قال الكرملين إن موسكو تؤيد تنسيق الجهود مع واشنطن لمحاربة ما وصفه بالإرهاب في سوريا، رافضا في الوقت نفسه التعليق على التقارير الإعلامية الخاصة بالمقترح الأميركي لروسيا بهذا الشأن.
وشدد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على أنهم في انتظار وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الخميس، للاطلاع منه على هذه المقترحات بصورة مباشرة.
يأتي هذا بينما قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا اليوم إنه يسعى لاستئناف المفاوضات في أغسطس/آب المقبل، بحثا عن تسوية للنزاع في هذا البلد.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية قد حصلت على نص مقترح قدمته الإدارة الأميركية لروسيا بشأن إنشاء فريق مشترك لمواجهة جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، حسب قرار مجلس الأمن 2254.
وبحسب الصحيفة، يقضي المقترح الأميركي بأن تضغط موسكو على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لوقف قصفه مناطق المعارضة المعتدلة والمدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، إضافة إلى إجبار الأسد على البدء في تطبيق مرحلة الحكم الانتقالي التي ستنهي حكم آل الأسد في سوريا.
ويُمكّن المقترح النظامَ السوري من التدخل عسكريا ضد جبهة النصرة خارج نطاق المناطق المتفق عليها في حال سيطرة النصرة عليها، كما يُتيح لروسيا أن تستخدم سلاحها الجوي دفاعا عن النظام في حال تعرّضه لهجوم من النصرة من المناطق المتفق عليها، بالتنسيق المسبق مع واشنطن.
وبموجب الاقتراح الذي قالت الصحيفة إن كيري سيقدمه خلال زيارته لموسكو اليوم، تشترك واشنطن وموسكو في إنشاء مقر ومكتب للتنسيق المشترك في العاصمة الأردنية عمان، يعمل فيهما ممثلون عن الجانبين.
من جهته، رفض كيري التعليق عندما سئل عن هذا التقرير، وقال "سأدلي بتصريحات.. سأذهب إلى موسكو وألتقي بالرئيس (فلاديمير) بوتين الليلة.. سيكون لدينا وقت كافٍ للحديث عن ذلك، وسأشرح لكم جميعا أين نقف".
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية قوله إن كيري سيناقش كيفية التعامل مع تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة في سوريا، وجهود الحد من العنف، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وسبل التحرك نحو الانتقال السياسي.
وأضاف المسؤول "في الوقت الراهن لا ننفذ أو ننسق لعمليات عسكرية مع روسيا.. وليس واضحا هل سنصل إلى اتفاق بهذه الشأن".
في السياق نفسه، قال مسؤول مخابرات أميركي "ليس واضحا لماذا يعتقد وزير الخارجية أنه يستطيع إقناع الروس بدعم أهداف الإدارة (الأميركية) في سوريا".
وأضاف أن كيري "يتجاهل أن الروس وحلفاءهم من السوريين لم يميزوا بين قصف تنظيم الدولة الإسلامية وقتل أعضاء من المعارضة المعتدلة ومنهم بعض الأشخاص الذين دربناهم".
وتساءل المسؤول "لماذا نتبادل المعلومات الخاصة بالمخابرات والاستهداف مع الأشخاص الذين فعلوا ذلك؟".
وتشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن توترا على خلفية الأزمة الأوكرانية، وبسبب ما يعتبرها الكرملين أنشطة غير مبررة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) قرب حدود روسيا، مما أثار المخاوف من تفاقم الخلافات إلى مواجهات إما عرضية في سوريا أو نتيجة خطأ في التقدير خلال المجابهات الجوية والبحرية من البلطيق إلى البحر الأسود.
الجزيرة نت