بدأت أطياف من المعارضة العراقية السبت مؤتمرا لها في باريس بهدف الإعلان عن تأسيس كيان سياسي جديد عابر للطائفية يتبنى إيجاد حل سياسي للمشكلة العراقية، حيث ندد المشاركون بالفساد والحلول الأمنية والعسكرية ذات النزعة الطائفية.
وواجه المنظمون صعوبة في إنجاح جهودهم مما اضطرهم لتأجيل المؤتمر أسبوعين، وذلك بعدما أرسلت الحكومة في بغداد إلى باريس وفدا أمنيا خاصا لمنع عقد المؤتمر الذي يحضره معارضون من كل الأطياف والطوائف، وبمشاركة خبراء وسياسيين غربيين.
وقال رئيس منظمة "سفراء السلام" جمال الضاري أثناء كلمته في المؤتمر إن العراق تحول بسبب العملية السياسية إلى دولة فاشلة، وإنه أصبح ساحة مفتوحة للإرهاب والتدخلات الخارجية في أمنه وتماسكه الاجتماعي، حسب قوله.
ومن أروقة المؤتمر، قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان إنه يجب الكف عن التصور بأن حل مشاكل العراق يأتي من الدول الكبرى، بل ينبغي أن يأتي من الشعب العراقي ودول المنطقة.
وأعرب عن اعتقاده بأن الأميركيين تعاملوا مع العراق على أنه "مختبر" وأنهم سيفرضون الديمقراطية فيه عبر التدخل، وهو أمر "خاطئ"، مطالبا بأن يصبح العراق اليوم مختبرا لحسن السلوك والمصالحة.
ويعتبر المشاركون في المؤتمر الذي يختتم أعماله الأحد، أن العراق يعاني من الفساد الذي يضرب السياسة والاقتصاد معاً، كما يعاني من لجوء دائم إلى الحل الأمني والعسكري بنزعة طائفية لم تعد خافية.