قائمة الموقع

عملية (تل أبيب) تدخل الانتفاضة مرحلة جديدة

2016-06-13T05:22:52+03:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت -لميس الهمص

سعى الاحتلال إلى إنهاء "انتفاضة القدس" ووقف عملياتها بشتى الوسائل والطرق مستخدما العقوبات الجماعية، وحصار المدن، والإعدامات الميدانية ولم تنته ممارساته بهدم المنازل وترحيل سكانها، إلا أن عملية تل أبيب الأخيرة أثبت فشله في ذلك.

التهديد المستمر باجتياح الضفة لم يعد مؤثرًا لأنها مستباحة ومجتاحة أساساً، وبالتالي فقد الإسرائيلي كل معايير التأثير الممكنة لضرب الضفة المحتلة وتطويعها.

وتؤكد الوقائع على الأرض أن العملية أسقطت رهان العديد من الساسة على اندثار انتفاضة القدس وهو ما توقعه المحلل "الإسرائيلي" للشؤون العربية "يوني بن - مناحيم قائلا: لا يمكن الادعاء أن "انتفاضة القدس" ستنتهي في القريب، وأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنها ستتواصل وستبحث عن زخم جديد".

ولأن العنف لا يولد إلا عنفا فإن ممارسات الاحتلال على الأرض والتي يتوعد بها الفلسطينيين لن تفلح في وقف الانتفاضة بل ستشعل لهيبها من جديد، خاصة في حال حاول الثائرون في الضفة تقليد الشابين خالد ومحمد مخامرة.

ويؤكد مراقبون أن ما يحدث هو مجرد "استراحة للمحاربين" انطلاقاً نحو أساليب جديدة تبقي على زخم الانتفاضة التي فشل الاحتلال في وقف تناميها بعد أن لاحق الفشل الاستخباري المستويين العسكري والسياسي في "إسرائيل".

ويرى الدكتور عمر جعارة محلل الشأن الإسرائيلي أن الاحتلال يحاول جاهداً عدم تكرار ما حدث لذا سعى لتكوين فرق جديدة في الشرطة والجيش منها ما يتابع الانترنت وأخرى للسيطرة على المؤسسات المهمة والمفصلية بالدولة.

ويعتبر أن "إسرائيل" دولة أمنية لذا كان عدد العمليات المؤثرة محدودا خلال أشهر الانتفاضة، وهي تسعى لعدم زيادتها لأنها تدرك أن أي عملية جديدة ستشعل الانتفاضة وتزيد من لهيبها، لافتا إلى أن التشديدات الأمنية (الإسرائيلية) التي صاحبت العملية ستعقّد من فرص وصول الفلسطينيين لتنفيذ العمليات.

ويؤكد مراقبون أن عملية تل أبيب علامة فارقة ونقطة تحول في العمليات، وهو ما يفسر حالة الإرباك داخل الاحتلال، وهو ما دفع الجيش بحسب جعارة إلى وضع رقابة على المشاهد التي بثت للعملية مع حرصه على إظهار حالة الرعب التي عاشها الاحتلال من أجل إثارة مواطنيه ضد العرب.

موقع "والا" العبري أفاد أن العملية، كانت مسألة وقت فقط، إذ حذّر ضباط كبار في جيش الاحتلال قبل شهور معدودة من أنه رغم انخفاض نسبة العمليات خلال الشهور الستة الأخيرة، فقد يتحول شهر رمضان لأرضية خصبة تشجع على تنفيذ العمليات.

ويعتقد محللون أن عملية تل أبيب المؤلمة والنوعية، خلطت الأوراق، وقد تفشل ما تطلع له دول عربية وغربية من تعزيز "مبادرة السلام العربية " واتخاذ القضية الفلسطينية جسرا لتمرير مخطط إقليمي جديد في المنطقة.

وقد أثبتت عملية "تل أبيب"، أن كل المبادرات السابقة والحالية للحل لا يمكن أن تكون حلاً مُرضياً للشباب الفلسطيني، لذا هم مستمرون وماضون في انتفاضة القدس.

فقد كتب المحلل الإسرائيلي "ناحوم برنياع"، في صحيفة "يديعوت" أن: "عملية إطلاق النار في قلب منطقة الترفيه الصاخب في تل أبيب هي ضربة؛ فهي لا يُفترض أن تقع. ولكنها وقعت، وذكّرتنا بأن الشائعات عن خبو الانتفاضة الحالية كانت سابقة لأوانها. فالبندقية المصنوعة محليًا حلّت محل سكين المطبخ؛ ولابسو البدلات حلّوا محل فتيان المدارس، ولكن "الإرهاب" لا يزال هنا فتاكًا كما كان دومًا"، وفق تعبيره.

وفي تحليل للباحثة "الإسرائيلية"، في معهد السياسات الأمنية في العاصمة الأمريكية "واشنطن"، "كارولين غليك"، ورد في صحيفة "معاريف"، قالت فيه: "إن جميع استطلاعات الرأي بين الفلسطينيين في الأعوام الـ 25 الأخيرة تشير إلى أن جيلًا كاملًا منهم يدعم العمليات المسلحة ضد "إسرائيل"، كما أن غالبية الفلسطينيين يكرهون إسرائيل والإسرائيليين، ويعتقدون بأن ليس لديهم حقوق لإقامة دولة يهودية".

وأضافت "غليك" أن "العمليات التي ينفذها شبان فلسطينيون من طعن ودهس وإطلاق نار ليست هجمات فردية منعزلة ناجمة عن التحريض، لأن كل من يحمل سكينًا ويقتل مستوطنًا لا يكون مرسلًا من تنظيم فلسطيني، بل من قبل مجتمع فلسطيني كامل، وبالتالي فإن إطلاق وصف "عمليات فردية" تسطيح لطبيعة الهجمات.

 

اخبار ذات صلة