الرسالة نت - رامي خريس
أقدمت البحرية الإسرائيلية على ارتكاب حماقة جديدة في عرض البحر وبقرار من وزير الجيش أيهود باراك ،الذي قرر السيطرة على سفن أسطول كسر الحصار ومنعه من الوصول إلي شواطئ غزة .
التنفيذ بدأ ليلاً باقتراب زوارق البحرية الإسرائيلية من السفن والتعرف على هوياتها وهي في المياه الدولية ، ومع ساعات الفجر الأولى بدأت عملية إنزال الكوماندوز الإسرائيلي على أسطح السفن وذلك في نفس اللحظة التي اعترضت بوارج البحرية الإسرائيلية طريق السفن .
الاستعداد الإسرائيلي للعملية كان كبيراً ومركزاً ومع ذلك لم يتوقع القادة السياسيون لدولة الاحتلال وعسكريوها أن تصل النتائج إلى ما وصلت إليه.
فعدد الضحايا كبير جداً ويبدو أن الضجة الإعلامية ستكون كبيرة للغاية وذلك فضلاً عن التداعيات السياسية وتأثر علاقات (إسرائيل) الدولية لاسيما علاقتها مع تركيا التي كانت حليفتها وذلك كله بسبب عمليتها العسكرية الحمقاء بحسب ما يرى ذلك عدد من المراقبين.
وعلى أية حال فإن (إسرائيل) كانت أمام خيارين لا ثالث لهما، الأول أن تسمح للسفن بالعبور إلى غزة، وتفرغ حمولتها وعندئذ تكون قد جنبت نفسها الكثير من المخاطر، لاسيما أن وصول عدد من السفن إلى غزة لا يعني كسر الحصار كلياً وإنما محاولة من المحاولات الناجحة وقد عبرت إلى غزة عدة قوافل عن طريق البر قادها النائب البريطاني جورج غالاوي، وقد تمكن أحد القوارب سابقاً من الوصول إلى غزة بعد سماح (إسرائيل).
ولكن يبدو أن حكومة الاحتلال خشيت من أن يشجع وصول الأسطول البحري للمزيد من رحلات السفن إلى غزة، وهو ما سيجعل الحصار الذي تفرضه بدون معنى وبدون أي فائدة.
والخيار الثاني أمام حكومة الاحتلال هو اعتراض الأسطول والسيطرة عليه ومنعه من دخول غزة ، وحاولت أن تتلافى حدوث مفاجآت فبدأت بالتحضير لاستقباله مبكراً فاستعدت له قواتها التي جرى إمدادها بكافة بما تحتاجه من وسائل الدعم اللوجستي فضلاً عن الاستعداد الإعلامي لمواجهة التداعيات الإعلامية لمنع الأسطول في عرض البحر.
ولأن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن فإن البحرية الإسرائيلية واجهت متضامنين من نوع آخر لاسيما على سفينة الركاب التركية "مرمر" فحصلت المواجهة بين "كوماندوز" مدجج بالأسلحة مع متضامنين يتسلحون بإصرارهم على نصرة غزة وأهلها ما أدى إلى زيادة في عدد الضحايا والمصابين .
(إسرائيل) لم تقتل وتصيب المتضامنين فقط بل خرقت قوانين دولية باعتدائها على سفن ركاب وشحن في المياه الدولية وذلك قبل دخول السفن إلى المياه الفلسطينية قبالة غزة التي انسحبت (إسرائيل) منها عام 2005م وأعلنت صراحةً فك ارتباطها بها ، وهو ما لا يبرر حصارها لشواطئها مرةً أخرى وذلك رغم حديثها أن هناك اتفاقاً فتحاوياً – إسرائيليا يقضي باستمرار السيطرة الإسرائيلية على المياه طالما أن الدولة الفلسطينية لم يجر إعلانها!.
من الواضح أن "شهوة القوة" التي تنتاب الإسرائيليين سياسيين وعسكريين منهم أوقعت حكومة الاحتلال في حرج شديد وربما لو عرفت مسبقاً بنتائج عمليتها لما أقدمت على ذلك وسمحت للسفن بالوصول إلى شواطئ غزة.