهم سيواجهون الموت أو الاعتقال ورغم ذلك أقدموا على ما أقدموا بنفس راضية ولم ينظروا ما سيكون على أمل أن يأتي يوما يخرجون فيه لينالوا حريتهم رغم انف هذا العدو، نعم سيتنسم الأسرى الحرية قريبا بإذن الله وسيخرجوا من سجونهم ورؤوسهم عالية وهامتهم منتصبة رغم ما أصابهم من مرض طوال سنوات الاعتقال واللاانسانية في التعامل وطرق التعذيب المميت التي مارسها الاحتلال.

نقول لكل هؤلاء الأبطال اقترب الوعد فالفرج قريب، لأن ثقتنا بالله أولا لا حدود لها، ثم ثقتنا بالقسام كبيرة وعالية ونحن نعد الأيام عدا، وسيرغم نتنياهو إرغاما على إرسال وسائطه لفتح هذا الملف الهام والحساس ولن يجد بُدّا من تحقيق شروط القسام وتنفيذ صفقة مشرفة تثلج الصور وتبش الوجوه وتفرح شعب كامل وشعوب محبة، نرجو الله أن يكون ذلك قريبا "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا".

البث المباشر