غضب وحنق وألم انتاب الفلسطينيين والأحرار حيثما وجدوا بعد فاجعة الحريق التي وقعت في مخيم الشاطئ الجمعة الماضي والتي أودت بحياة ثلاثة أطفال في عمر الزهور من عائلة الهندي لا ذنب لهم كما كل سكان قطاع غزة فيما يجري من حصار ظالم من قبل الاحتلال الصهيوني والذي يعد المتسبب الأول والاهم في جريمة الحرق التي راح ضحيتها هؤلاء الأطفال والتي لم تكن الجريمة الأولى وإذا استمر الحال فلن تكون الأخيرة.
الاحتلال نعده عدوا ولا نستغرب من جرائمه التي يمارسها منذ اغتصابه لأرض فلسطين وحتى يومنا هذا لأنه عدو مجرم، ولكن أن يكون الحصار على أيدي أبناء جلدتنا ومن يدعي مسئوليته عن كل الشعب الفلسطيني فهذه الجريمة الأكثر إيلاما من جرائم الاحتلال وإن تشابه المجرم في الحالتين.
عندما يرفض محمود عباس كافة المقترحات لحل أزمة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة، ويصر على فرض الضرائب على الوقود المشغل لمحطة التوليد، ويحتجز الأموال المستقطعة ثمنا للكهرباء من رواتب المستنكفين، ويرفض احتسابها ثمنا للمُستهلك من الكهرباء القادمة من عند الاحتلال، أو جزءا من ثمن الوقود المورد إلى المحطة في قطاع غزة، اعتقد أنه بذلك يكون المتسبب بشكل مباشر بهذا الموت الذي تعرض له أطفال عائلة الهندي ومن تعرض له في السابق ومن سيتعرض في المستقبل لا سمح الله إذا استمر الحال على ما هو عليه.
الموت لا نعترض عليه، ونعلم أنه قدر الله، ولكن الذي نعترض عليه هو هذه الممارسات السادية التي يمارسها محمود عباس عبر ورئيس وزرائه الحمد الله الذي كان من المفترض أن يعي معنى أن يفقد الأب أو الأم أطفالهما في حادثة حريق أو حادث مرور كما حدث مع أطفال الحمد الله قبل سنوات، من فقد أطفاله يفترض أن يكون شعوره مرهفا وعاطفته جياشة ولا يقبل أن يموت الأطفال بهذه الأسباب، لكنه يصر على فرض الضرائب على الوقود ويعتبرها موردا أساسيا لميزانية حكومته ، أم أن أجساد الأطفال في غزة يقتات عليها الحمد لله وحكومته؟، أم أن الرواتب التي تدفع للمستنكفين والجالسين في بيوتهم ثمنها أرواح الأطفال وتعطيل الحياة الكريمة في قطاع غزة؟.
هل يكفي الاستنكار والإدانة والمطالبات بدم بارد برفع الظلم عن قطاع غزة والتي نسمع بها كلما حدثت مصيبة أو كارثة يذهب ضحيتها أطفال وأمهاتهم وآباؤهم والسبب متكرر ولا يحدث حل لها، ويبقى الحال سيد الموقف انقطاع شبه دائم للكهرباء في قطاع غزة ولجوء إلى الشموع التي تتحول من مصدر للنور إلى أداة من أدوات الظلام والموت ليخرج علينا معتوه ليحمل أسرة الهندي المسئولية عن الكارثة.
لماذا تغيب الوقفات الجادة لوضع حد للقتلة من أمثال عباس والحمدلله المتسببين بشكل غير مباشر بجريمة القتل التي أدت إلى كارثة الأطفال الثلاثة من عائلة الهندي ، وهل يكفي ما سمعنا عنه من عطايا للعائلة بعد مصيبتها أن يعيد البسمة إلى عائلة الهندي المكلومة، فهل كل أموال الدنيا يمكن لها أن تعيد الأطفال الثلاثة وبسمتهم وصراخهم إلى داخل البيت الذي تحول إلى كوم من الرماد.
في كل مرة نطالب بضرورة محاسبة المتسببين في كوارثنا السياسية والإنسانية من دعاة الوطنية والشرعية والتمثيل ، ألا يكفي هذا الموت لهؤلاء الأطفال الثلاثة من صرخة مدوية تقول للعابثين من أمثال عباس وزمرته كفاية ارحلوا عنا ، ما عاد لنا طاقة لتحمل عبثكم الذي يصيبنا في مقتل، يا رجل يا عباس لو كان فيك بقية من إحساس اغرب بها عنا وارحل بعيدا بلا عودة ، نحن لا نريدك أفهمت! أم تريد مزيدا من المصائب والكوارث قبل أن ترحل، ألا يكفيك هذا الموت ارحل!.