حرارة الجو وانقطاع الكهرباء يصعبان مهمة طلبة التوجيهي بغزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت- عائد الحلبي

دقت الساعة الثالثة عصراً مُعلنةً موعد انقطاع التيار الكهربائي، حسب الجدول المُحدد في المنطقة التي يسكن فيها الطالب كامل جودة وسط قطاع غزة، ليحمل كتاب التربية الإسلامية للصف الثاني عشر، ويخرج من بيته مودعاً ارتفاع الحرارة إلى أحد الأماكن العامة محاولاً الدراسة لامتحانه الأول.

"الحرارة المُرتفعة وانقطاع التيار الكهربائي يدفعاني للخروج من المنزل للدراسة في أماكن عامة، والقدرة على التركيز تكون ضعيفة وليست كما في البيت"، بهذه الكلمات علّل جودة أسباب خروجه من المنزل للدراسة.

ويُعاني سكان قطاع غزة بمختلف فئاتهم من أزمة انقطاع التيار الكهربائي المستمرة منذ أعوام طويلة، دون وجود حل في الأفق القريب لهذه المُشكلة، الأمر الذي أدى لنتائج سلبية في عديد من المجالات.

ومع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، والتي من المُفترض أن تبدأ يوم السبت المُقبل، اشتكى عديد من الطلبة من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، داعين إلى إيجاد حل حتى لو كان مؤقتاً حتى نهاية الامتحانات.

وأشار جودة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يدفعه لاستخدام وسائل الإنارة البديلة، وهي مُكلفة ولا توفر بديلاً كاملاً عن التيار الكهربائي، وأن استمرار الأزمة يؤثر سلباً على التحصيل الدراسي.

أما الطالب أسامة الشرباصي فرأى أن مشكلة الكهرباء تؤثر سلباً على الدراسة، خاصة وأن غزة على أبواب الامتحانات، والأمر الذي يدفعهم لاستخدام الشمع وأحيانا الليدات لكن هذا لا يفي بالغرض. وطالب بحل هذه الأزمة بشكل سريع، أو على الأقل إيجاد حل مؤقت حتى نهاية الامتحانات.

الطالب عبد الله وشاح اتفق مع جودة في مسألة الهروب من البيت في ظل انقطاع التيار الكهربائي للدراسة، وتابع: "الدراسة في ظل انقطاع الكهرباء تُتعب العينين، هذا غير الحرارة المرتفعة التي تسبب الضجر والملل".

وأشارت دراسات علمية عديدة إلى أن القراءة في الضوء الخافت تُسبب قصر النظر، كما لاحظ الباحثون ازدياد قصر النظر لدى الأشخاص "البيتوتيين" الذين يقضون وقتا طويلا في البيوت وفي غرف مغلقة.

بدوره، اعتبر الطالب محمد خالد حسين اضاءة الليدات ليست بديلاً مُطلقاً عن الكهرباء، نظراً لضعف اضاءاتها، داعياَ إلى حل الأزمة وتجنيب الطلبة ما أمكن عواقب هذه الأزمات.

في المقابل، هناك في "الكرفانات" من يُعاني ضِعف هذا العذاب، فيجتمع جحيم الجو مع ضيق المكان وانقطاع التيار الكهربائي، على رأس طالب الثانوية العامة والذي لا يجد بداً من محاولة التكيف مع هذا الوضع الصعب.

تعاون الجميع

من جهتها، دعت شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة إلى تعاون الجميع من مواطنين وجهات مسؤولة، للحفاظ على برنامج التوزيع المعمول به حالياً "ثمانِ ساعات فصل وقطع"، تجنباً لحصول أي أزمة خلال امتحانات الثانوية العامة، من شأنها أن تُحدث تغيراً سلبياً في البرنامج.

وقال طارق لبد مدير الإعلام بشركة توزيع الكهرباء، في تصريح خاص لـ"الرسالة نت": "برنامج ثماني ساعات وصل وفصل هو أفضل البرامج التي نستطيع تقديمها، ونرجو ألا يحدث أي تغيير سلبي خلال فترة امتحانات التوجيهي يُعطل العمل بهذا الجدول".

وأوضح أن التغيير السلبي ينتج بسبب زيادة الأحمال، أو قطع للخطوط المصرية، والتي من شأنها أن تؤثر على الخطوط الواصلة للمحطة، داعياً المواطنين إلى ترشيد استهلاك الكهرباء قدر المُستطاع.

ودعا لبد حكومة التوافق إلى إعفاء أكبر في موضوع الضرائب المفروضة على الوقود، حتى تتمكن الشركة من الدفع، معتبراً أن زيادة نسبة الطاقة في هذه الحالة قد تصل إلى أكثر من 10 ساعات وصل.

ويستعد نحو 33 ألف طالب في قطاع غزة للتقدم لامتحان الثانوية العامة "توجيهي" المقرر بدؤه السبت المقبل 28 مايو، وذلك بالتزامن مع بدئها بمحافظات الضفة الغربية المحتلة.

وسجلت وزارة التربية والتعليم 23547 للقسم الأدبي و6759 للعلمي و2677 للفرع الشرعي و1016 للفروع المهنية موزعة على 171 قاعة امتحان.

البث المباشر