قائمة الموقع

مقال: زيارة أوباما للسعودية.. رئيس يلعب في الوقت الضائع..

2016-04-23T07:55:45+03:00
اوباما اثناء لقاءه ملك السعودية

أ د. علي الهيل

ثماني سنواتٍ عجافٍ، مرت من ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، شرق أوسطياًّ أو عالماً عربيا، لم يستطِعْ أن يفعل شيئاً.  جعجع طويلاً وكثيراً  عن حل الدولتين و وقف الاستيطان من إسطنبول إلى القاهرة.  مساكين العرب و المسلمون العاطفيون، كانوا يعتقدون أن الرئيس الأسود الوحيد أو الأفرو أمريكان الذي ينحدر من أسرة كينية مسلمة، ويرث تركة ناشط الحقوق الإنسانية مارتن لوثر كنج، (الذي ينظر إليه السود في أمريكا أنه تتويج طال كثيراً لنضالات مارتن لوثر كنج، بسبب عنصرية الناخب الأبيض الدي يفضّل رئيساً أبيضاً كاثوليكياًّ من أصول آيرلندية في الغالب، أو أوروبية) سيلجم “إسرائيل” المتغطرسة التي اعتبرها كل الرؤساء الأمريكيون منذ فرانكلين روزفلت إلى أوباما و إلى من سيأتي لاحقاً الخط الأحمر و فوق القانون الدولي و جرائمها و مجازرها ومذابحها حق مشروع لها للدفاع عن النفس.

 لم يدْرِ العاطفيون و ورثة شعر المعلقات و ديوان العرب و مهووسو ثقافة شاعر المليون أن أمريكا ليست شخصاً وإنما هي نظام system تديره الإيباك واليهود أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، وأن شخص الرئيس تزكيه الإيباك أولاً كشرط ليرشح نقسه، و لا ديمقراطية ولا حقوق إنسان.  لأن هذه القيم انتقائية.  هم أي الإيباك من يحدد مفهوم الديمقراطية و حقوق الإنسان.  “إسرائيل” التي تغتصب و تحتل و تقتل بدم بارد هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط لأن الإيباك تسوق لها و تفرض مفهومها على وسائل الإعلام لغسل أمخاخ الأمريكيين و العالم.  أما ديمقراطية حماس في 2006 فهي إرهاب رغم أنهم أهل الأرض و هم المعتدى عليهم الدين ترتكب “إسرائيل” في حقهم المجازر و المذابح والجرائم ضد الإنسانية.  الجرائم ضد الإنسانية هي الأخرى إنتقائية وتحدد الإيباك مفهومها. 

ما ترتكبه “إسرائيل” ليست جرائم ضد الإنسانية.  بل هي خدمة جليلة للإنسانية و حق مشروع للدفاع عن نفسها.  أما الطفل الذي يقذف حجراً على جندي صهيوني غازٍ محتل فهي الجريمة ضد الإنسانية.  صدق البروفسور العظيم ديفيد أتنبره David Attenborough حين قال في أعقاب الحرب الصهيونية البشعة على غزة نهاية 2008 و بداية 2009 إن “الإسرائيليين” حيوانات.  بل هم أبشع من التماسيح، يقتلون الأطفال بلا سبب في مدارس الأونروا والغريب العجيب كما يقول البروفسور أتنبره عندما يدافع أهل الأرض عن أنفسهم يتم نعتهم بالإرهابيين.

الولايات المتحدة الأمريكية بشهادة مفكريها المستقلين يديرها اليهود و رأس المال اليهودي.  لذلك، تمت إهانة الرئيس أوباما صاحب نظرية حل الدولتين و وقف الإستيطان بتقطيع أوصال أي بارقة أمل لدولة فلسطينية و تفاقمت وتيرة الإستيطان و تم لجم فم الرئيس أوباما و إخراسه تماماً.  لا يستبعد أن الإيباك الذي زكاّه ليرشح نفسه كما رأينا و كما بحدث مع كل الرؤساء الأمريكيين أملى عليه أن يجعجع عن حل الدولتين و وقف الإستيطان ليكرس الإيباك الحقيقة المطلقة أن رؤساء أمريكا هم خدم لدى الإيباك، لا يستكبرون عن عبادتهم و لا يفترون و يفعلون ما يؤمرون.

عليه إذن، زيارة أوباما للسعودية مجرد بروتوكولات من بني صهيون و جبر خواطر نتيجة التفاهم الأمريكي مع إيران و السكوت عن روسيا في سوريا و غير ذلك.  أما الإتفاق مع الخليجيين على حرب ISIL أوISIS أو داعش فهي أضحوكة الألفية الثالثة كلها و ليس القرن وحده. 

أكثر من سنتين و أمريكا تقود تخالفاً ستينياًّ (رمزيا و نظريا و مُمَسرحاً من حيث عدده و عملياته) ضد داعش.  يبدو أن القصف الجوي كان في الرمال المتحركة أصلاً في الصحاري العربية الممتدة من سوريا إلى العراق لتحريكها أكثر.  لمّا كان عضو بارز في مجلس العموم البريطاني قد قال قبل أسبوعين إن داعش صنيعة “إسرائيلية” وإنه ليس من داعٍ للتفكير في من أوجد داعش وأتى العضو البارز في مجلس العموم البريطاني بالأدلة القاطعة و البراهين الساطعة على أن داعش أداة “إسرائيل” و من هذه الأدلة أنه عندما قررت بلجيكا مناقشة حقوق الشعب الفلسطيني حدثت تفجيرات بروكسل و كذا الحال في ماليزيا و غيرها.

 في كل مرة ثمة أمر يخص الفلسطينيين تتم معاقبة الجهة المعنية بتسليط داعش عليها.  هذا كلام شخص إنجليزي بريطاني أبيض عضو في مجلس العموم يمثل شريحة كبيرة من الشعب البريطاني في المجلس.  إذن، هل يُعقل أن تحارب أمريكا داعش التي تخدم مصالح “إسرائيل” و داعش هذه صنعتها الإيباك التي تدير أمريكا و رؤساءها؟. هذا إستمرار للضحك على العرب والمسلمين العاطفيين لبيعهم أسلحة توافق عليها الإيباك أولاً لامتصاص الثروات العربية، ليس إلاّ.

  في ثماني سنوات لم يفعل الرئيس أوباما شيئاً للعالم العربي والإسلامي بسبب لجم الإيباك له، فهل يُرجى منه أي شيء في الأشهر الثمانية المتبقية له في البيت الأبيض.  هذا محضُ هراء.  السعودية أخذت بيدها مبادءات اليمن و مصر و سوريا لأنها وجدت أن أمريكا – أوباما تخلت عن العالم العربي.  في الحقيقة و الواقع أن الإيباك أملى على الإدارة الأمريكية أن تفعل ذلك كما تملي على كل إدارة أمريكية سابقة و حالية و لاحقة.

أستاذ جامعي و كاتب قطري

اخبار ذات صلة