لم تعد «الشوكولاتة» تعتبر من بين وجبات الطعام السريعة، كما كان يسود الاعتقاد سابقًا، ويقصد بذلك الوجبات التي تتناولها في أي وقت، وتكون غالبًا مضرة على صحتك، بالرغم من أنها تشبع جوعك. دراسة بعد دراسة تثبت أن الشوكولاتة الداكنة، الغنية بالمذاق الحُلو،هي طعام جيد ومفيد، ليس فقط لعلاج انكسارات القلوب.
السر وراء فوائد الشوكولاتة، يعود إلى «الكاكاو»، وهو المصدر الأساسي لطعم الشوكولاتة المميز، والذي يهواه ـ تقريبًا ـ الجميع بلا استثناء. وتتميز حبات الكاكاو باحتوائها على كميات كبيرة من «الفلافونويد والثيوبرومين»، مما يجعلها حبات قاتلة لبعض الأمراض. المشكلة الوحيدة هنا أن الكاكاو ـ في ذاته ـ له طعم مر طباشيري كريه.
من أجل ذلك يجري إدخال الحليب والسكر والزبدة عند تصنيع الشوكولاتة؛ كي تكون جيدة وملائمة لبراعم التذوق الموجودة في لسانك، لكن هذا لا يعني أن هذه الإضافات تكون مفيدة وجيدة لصحتك؛ فإلى جانب إضافة السعرات الحرارية، هذه المواد يمكن أن تخفف من فوائد الكاكاو.
وبالتالي اجعل وجبتك الخفيفة من الشوكولاتة تكون ذكية، وذلك عبر التمسك بالشوكولاتة الصحية المحتوية على 70%ـ على الأقل ـ من الكاكاو. وطالما أن المحتوى سيكون بهذا القدر من الكمية المرتفعة، فسيمكنك جني الفوائد من تناول كميات صغيرة فقط، ودون الحاجة لالتهام كميات كبيرة، كما تقول «ماري إنجلر»، أستاذ التمريض الفسيولوجي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. وكنتيجة لكمية الدهون والسكريات المرتفعة، فمن الأفضل أن تحدد لنفسك 200 جرام، أو أربع قطع من الشوكولاتة الداكنة، في الأسبوع.
أيضًا لا يوجد أي تعارض بين تناول الشوكولاتة، وبين الصيام في رمضان، وهو ما سيظهر لك من خلال مجموعة الفوائد الناجمة عن تناول الشوكولاتة الداكنة.
قلب أفضل
تدعم أحدث الأبحاث مزاعم أن الشوكولاتة لها فوائدعلى القلب والأوعية الدموية.في دراسة سويدية شملت أكثر من 31 ألف امرأة استمرت قرابة تسعة أعوام، أظهرت أن أولئك الذين أكلوا وجبة من قطعة أو قطعتين من الشوكولاتة الداكنة كل أسبوع، تلاشوا خطر تعرضهم لقصور القلب بنسبة تصل إلى الثلث.
هل تحب أن تتناول الشوكولاتة يوميًا؟ حسنًا، أظهرت دراسة أخرى كبيرة وطويلة الأجل في ألمانيا عام 2012، أن حوالي مربع من الشوكولاتة الداكنة يوميًا يؤدي إلى خفض ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية بنسبة 39%. معظم الفضل في ذلك يعود إلى مركبات الفلافونويد، ومركبات مضادات الأكسدة التي تزيد من مرونة الشرايين والأوردة.
وليس معنى أن مضادات الأكسدة هذه تأتي مع كميات سخية من السكر، والحليب، والزبدة،أنك ستتناول الشوكولاتة بلا توقف، وتأخذها ذريعة لتخطي القيام بالتمارين الرياضية المعتادة. الشوكولاتة وممارسة الرياضة لهما علاقة غريبة وعجيبة، فقد أظهرت دراسة حديثة أخرى، من أستراليا هذه المرة، أن تناول الشوكولاتة المليئة بالمواد المضادة للأكسدة أدى إلى التقليل من آثار ارتفاع ضغط الدم الناجم عن القيام بالتمارين، على الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن. وتذكر أن لوحًا من الشوكولاتة الداكنة يحتوي على خمس مرات كمية الفلافونويد الموجودة في تفاحة.
فقدان الوزن
إذا كنت تتساءل كيف يمكن إضافة الشوكولاتة الداكنة إلى خطة النظام الغذائي الخاص بك، دون اكتساب أي وزن إضافي؟ فإن الخبر السر هنا، أن الموضوع أبسط وأسهل كثيرًا مما كنت تتوقع.
وجد باحثون من جامعة «كوبنهاغن» أن الشوكولاتة الداكنة تتميز بقدرتها على إعطائك إحساسًا بالامتلاء والتقدم أكثر للشعور بالشبع من نوعية الشوكولاتات الفاتحة. وهذا هو السبب وراء أن الشوكولاتة الداكنة تقلل من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة والأطعمة المالحة، والدهنية.
إذا كان الأمر كذلك، فإن الانغماس في القليل من الشوكولاتة الداكنة الصحية، يجب ألا تجعل من السهل بالنسبة لك التمسك بالجزء الصغير الموصى بها لصحة أفضل، ولكن ينبغي أن تجعل من الأسهل بالنسبة لك التمسك بالنظام الغذائي الخاص بك بشكل عام.
أطفالك أكثر سعادة
أفادت النساء اللواتي تناولن الشوكولاتة يوميًا أثناء فترة الحمل، أنهن كن أكثر قدرة على التعامل مع التوتر من الأمهات اللواتي امتنعن عن تناولها. أيضا، وجدت دراسة فنلندية أن أطفالهن كانوا أكثر سعادة وابتسامة؛ لذلك فإن خياراتك مع أطفالك يمكن أن تكون عبر إعطائهم قطعًا من الشوكولاتة الداكنة؛ من أجل وقف صراخهم وإزعاجهم لك بسبب رغبتهم في تناول الحلويات.
تحميك من السكري
نعم كما قرأت بالضبط. الشوكولاتة تعتبر عدو لمرض السكري، هل لك أن تتخيل هذا؟
في دراسة إيطالية صغيرة، ظهر أن المشاركين الذين تناولوا لوحًا من الشوكولاتة الداكنة مرة واحدة يوميًا لمدة 15 يومًا، شهدوا إمكانية لانخفاض مقاومة الإنسولين بمقدار النصف تقريبا. ويعود هذا الأمر إلى أن الفلافونويدات تتسبب في زيادة إنتاج أكسيد النيتريك، كما يقول كبير الباحثين «كلاوديوفيري»، الأستاذ بجامعة «لاكويلا» بإيطاليا. والذي أوضح أن «هذايساعدعلى التحكم في حساسية الإنسولين».
بالطبع هذا الأمر سيكون مفيدًا للكثير من الناس الذين يخشون الإصابة بالنوع الثاني لمرض السكري. النوع الثاني يتميز بعدم فعالية الإنسولين المفرز بكمية طبيعية من البنكرياس؛ وذلك لارتفاع مقاومة خلايا الجسم للإنسولين، ويظهر هذا النوع على كبار السن، كما بدأ بالظهور في بعض الأطفال أيضًا.
تقليل التوتر
أكد باحثون بجامعة كاليفورنيا في ساندييغو الأميركية، هذه الفكرة الشائعة التي تدور في العقول، خصوصًا بين الشباب، وهي أنه عندما تصبح الأوقات أكثر صعوبة، فإن الناس تميل إلى اللجوء إلى تناول الشوكولاتة بكميات أكبر من الكميات التي يتناولونها في المعتاد.
وكما اتضح، فهذا النوع من الأكل العاطفي قد لا يكون شيئًا سيئًا. فأنت تعرف أن التوتر العصبي، بالإضافة إلى زيادة إفراز هرمون «الكورتيزول» الناجم عنه، يمكن أن يعيث فسادًا في الجسم. ووجدالعلماءالسويسريون أنه عندما يأكل الناس المتوترون والعصبيون جدًا حوالي 50 جرام من الشوكولاتة الداكنة كل يوم لمدة أسبوعين، فإن مستويات هرمون التوتر أو الكورتيزول لديهم تنخفض بشكل كبير، كما تقل التأثيرات الأيضية الناجمة عن التوتر جزئيًا.
وبالتالي، فعندما تحظى بفسحة من الوقت خلال العمل، فيمكنك التفكير في تناول لوح من الشوكولاتة الداكنة بدلًا من تناول نصف لتر من الآيس كريم.
الحماية من الشمس
أجرى الباحثون في لندن ـ مؤخرًا ـ اختبارًا لقياس التأثيرات المضادة للشمس، التي يملكها «الفلافانول» الموجود في الشوكولاتة. بعد ثلاثة أشهر من تناول الشوكولاتة المحتوية على مستويات عالية من الفلافانول، لاحظ العلماء أن الجلد يستغرق ضعف المدة من أجل إظهار تأثير الاحمرار الذي يشير إلى بداية الحرق.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا الشوكولاتة التقليدية، التي تتميز بانخفاض كمية الفلافانول، لا تحصل على نفس درجة الحماية من تأثيرات الشمس.
زيادة الذكاء
في المرة القادمة التي تكون فيها تحت الضغط خلال قيامك بمشروع عمل، لا تشعر بالذنب عندما تشتري لوحًا من الشوكولاتة الداكنة من أقرب آلة بيع أو «سوبرماركت» بالقرب منك. ليس فقط لأنها سوف تساعد على رعاية جسمك من آثار الإجهاد، لكنها سوف تحفز من قدرات الدماغ، وهو الأمر الذي ستكون في أمس الحاجة له في تلك اللحظة.
ووجد باحثون من جامعة نوتنجهام أن شرب الكاكاو الغني بالفلافانول، يعزز تدفق الدم إلى أجزاء رئيسة من الدماغ لمدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، والتي يمكن أن تحسن من الأداء واليقظة في المدى القصير.
ودرس باحثون آخرون من جامعة أكسفورد والنرويج آثار الشوكولاتة على المدى الطويل على الدماغ من خلال دراسة النظم الغذائية لأكثر من ألفي شخص فوق سن السبعين، ووجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا الشوكولاتة الغنية بالفلافانول، سجلوا درجات أعلى في الاختبارات المعرفية من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
تقليل الكحة
وجدت إحدى الدراسات أن الشوكولاتة تسببت في تهدئة السعال، تقريبًا بنفس الدرجة التي يقوم بها عقار «الكودايين» الشهير.يعود الفضل في ذلك إلى مادة «الثيوبرومين» التي تحتوي عليها الشوكولاتة. هذه المادة الكيميائية المسؤولة عن آثار الشعور الطيب الذي يشعره الشخص بعد تناوله الشوكولاتة، والتي قد تقمع النشاط في جزء من الدماغ المسمى العصب المبهم، والمسؤول عن عرض السعال.
«ماريا بيلفيسي»، أستاذ في علم أدوية الجهاز التنفسي في المعهد الوطني للقلب والرئة في لندن، تقول «الشوكولاتة تهدئ الكحة، ولا تملك أيًا من الآثار الجانبية السلبية لعقارات الكحة المعروفة»؛ فالكودايين يجعل معظم الناس يشعرون بالنعاس، وتبلد الإحساس، كما أن طعمه بالتأكيد لا يمكن أن يصبح مثل طعم الشوكولاتة الجميل.
الإسهال
تملك ثقافات أمريكا الجنوبية وأوروبا تاريخًا يعود إلى القرن السادس عشر، في علاج الإسهال باستخدام الكاكاو. وقد أظهر العلم في العصر الحديث أنهم كانوا على حق بالفعل؛ وجد العلماء، في معهد بحوث مستشفى أطفال أوكلاند، أن مركبات الفلافونويد الموجودة في الكاكاو، ترتبط بالبروتين الذي ينظم إفراز السوائل في الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب في وقف حالة الإسهال التي لا تنتج عن مرض معد ما.
المصدر: ساسة بوست