ما أن تحدثت كتائب القسام في مهرجان لحن الانتفاضة حول رفع الحصار أو الانفجار ثم ما أشار إليه إسماعيل هنية نائب رئيس حركة حماس حول نفس المضمون وأجمل ذلك بمقولته إنما للصبر حدود؛ حتى أصبحت هذه العبارات مدار حديث الإعلام والمحللين السياسيين، وكل منهم تناول الحديث من منطلقاته وتصوراته واستنتاجاته، وكان مدار السؤال: هل هذه تهديدات جادة؟، وهل هذا يعني أن المعركة القادمة ستبدأ بها كتائب القسام؟ أو هل هذه التهديدات هي رسائل إعلامية للاحتلال الصهيوني ولمن يحاصر غزة في محاولة من حماس والقسام للرد على تصريحات نتنياهو؟ البعض ذهب إلى القول إن هذه التهديدات والتصريحات هي لطمأنة الجبهة الداخلية.
ما نراه أن التصريحات التي صدرت عن بعض عناصر القسام وحديث إسماعيل هنية تحمل كافة الأوجه التي تطرق لها الإعلام والمحللون حول الهدف من هذه التصريحات، ولا اعتقد أن مجرد الحديث عن الانفجار إذا استمر الحصار هي رسالة يتكرر إرسالها لكل الأطراف وعلى رأسها العدو الصهيوني، ولكن هل لو بالفعل نفد صبر الفلسطينيين هل سيكون الانفجار من خلال عمل عسكري من كتائب القسام وقوى المقاومة الفلسطينية المتوافقة على كيفية المواجهة مع الاحتلال؟ أم سيسبق ذلك خطوات تمهيدية نحو تحرك الناس بشكل جماعي باتجاه الحدود مع فلسطين المحتلة كرسالة أولية على الانفجار ونفاد الصبر، وفي نفس اللحظة تكون المقاومة على أهبة الاستعداد وهي تراقب ردة الفعل الصهيونية على الخطوة الشعبية، وربما ردة الفعل هذه هي التي ستحدد طبيعة رد المقاومة.
ونظن أن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام ليس في واردها أن تكون أول من يفتح النار على الاحتلال لاعتبارات كثيرة داخلية وإقليمية ودولية ولكن هذا لا يعني الصمت طويلا على هذه الحالة، وأن هذه الاعتبارات لن تكون أهم من حياة الناس التي تزداد سوءا نتيجة اشتداد الحصار، فيكون إما الناس والمقاومة الاختيار بين موتين، موت نتيجة الحصار وما يتبعه من معاناة ومرض وألم يصل حد الموت، أو موت في مواجهة العدو يعيش بعده الناس في وضع أفضل رغم أنه لن يكون كما نحب ونرضى.
الرسائل واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، والعدو فهم هذه الرسائل وغيره فهمها، واعتقد أن هذا الفهم سيترتب عليه أمور ايجابية نحو تخفيف الحصار من قبل الاحتلال بشكل مباشر ومن قبل الأطراف الأخرى المحاصرة لقطاع غزة أو المؤيدة لهذا الحصار، وهذا يحتاج إلى وقت كي يتحقق لأن هذا العالم وصل إلى حد البلادة التي تعيق سرعة الفهم.
رسالة حماس والقسام تقول قد اعذر من أنذر حتى لو حدث غير المتوقع فلا تلوموا إلا أنفسكم، صبرنا عشر سنوات وكان صبرنا أقوى من الجبال وصبرنا وطوله لا يعني انه نفد وأننا نجهز الرايات البيضاء، بل هذا الصبر هو الذي سيمكننا من تحدي كل العقبات، وصبرنا هذا يمدنا بمزيد من القوة والتحدي، فلا تستهينوا بصبرنا ولا تُهملوا إنذارنا، فنحن جادون ولن نترك شعبنا نهبا للجوع ولا ليكون لعبة لكم تتسلون بها حتى يأتيكم مستسلما رافع اليدين، بل سيبقى كريما عزيزا، وإن غدا لناظره قريب، يوم يفرح المؤمنون بنصر الله.