قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد عامين من النفي والانكار

القسام يحرز هدفًا بمرمى الاحتلال ويجبر إسرائيل على الاعتراف بفقدان جنودها

القسام يحرز هدفًا بمرمى
القسام يحرز هدفًا بمرمى

الرسالة نت- محمود هنية

بعد تردد وإنكار دام لعامين من بعد اختفاء جنود الاحتلال في العدوان الأخير على غزة، أقرت قيادة الأمن أخيرًا، أن جندييها شاؤول آرون وهدار جولدن، " ليسوا أمواتًا بل هم أسرى حرب في عداد المفقودين"، بحسب ما نقلته صحيفة معاريف العبرية.

وخلال ترجمة خاصة لصحيفة الرسالة، فإنه بعد توجه عائلات آرون وهدار وتواصلهم مع رئيس الجهاز الأمني، طلبوا منه فحص وضع ابناءهم وتسميتهم من جديد، "بعد الحقيقة التي تؤكد أن حماس تدير مفاوضات على أجساد وجثث أولادهم، فقرر الأمن العام تسميتهما من "ضحايا" لأسرى حرب ومفقودين".

ورأى مراقبون مختصون في الشأن الاسرائيلي، أن الهدف من الاعلان يرتبط بأمرين يتعلقان بالشأن الاسرائيلي الداخلي ، الأول يتمثل في محاولة لتخفيف الضغط من عوائل الجنود على المؤسسة الاسرائيلية الرسمية والعسكرية، والتي تأججت بعد الرسائل الاعلامية التي وجهتها المقاومة لجمهور الاحتلال مؤخرًا.

ورأى المراقبون أن  الاعلان محاولة اسرائيلية لتمرير قضية تبادل الاسرى على الجمهور الاسرائيلي الداخلي، ما يعني هي محاولة لفتح الباب الذي اوصدته حكومة الاحتلال طيلة العامين الماضين.

ورغم ذلك، يؤكد المختصون أن الاعلان يعتبر ثمرة لـصراع الأدمغة التي خاضتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس مع الكيان خلال العامين الماضين عبر الحرب الاعلامية، إذ نجحت خلالها بتحريك عوائل الأسرى لاعادة البحث في مصير ابناءهم،  وتوجيه ضربة مؤلمة لرواية جيش الاحتلال بأن جنوده قد ماتوا وتم دفنهم.

وكانت كتائب القسام قد وجهت عديد الرسائل الاعلامية في الفترة الأخيرة إلى الجمهور الاسرائيلي، الامر الذي دفع بعوائل الأسرى الاسرائيليين للتظاهر أمام مقر رئاسة وزراء الكيان ومطالبة رئيس الوزراء بينامين نتنياهو لاعلان ابناءهم مفقودين والبحث عنهم وهو ما تم بحسب اعلان الاحتلال.

وتوقع المراقبون، أن يشكل الاعلان محاولة لتحريك المياه الراكدة في عملية تبادل الأسرى التي يصر الاحتلال على تجنبها في الوقت الراهن، وأن يفتح الباب فعلا للبدء في عملية التفاوض.

هدف في المرمى

وأكدّ فايز أبو شمالة الباحث السياسي والمتابع للشأن الاسرائيلي، أن الاعلان انجازًا للمقاومة في معركة صراع الأدمغة التي خاضتها طيلة المرحلة الماضية، ونسفًا لرواية الاحتلال الذي حاول تصديرها من خلال تنظيمه لجنازات وهمية وادعاءه بأن جنوده قد دفنوا.

وقال أبو شمالة لـ"الرسالة نت"، إن المقاومة نجحت في تسجيل هدف في مرمى عملية التبادل، متوقعًا أن يفتح الاعلان الباب أمام عملية تبادل جديدة، خاصة وأن اسرائيل تستبعد في الوقت الحالي فرضية قيام حرب من اجل استرداد جثث " لأنها تجهل نتائج أي معركة قادمة في غزة".

ورجّح أن يكون الاعلان الاسرائيلي مرتبط بتوفر معلومات لدى الاحتلال حول جنوده في قطاع غزة.

وحول توقيت نشر الاعلان مع تولي افيغدور ليبرمان وزيرًا للحرب، فأوضح أن القرار المتعلق بقضايا الأمن والمواجهة غير مرتبط بشخص ليبرمان، وانما تتخذه المجالس الأمنية والعسكرية والسياسية، والتي في مجملها قد خضعت فعلا لأوراق القوة التي تملكها المقاومة.

من جهته، أيدّ رجائي الكرك المتابع للشأن الاسرائيلي، ما تحدث به أبو شمالة، لكنه لفت إلى أن مجمل القضايا المصيرية المتعلقة بالحرب والسلم وحتى قضايا تبادل الأسرى، اتخذت في عهد حكومات يمينية متطرفة، " لأنها الأقدر على حسم القضايا المصيرية من الاحزاب الاخرى داخل الكيان".

فتح لباب التفاوض

وتوقع الكرك في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن تقدم اسرائيل فعلا على فتح بوابة التبادل في المرحلة المقبلة، مؤكدًا أن عملية الاعلان تشكل تحولا في الموقف الاسرائيلي تجاه قضية اختفاء جنوده.

من جهته، قال محمود مرداوي المختص في الشأن الاسرائيلي، أن الاعلان جاء استجابة لرغبة عوائل الاسرى ونزولا عن رغبتهم خاصة عائلة هدار جولدن.

وأوضح مرداوي في حديثه لـ"الرسالة نت"،  أن عوائل الاسرى لديهم قناعة بأن ابناءهم مفقودين، وان الجيش لا يبذل ما يكفي من الجهود لاعادتهم، الامر الذي دفع بالمؤسسة الامنية لاعلان الموقف لاراحة الأهل وتخفيف الضغط عنها الناتج عن حراك العوائل.

وأكدّ أن الاعلان يشكل انجازًا لحركة حماس، رغم ما يكتنفه من احتمالات حول امكانية الضغط على الحركة لاعلان ما لديها من معلومات بدون ثمن، وهو " امر تدركه حماس وتعرف كيف تتعامل معه جيدًا".

ورغم ما يشكله الاعلان من أهمية في الوقت الراهن، الا ان مرداوي يستبعد ان تؤدي الى صفقة قريبة، وذلك لـ"غياب عملية البيئة والظروف المساعدة في الكيان الاسرائيلي".

وأشار مرداوي إلى أن حركة حماس لديها اصرار واضح بأن يطلق الاحتلال مختطفي صفقة وفاء الاحرار الذي اعاد اعتقالهم في نهاية عام 2014، وهو امر لم يتم.

ولفت مرداوي إلى أن مسارعة الاحتلال توصيف بعد انتهاء الحرب الجنود المأسورين على أنهم قتلى غير معلوم مكان دفنهم، كان قرارًا سياسيًا بامتياز، ولا يوجد أي دليل يثبت أنه قرار مهني صدر نتاج فحص راعى معايير علمية طبية ومخبرية.

وقال إن الدافع من وراء توصيف حالة الجنود منذ البداية بأنهم أموات غير معروفة أماكن دفنهم بتأثير توصيات لجنة ( شمغار)، كهدف تكتيكي تفاوضي يخدم المفاوض الإسرائيلي في أي مفاوضات قادمة مع حركة حماس.

ورأى مرداوي أنه من الصعوبة أن تخضع المؤسسة الاسرائيلية لضغط العوائل بهذه السهولة، مرجحًا في الوقت ذاته أن  يكون التغير الموقف الاسرائيلي نابعًا من عاملين، الأول عدم تقدم ملف المفاوضات خلال المرحلة الماضية حول جنود الاحتلال، وفشل تكتيكه في اعادة الجنود لعوائلهم.
أمّا العامل الآخر،  فهو حدوث تطورات في ملف الأسرى يستدعي توصيفا يتلاءم مع طبيعة تعامل الحكومة الاسرائيلية في المستقبل مع الملف وفق هذه التغييرات.

ونبه إلى أن العقيد" ليئور لوتان" مسؤول ملف المفقودين يتابع كل كلمة تصدر عن هذا الملف ولا يسمح بنشرها الا اذا اعتقد أنها تخدم القضية التي يتولى إدارتها، لذلك كل ما يصدر من العدو فيما يتعلق بملف الجنود الأسرى في غزة يقصد منه خدمة هذا الملف أو العمل على استعادة الجنود بأقل الأثمان.

وشدد مرداوي ، على أن مصير الجنود الذين أسروا في ظروف غامضة وغاية في التعقيد والالتحام لا يعلم مصيرهم إلا الله ثم كتائب القسام .

البث المباشر