قائد الطوفان قائد الطوفان

زيارة بان كي مون لغزة بروتوكولية لا تتعدى قلقه المعتاد

خلال زيارة بان كي مون لغزة
خلال زيارة بان كي مون لغزة

الرسالة نت- محمد عطا الله

يبدو أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخيرة لقطاع غزة لا تختلف كثيراً عن سابقاتها، فقد حملت الطابع البروتوكولي بعد زيارته لبعض المؤسسات الخدماتية، قبل أن تنتهي بمؤتمر صحفي يعرب فيه عن قلقه من الحصار المستمر على القطاع.

وتعد هذه الزيارة الرابعة منذ تولي مون الأمانة العامة للأمم المتحدة خلال العشر سنوات الماضية، وكما جرت العادة لم تحمل زيارات الرجل أي طابع سياسي للعب دور في الملف الفلسطيني.

ومن المهم ذكره أن تلك الزيارة جاءت ضمن جولة وداعية يقوم بها كي مون للمنطقة، لاسيما وأن ولايته شارفت على النهاية.

لكن الجديد هذه المرة إلى جانب قلقه الدائم من الوضع في غزة، هو إعجابه بقدرة الفلسطينيين في مقاومة هذه الحروب وإعادة البناء رغم كل الصعاب والعقبات التي واجهتهم فيها، كما يقول.

وأكد مون خلال مؤتمر صحفي، في أحد مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" بغزة، أن استمرار حصار قطاع غزة يزيد من احتمالات التصعيد ويخنق الناس ويدمر الاقتصاد ويزيد من معاناة الشباب والمواطنين.

وأوضح أن حصار غزة عقاب جماعي "ويجب أن يكون هناك محاسبة على ذلك"، مشيرا إلى أن الصعوبات التي تواجه سكان غزة غير مقبولة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن زيارة مون حملت "فقط" تعبيره عن مواقف أخلاقية ذات طابع شخصي، مرجحاً في الوقت ذاته أنها قد تحمل رسالة غير مباشرة للاحتلال.

وتوقع عوكل في حديثه لـ"الرسالة" أن تكون تلك الرسالة الهدف منها دعم المبادرة الفرنسية، عبر تطرقه للعقوبات الجماعية والمطالبة بمحاسبة الاحتلال على جرائمه في القطاع، للضغط على (إسرائيل) في هذه القضية.

ولفت إلى أن تصريحاته لا تغير من الواقع الغزي شيئا ولا تعبر عن مستوى الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني، لا سيما وأن كي مون لا يتبعها بأي تحرك عملي ملموس على الأرض.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون مع سابقه، مؤكدا أن زيارة مون المفاجئة لم يبدر منها أي ملامح سياسية. وأوضح المدهون لـ"الرسالة" أن الأمين العام للأمم المتحدة مون لم يلعب أي دور سياسي سابق في القضية الفلسطينية، مبيناً أن الهدف منها اقتصر على زيارة بعض المؤسسات الخدماتية.

وأشار إلى أن عدم جلوس كي مون مع أي فصيل سياسي أو الحديث عن المواضيع السياسية يدلل على أن زيارته وداعية وبروتوكولية ليس أكثر.

وأخيراً فإن تلك الزيارة لم تحمل أي جديد للفلسطينيين ولا يمكن التعويل عليها كثيراً، لا سيما وأنها قصيرة ولا تتعدى حد التعبير عن قلق صاحبها.

البث المباشر