ذكرت مجلة 'دير شبيغل' الألمانية، أن المستشارة آنجيلا ميركل وحكومتها بدأت بدراسة إمكانية التراجع عن التزاماتها اتجاه (إسرائيل)، والتي تقضي بأن قيام الأخيرة والمحافظة على أمنها أولوية لألمانيا.
نقلت المجلة الأسبوعية ذائعة الانتشار عن سياسيين ألمان من الحزبين الحاكمين، أن الانطباع العام في ألمانيا هو أن نتنياهو يستغل سليبًا التزامات ألمانيا ل(إسرائيل)، وأن 'سياساته الحالية لا تساعد على بقاء إسرائيل دولة ذات طابع يهودي وديمقراطي، علينا أن نوضح لـ(إسرائيل) قلقنا بطريقة أوضح'، بحسب ما قال رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الألماني، نوفريت رودجر.
وبحسب 'دير شبيغل'، تدرس الخارجية الألمانية إمكانيات بديلة لإقامة الدولة الفلسطينية، في ظل تواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية التي تزيد العراقيل أمام تطبيق حل الدولتين، منها ضم الضفة الغربية يـ (إسرائيل) ومنح الفلسطينيين حقوقهم الكاملة، وبهذا لا يعود اليهود أغلبية في الدولة الجديدة، لكن هذا الحل يؤدي إلى تشكيل نظام أبرتهايد مشابه لما كان في جنوب أفريقيا.
واعتبرت 'دير شبيغل' أن رفض وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، طلب نتنياهو المباشر تغيير قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول القضية الفلسطينية والمستوطنات، هو إشارة واضحة لبدء التغير في العلاقة بين الدولتين.
وبحسب تقرير المجلة، يشعر العديد من العاملين في مكتب المستشارة الألمانية باليأس من إمكانية تجدد المفاوضات وتحقيق السلام وتطبيق حل الدولتين، وأضاف التقرير أن ميركل قالت خلال زيارة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى برلين قبل أسبوعين، أنها تتفهم سبب محاولاته التوجه إلى مجلس الأمن الدولي مرة بعد الأخرى.
وفي المقابل، قالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية لعدد من وسائل الإعلام، في تعقيب على التقرير، إن 'العلاقات بين ألمانيا و(إسرائيل) وثيقة وستبقى كذلك، وما هذه إلى مجرد محاولة داخلية للإطاحة بميركل بسبب علاقتها الجيدة بنتنياهو'.