طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

أهداف "إسرائيل" من التوغل في قارة أفريقيا

نتنياهو خلال زيارته لكينيا
نتنياهو خلال زيارته لكينيا

القدس المحتلة-الرسالة نت

"إسرائيل" تعود إلى إفريقيا، وإفريقيا تعود إلى "إسرائيل"، هكذا وصف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته لأربعة من دول حوض النيل بدأها بأوغندا ثم كينيا وإثيوبيا وتنتهى في العاصمة كيجالى برواندا.

تهدف الزيارة إلى إستقطاب حلفاء جدد لوقف الإدانات الإفريقية ضد ممارسات "إسرائيل" في الضفة المحتلة, ويأتي ذلك من خلال خلق تحالفات جديدة وإستقطاب دول إفريقية كانت تقف ضدها، وذلك لأن نجاح الدول العربية الإفريقية في خلق قرار دولي وأممي إفريقي يزعج القيادات الإسرائيلية وهو ما تسعى "إسرائيل" إلى وقفه.

التحركات "الإسرائيلية" لا تزعج مصر والدول العربية، إسرائيل دولة غير مستثمرة في إفريقيا كما يحاول تصويرها الإعلام, لكنها تسعى لإحداث القلاقل في كل المناطق التي تهم الدول العربية وتعتبرها جزء من أمنها القومي.

وتخصيص الزيارة لدول حوض النيل ليس من قبيل المصادفة ولكنها تشجيع لها للوقوف في وجه المصالح العربية، وخاصة في ظل التوتر بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة.

وتحاول "إسرائيل" من خلال هذه الزيارة  تدشين تحالف إفريقي لمواجهة الإدانات الدولية لممارسات "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية في المحافل الدولية والتي بدأتها فرنسا بالتصويت لصالح مشروع القرار الفلسطيني للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما تخشاه "إسرائيل" من إحتمالية اتساع دائرة التعاطف مع الفلسطينيين وهو ما يدعوها إلى بناء حلف جديد من الدول الإفريقية للتصويت لصالحها.

وذلك يتضح من خلال أهتمام الصحف الإسرائيلية  بالحديث عن إفريقيا التي تضم 54 دولة، يمثلون بـ54 صوتاً في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أنه وفقاً لتكهنات الأمم المتحدة سيبلغ عدد سكان إفريقيا خلال العقود المقبلة 2.5 مليار نسمة، وهو ما يعنى ربع سكان العالم وهو ما لا ينبغي تجاهله.

وتأتى التحركات "الإسرائيلية" بالتوغل في قلب القارة الإفريقية وإستضافة وفود إفريقية بتل أبيب للحد من التأثير العربي تحديداً المصري فيها, وتريد إيصال رسالة إلى إفريقيا نحن أقرب إليكم من العرب، وهو ما يظهر من حرصها على تجديد طلب الإنضمام كعضو مراقب في الإتحاد الأفريقي.

وما تحاول وسائل الاعلام العبرية ترويجه بأن زيارة رئيس الوزراء للدول الإفريقية الأربعة تأتى بعد قطيعة إسرائيلية لإفريقيا منذ ما يقرب من ربع قرن، غير صحيح، كون المسؤولين من دولة الاحتلال دائمي الزيارات للدول الإفريقية والتي كان من بينها قبل سنوات زيارة وزير الدفاع ليبرمان.

 وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي وصف الزيارة بـ"التاريخية" وبعد غياب طويل، خاصةً وأن زيارة نتنياهو هذه هي الزيارة الرسمية الأولى لرئيس وزراء “إسرائيلى” إلى إفريقيا منذ 1994.

ويذكر أن العلاقات بين "إسرائيل" وإفريقيا تضررت بعد حرب 1967، وقطعت دول إفريقية علاقاتها الدبلوماسية "بإسرائيل" وبسبب الضغط العربي, ووصل عدد المقاطعين لإسرائيل نحو 35 دولة إفريقية.

عكا للشؤون الإسرائيلية

البث المباشر