مقال: الخطة الخمسية (الإسرائيلية) لتهويد القدس والاعلام العربي

غسان الشامي
غسان الشامي

غسان مصطفى الشامي

تواصل سلطات الاحتلال (الإسرائيلية) جرائمها التهويدية بحق القدس والمسجد الأقصى، وتزداد هذه الجرائم شراسة في شهر رمضان المبارك في انتهاك سافر لحرمة هذا الشهر الفضيل، فيما يواصل قطعان المستوطنين اقتحامات باحات المسجد الأقصى المبارك، واستفزاز مشاعر المصلين والمرابطين في باحات الأقصى.
ويواجه المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المئات المئات من مخططات التهويد من أجل تنفيذ خطط التقسيم وما يسمى خطط التطوير الإسرائيلية، وتسارع حكومة (نتنياهو) الفاشية العمل على تنفيذ مخططات التهويد الماكرة، وفرض السيطرة الكاملة على الأحياء المقدسية وتطبيق إجراءات التهويد والأسرلة لهذه الأحياء.
ومؤخرا عقدت حكومة (ننتياهو) الفاشية جلسة خاصة  (غير اعتيادية)، على أنقاض قرية الولجة الفلسطينية غربي مدينة القدس في الذكرى التاسعة والأربعين لاحتلال المسجد الأقصى واستكمال احتلال مدينة القدس، وعرضت الجلسة عدة ملفات ومشاريع ضخمة لتهويد القدس وتعزيز الوجود اليهودي فيها، حيث تم إقرار خطط خاصة  تحمل اسم (خطة تطوير القدس في عام يوبيلها) - أي مرور 50 عاما على الاحتلال-، وهي في الحقيقة خطة صهيونية خبيثة للسيطرة على القدس وتعزيز وتكثيف الوجود اليهودي فيها، كما أقرت الحكومة الصهيونية العشرات من المشاريع التهويدية في القدس، من ضمنها إقامة مشاريع سكنية للجيش الصهيوني وبناء مؤسسات تعليمة يهودية في القدس المحتلة، ومن بين أهم قرارات الجلسة الحكومية الطارئة إقرار خطة التطوير الخماسية لتعزيز الاقتصاد الإسرائيلي بهدف تعميق القدس كعاصمة الدولة اليهودية، حيث سيقر ميزانية قدرها ( 850 مليون شيكل تصرف على مدار خمس سنوات ( 2016-2021).
إن الحكومة (الإسرائيلية) العنصرية والأكثر اجراما في تاريخ الاحتلال تصادق بصورة متواصلة على بناء المئات من الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة، بل وتصادق على ميزانيات كبيرة للسير قدما في مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى وتعزيز وجود الاحتلال الإسرائيلي في باحات القدس.
 و تواصل السلطات الصهيونية تكثيف التواجد اليومي حول أسوار المسجد الأقصى ووضع العشرات من الحواجز التفتيشية قبل الوصول لأسوار المسجد الأقصى المبارك، كافة هذه الإجراءات الاحتلالية العنصرية تتساوق مع المخططات الصهيونية التي تصادق عليها حكومة (نتنياهو) لتهويد القدس والمسجد الأقصى .
وتواجه هذه الأيام القدس المحتلة جرائم تهويد واستيطان متواصلة، وأوقفت الحكومة (الإسرائيلية) العنصرية - بعد عملية تل أبيب البطولية - ما تدعيه من تسهيلات كاذبة للفلسطينيين  في شهر رمضان بخصوص الصلاة في المسجد الأقصى وزيارة المدينة المقدسة، فيما حرمت الآلاف من أهالي قطاع غزة الوصول للمسجد الأقصى في الشهر الفضيل.
وضمن جرائم السيطرة الإسرائيلية القدس أصدرت حكومة (نتنياهو) قبل أيام قرارا يقضي بإغلاق مبنى كامل عند باب الغوانمة، ومنع دائرة الأوقاف الإسلامية من تجهيزه لخدمات المصلين في شهر رمضان الفضيل، هذا علاوة على المخططات الماكرة الكبرى التي تستهدف سرقة عقارات القدس المحتلة، والسيطرة عليها حيث يعلن الكيان يوميا عن مخططات بناء كتل استيطانية جديدة في القدس، ومخططات توسعة مستوطنات القدس وربطها ببعضها البعض، وهناك تسارع محموم من قبل الاحتلال للسيطرة على عقارات القدس، ووضعها تحت ما يسمى قانون (أملاك الغائبين) وبعد مدة زمنية قصيرة تصبح ملكًا للكيان الصهيوني ويستطيع التصرف بها، كما يطلق الكيان العنان للجمعيات الاستيطانية للاستيلاء على العقارات في القدس المحتلة وتشمل الأراضي ومنازل المقدسيين، وتكثف هذه الجمعيات نشاطاتها في البلدة القديمة وأحياء القدس مثل حي سلوان وحي الشيخ جراح، فيما يتم تخصيص موازنات كبيرة لسرقة العقارات.
وقبل أيام وقعت عائلات البلدة القديمة بالقدس وثيقة حملت عنوان "وثيقة عهد القدس وميثاقها" لحماية العقارات واسترجاع ما سرق منها من قبل الصهاينة، وقد جاءت الوثيقة بمبادرة من شباب القدس في البلدة القديمة خاصة بعد انتشار معلومات عن عقارات ستسرب قريبًا.
واعتبرت وثيقة عهد القدس من تسول له نفسه بيع عرضه ووطنه وضميره للاحتلال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هو "خارج عن الصف الوطني" و"خائن لله ولرسوله"، ولا مكان له في صفوف الشعب الفلسطيني، وتعلن العائلات المقدسية براءتها منه، ولا حق له على مقدسي، ولا يدفن في مقابرنا، ولا يصلى عليه في مساجدنا ولا عزاء فيه.
إن القدس والمسجد الأقصى بحاجة ماسة لكل دعم ومساندة ودعوات الصائمين والقائمين في هذا الشهر المبارك، لما تواجهه من مخططات ماكرة وخبيثة لتهويد القدس والمسجد الأقصى، كما انها بحاجة ماسة لقرارات عملية تنفيذ، وليست مجرد حبرا على الورق. 
وقد قرر الأسبوع الماضي مجلس وزراء الإعلام العربي في ختام أعمال دورته السابعة والأربعين اعتماد مدينة القدس " عاصمة للإعلام العربي" وذلك تأكيدا من المجلس للقدس لما لها من مكانة خاصة في قلب العالم العربي والإسلامي، وجاء في البيان الختامي للمجلس أنه تم إقرار خطة  جديدة للتحرك الاعلامي العربي في الخارج ،والتي تهدف إلى التصدي للحملة المعادية وتصحيح الصور النمطية التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الخارجية عن العرب والمسلمين.
ويتمنى كاتب السطور أن يكون قرار (القدس عاصمة للإعلام العربي) قرار فاعل ويخدم القدس إعلاميا ودوليا، ويخصص مساحات كافية في البث الفضائي العربي لفضح جرائم العدو الصهيوني في القدس، كما يخصص ميزانيات كبيرة لدعم ومساندة العمل الإعلامي في المدينة المقدسة ودعم صمود المرابطين في القدس والمسجد الأقصى المبارك. 

 

البث المباشر