قائد الطوفان قائد الطوفان

في ظل لهاث السلطة خلفها

الاحتلال يستغل الانشغال الدولي بمبادرات السلام لشرعنة استيطانه

الاستيطان في القدس
الاستيطان في القدس

غزة-محمد عطا الله

يبدو أن الاحتلال "الاسرائيلي" يستغل الانشغال الدولي ولهث السلطة وراء مبادرات السلام المطروحة من أجل توسيع وشرعنة الاستيطان على الأراضي الفلسطينية.

واستضافت فرنسا، مؤخراً، اجتماعاً تحضيرياً لمؤتمر السلام الدولي، بحضور أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بهدف دعم التوصل لحل يقضي بتسوية سياسية مع الاحتلال وتحديد موعد زمني لإقامة الدولة الفلسطينية.

وتزامناً مع الجهود الفرنسية والعربية الأخيرة، إلا أن سلطات الاحتلال ماضية في توسيع وشرعنة استيطانها، محاولة فرض واقع جديد يعيق التوصل لأي حل سياسي مستقبلاً.

توسيع وشرعنة

وكشفت "القناة العبرية السابعة" قبل أيام، النقاب عن مشروع قانون جديد تقدمت به شولا معلم، رئيسة كتلة "البيت اليهودي" اليميني إلى رئاسة البرلمان "الإسرائيلي" الـ "كنيست"، بهدف "تنظيم الاستيطان" في الضفة الغربية المحتلة. وأشارت إلى أن القانون الاستيطاني يرمي إلى شرعنة مصادرة أراضٍ يملكها فلسطينيون، وقام المستوطنون بوضع اليد عليها تحت ذرائع عدة وتم إلحاقها بالمستوطنات.

وفي السياق، قالت مصادر عبرية إن حكومة الاحتلال صادقت، على مخططين استيطانيين في القدس العربية المحتلة تزامناً مع تواصل البناء الجديد في المدينة الاستيطانية "معاليه ادوميم".

وذكرت أسبوعية "يروشاليم" العبرية، أن اللجنة المحلية للتنظيم والبناء التابعة للاحتلال في القدس صادقت في جلستين منفصلتين وبمناسبة ما يسمى "يوم القدس" على المخططين اللذين يتناول أحدهما بناء ٨٢ وحدة سكنية في مستوطنة "رمات شلومو" المقامة على أراضي المواطنين في تلة شعفاط بالقدس.

غياب الضغوط الدولية

ويرى المختص في شؤون الاستيطان خالد منصور، أن غياب الضغوط الدولية على الاحتلال لوقف الاستيطان دفعه لزيادة عدد المشاريع الاستيطانية لتغيير الوقائع على الأرض.

وأوضح منصور في حديثه لـ"الرسالة" أن حكومة الاحتلال تقوم بخطوات حثيثة من أجل قطع الطريق على أي حل سياسي برعاية دولية خلال الأيام المقبلة يقضي بإنهاء الاحتلال والانسحاب من بعض الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن مخرجات لقاء باريس الأخير لم تتضمن أي قرارات تدعو الاحتلال لوقف استيطانه، مما شجع الحكومة "الإسرائيلية" على توسيع مستوطناتها ومحاولات شرعنتها.

ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. عثمان عثمان مع سابقه، مؤكداً أن الاحتلال يستغل مبادرات السلام في تعزيز استيطانه.

إرضاءً للمستوطنين

وقال عثمان لـ"الرسالة": إن الحكومة "الإسرائيلية" ضاعفت الاستيطان بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس المصري السابق أنور السادات، بالإضافة إلى مضاعفتها للاستيطان لثلاث مرات بعد توقيعها اتفاقية أوسلو.

وأضاف "إسرائيل تستبق الأحداث وتفرض واقع جديد على الأرض ارضاءً للمستوطنين والمتدينين وأحزابها الائتلافية في الحكومة، لتبين لهم أنها مقابل موافقتها اللفظية على المبادرات إلا أنها تعمل على الأرض بشكل جدي".

ولفت عثمان إلى أن السلطة الفلسطينية ليس لديها أي بديل عن الموافقة على مبادرات السلام، بعد أن حشرت نفسها في هذه الزاوية، مشدداً على ضرورة ركل السلطة لتلك المبادرات وتفعيل خيار المقاومة ضد الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية.

وأخيراً يمكن القول إن الصمت الدولي وموافقة السلطة على أي حل سياسي لتسوية القضية الفلسطينية شجع الاحتلال على زيادة استيطانه ضارباً بعرض الحائط جميع الحلول.

 

 

البث المباشر