"هبة الشرفا" أول معلمة من المصابين بمتلازمة داون بغزة

هبة الشرفا
هبة الشرفا

الرسالة نت _ إسلام الكومي

بنشاط وهمة عالية ترتدي ملابسها صباحًا، وتجهز نفسها منتظرة قدوم الحافلة لنقلها إلى رحلتها اليومية لــ "جمعية الحق في الحياة".

" هبة الشرفا " 26 عامًا فتاة مصابة بمتلازمة داون وتعمل معلمة بجمعية الحق في الحياة التي تُعنى برعاية وتأهيل مصابي متلازمة داون في قطاع غزة، لتكون أول مصابة تحمل هذا الوسام الجميل لقيادة تلاميذها نحو المستقبل.

توجه تلاميذها إلى غرفة الصف ليستقبلوا معلمتهم وهي تجتهد من أجل تعليمهم مادة اللغة العربية.

المعلمة هبة التي اختيرت مدرسة لتلاميذ الصفين الأول والثاني الأساسي تشرح بثقة منقطعة النظير لتلاميذ الصف الأول الابتدائي الدرس وتحاول بجرأة تبسيط المعلومات، وبهدوء ملاحظ تحاول تبسيط معاني الكلمات لهم حتى يستوعبها الأطفال ذوو التحصيل العملي الصعب.

تقول والدة هبة: "رزقنا الله إياها لرعايتها والارتقاء بها، هبة مهذبة ومميزة باستيعابها السريع وتفهمها الجليّ، فلم تكن تُعاند قط".

وتتابع:" منذ ولادتها تواصلنا مع أصدقاء أجانب لنا في بريطانيا ليرسلوا لنا كتبًا ومجلات وكتيبات من جمعية "داون سيندروم"، تختص هذه المطبوعات بشؤون تربية مصابي متلازمة داون، وتشرح عن أمراضهم وعلاجاتهم وكيفية التعامل معهم.

والد هبة ترجم المطبوعات حيث عملت والدتها على دراستها وتطبيقها، حيث ظهرت على هبة علامات الترتيب والنظافة في سن مُبكرة".

وارتادت هبة الشرفا جمعية "الحق في الحياة" وهي في سن خمس سنوات، تقول والدتها: "لم تكن هبة تأكل جيدًا قبل دخولها الجمعية، لكنهم احتضنوا حالتها وكان لهم فضل كبير عليها، وتُقيم حالة هبة بالخفيفة، فيمكنني القول إن جزءًا بسيطًا من قدرتها الاستيعابية لا يعمل على الوجه المطلوب ونحن عملنا على تنميتها قدر المستطاع.

وعملت الجمعية على تدريب وتأهيل وفق خطط منهجية مدروسة ومعمقة، حتى أصبحت مدرسة معتمدة، في المرحلة الابتدائية داخل صفوف الجمعية.

وعن شعورها وهي تقدم درسها داخل الصف بين تلاميذها، تقول هبة: "مبسوطة كثير وهم أيضاً مبسوطين معي، وعندما أطلب منهم عمل شيء ينفذوه ويستجيبون لمطلبي".

وأضافت: "أنا مع التلاميذ ومثلهم، أحزن لحزنهم وأفرح لفرحهم، واعتبر نفسي أما حنونة، لا أحد من الأطفال يزعل مني أو يتضايق".

 وحول ما تواجهه من مضايقات ومشاكل، أكدت هبة أن "المعاملة بين أهلي ممتازة والحمد لله وأشعر بارتياح وألاقي كل حنان واهتمام، لكن في الصف تحدث بعض المشاكل وأحاول قدر المستطاع التفاهم مع الأطفال".

أحمد الحلو، المدير التنفيذي لجمعة الحق في الحياة، قال: "إن هبة التحقت من فترة طويلة بالجمعية وجاءت عندنا وهي طفلة كان عمرها أربع سنوات ومرت في مراحل وبرامج الجمعية المختلفة بدءاً من برنامج التدخل المبكر ورياض الأطفال والتربية الخاصة والتأهيل المهني".

وشدد الحلو على أن "القدرات الذهنية والحركية وقدرات النطق والكلام عند هبة جيدة نوعاً ما مقارنة بزملائها"، مضيفاً " اهتمام الأهل والبيئة المحيطة هو عنصر النجاح في قصة هبة وجعلها تتوجه إلى الجانب الأكاديمي وتظهر بالشكل هذا أكثر من الجانب المهني، الذي يصل له أغلب المستفيدين في الجمعية".

وأشار الحلو إلى أن تقبل المجتمع يحتاج إلى مجهود خاص سواء من المؤسسة أو من الأهل نفسهم حتى تتغير نظرته لهؤلاء الأشخاص ويتأكد أنهم أشخاص قادرون وفاعلون.

وأوضح أن أنجع وسيلة لرفع الوعي المجتمعي تجاه ذوي متلازمة داون هي قصص النجاح، مضيفاً "نحن نستعرض على المجتمع قصص نجاح لحالات تلقت الخدمات المتخصصة بشكل متواصل وهذا بالتأكيد سيغير نظرة المجتمع تجاه هؤلاء المستفيدين".

البث المباشر