رامي خريس
أقبل عيد جديد على قطاع غزة الذي شهد أعيادا كثيرة في ظل الحصار المفروض عليه، لكن الغزيين يعيدون هذه المرة بعد حرب الفرقان الطاحنة التي تعرض لها القطاع ، ولكنهم مع ذلك يعيشون حياتهم في ظل أجواء شبه طبيعية أو قد يكونوا تعودوا على الأوضاع القائمة مهما بلغت قسوتها .
ويأمل الغزيون أن تتغير أوضاعهم إلى الأفضل خلال الفترة القادمة وان يكون العيد فرصة للتقدم في الحوار المتعثر منذ مدة ، حيث قلت فرص الوصول إلى مصالحة بين الفرقاء .
**بعد العيد
وبعد العيد قالوا أنه ستكون هناك جلسة أخرى للحوار برعاية مصرية ، ووفد فتح أجل زيارته إلى غزة بعد العيد وسيلتقي بحسب عضو المركزية نبيل شعت بقيادات حركة حماس في غزة.
وبعيد العيد يأمل الفلسطينيون أن ينتهي الحصار تماماً ، ولكنه يصطدم دائماً بصخرتي الحوار وصفقة التبادل ، فالقاهرة تقول أنها لا تستطع إنجاز فتح كلي للمعبر بدون التوصل إلى توافق ووجود حكومة فلسطينية "معترف بها". ويبدو أن على الفلسطينيين أن يموتوا بسبب الحصار كان آخرهم الطفلة قنديل التي قضت بعد معاناة مع المرض لم تستطع تلقي العلاج لعدم تمكنها من السفر.
ويمر العيد هذا العام على أفراد فقدوا عائلاتهم كاملة خلال الحرب على غزة بخلاف أعياد سابقة حيث كانت عائلات تفتقد احد أفرادها أما الآن فالعائلة ذهبت وبقى أحد أبنائها ، مثلما حدث مع عائلات السموني والداية وبعلوشة وغيرهم الكثير.
وهناك من سيحتفل أو قد يبتهج على الأقل في خيمة أقامها على أنقاض منزله أو خيام أقيمت فوق أطلال أحياء كعزبة عبد ربه التي أصحبت أثراً بعد عين .
ذوو الأسرى كذلك ينتظرون بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي ينكسر فيه قيد أبنائهم ، وهناك أمل معقود في صفقة تبادل الأسرى ، التي يجري الحديث أن الألمان يبذلون جهداً كبيراً لانجازها ، ولكن هذه الجهود لا تزال متعثرة حتى الآن بفعل التعنت الإسرائيلي ، الذي يشدد الحصار على القطاع أملاً في أن تطلق حركة حماس سراح جلعاد شاليط بأبخس الأثمان .
** آمال ومخاوف
ومع كل الآمال المعقودة فإن شبح اندلاع حرب جديدة أو إقدام (إسرائيل) على شن عدوان جديد لا يزال ماثلاً أمام الغزيين ،فبالرغم من تراجع التوقعات بإقدام حكومة الاحتلال على خطوة من هذا النوع إلا أن التجارب السابقة تدفع الفلسطينيين إلى الحذر دائماً لاسيما أن المفاجأة كانت صعبة بالحرب التي لم يسبق أن خاض مثلها الفلسطينيون فحروبهم مع الإسرائيليين وبالرغم من وحشية الاحتلال إلا أنه لم يستخدم مثل هذا القدر من القوة التي استخدمها في حرب الفرقان.
وإذا كانت الحروب تدفع الفلسطينيين للحذر فإن الحديث عن صفقات سياسية قد تعصف بمستقبل قضيتهم يبدو تحدياً جديداً يتطلب معه ترقبا ويقظة أكثر فزيارات المبعوث الأمريكي جورج ميتشل والحديث عن مبادرة أمريكية جديدة ليس مريحاً بل يشكل تهديداً لهم لاسيما في ظل الحديث عن تفاصيل الصفقة وما يمكن أن يتم تقديمه للفلسطينيين من أشياء والتنازلات المتوقعة أمام ذلك.
ويبدو أن ما بعد العيد سيكون مليئا بالتطورات الجديدة سواءً كانت ايجابية للفلسطينيين أم سلبية ، فكثير من الملفات أصبحت ناضجة ولم يتبق سوى قطف الثمار حلوة أو مرة.