قال زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إن الحركة تمثل دعامة للاستقرار في البلاد، وهي حريصة على النأي بالدين عن المعارك السياسية، وذلك في افتتاح المؤتمر العاشر للحركة الذي حضره الرئيس الباجي قايد السبسي وعدد كبير من ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية التونسية والعربية والأجنبية. وينتظر أن تعلن الحركة خلاله التحول إلى حزب مدني.
وحضر آلاف من أنصار الحركة افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، وينتظر أن ينتخب ثلثي أعضاء مجلس الشورى ويعيد انتخاب راشد الغنوشي (74 عاما) رئيسا للنهضة لولاية أخيرة. وكان قد انتخب رئيسا للحركة في مؤتمرها الأخير عام 2012.
وسيتطرق المؤتمر إلى جملة من القضايا، بينها تقويم مسار الحركة منذ نشأتها حتى الآن، لا سيما تجربتها في الحكم سواء تلك التي خاضتها بين عامي 2011 و2013 أو مشاركتها في الائتلاف الرباعي الذي يحكم البلاد منذ الانتخابات الماضية.
كما سيناقش نحو 1200 مشارك قضية فصل العمل السياسي عن العمل الدعوي داخل الحركة، إضافة إلى اختيار القيادة الجديدة للسنوات الأربع المقبلة.
وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن رهانات كبيرة معقودة على المؤتمر خاصة على المستوى الداخلي حيث هناك انتظارات كثيرة لتغيير المسار السياسي والأيدولوجي للحركة.
وقال راشد الغنوشي في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر إن تجربة حركة النهضة في الحكم برهنت على أنها جزء من الدولة، وأنها ستبقى دعامة للاستقرار في تونس، وستواصل دعمها لحكومة الحبيب الصيد، مشيرا إلى أنها جادة في الاستفادة من أخطائها قبل وبعد الثورة عبر لائحة التقويم التي ستقدم في المؤتمر.
وشدد الغنوشي على أن التخصص الوظيفي بين السياسي وبقية الحالات المجتمعية ليس قرارا مسقطا أو نتج عن الرضوخ لإكراهات ظرفية، بل هو تتويج لحركة تطور ومسار تاريخي تمايز فيه العمل السياسي عن الدعوي والمجتمعي والثقافي، على حد قوله.
واعتبر أن تونس -التي وصفها بشمعة الربيع العربي- تمثل قصة نجاح سياسي وتعاف أمني، وهي عصية على الإرهاب بوحدتها الوطنية وتجذر مبادئ الدولة، مجددا الدعوة إلى ما سماها هدنة اجتماعية.
من جهته قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في خطاب بافتتاح المؤتمر "أتيت اليوم إلى هنا لمؤتمر حركة النهضة تقديرا مني للجهود التي قام بها هذا الحزب لدعم التوافق والمصالحة، مما أهله للمشاركة في حكومة توافقية عملت على إنقاذ وطننا التونسي من مخاطر الانزلاق نحو المجهول في ظل وضع إقليمي ودولي مضطرب".
وأضاف قايد السبسي "نأمل أن تتوصلوا من خلال أشغالكم إلى التأكيد على أن النهضة أصبحت حزبا مدنيا تونسيا قلبا وقالبا، ولاؤه لتونس وحدها (...) هذا ما نصبو إلى أن تقيموا عليه البرهان من خلال ما سيتمخض عن مؤتمركم هذا من لوائح".
وكان مجلس شورى حركة النهضة قد قرر قبل أيام الاتجاه نحو فصل العمل السياسي للحزب عن الأنشطة الدعوية، وقال رئيس الحركة إن النهضة ستتحول إلى حزب يعمل في الحقل السياسي فقط، تاركة الشأن الدعوي للجمعيات المدنية.