قال نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إنه لا يوجد مشكلة لمشاركة حركته في الانتخابات البلدية كونها معزولة عن أي اتفاق او استحقاق سياسي، " لكن يجب أن تتم في اطار التوافق الوطني".
وأكدّ عزام في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، أن الانتخابات بشكل عام يجب أن تجري على أساس التوافق وهو أمر غير متوفر لهذه اللحظة، محذرًا أن اجراءها في ظل غياب حالة التوافق يزيد تعقيد الأجواء.
وأشار إلى ضرورة الوصول الى توافق حول جميع القضايا العالقة في ملف المصالحة، وفي مقدمتها قضية الانتخابات، لا سيما في ظل حالة الاهتزاز التي تعانيها شبكة العلاقات الوطنية الداخلية وغياب الموقف المشترك، والتخفيف عن الناس، منتقدًا غياب دور السلطة في حل ازمات قطاع غزة.
ونبه إلى أن حركته لن تشارك في انتخابات المجلس التشريعي، أمّا الوطني فإن موقف المشاركة فيه سيكون مختلفًا، كونه يمثل الفلسطينيين في الداخل والخارج وغير منبثق عن اتفاق معين.
السلطة لا تؤدي دورها لحل ازمات غزة
ورأىعزام أن الأزمة الحقيقية تتمثل في غياب حالة الثقة بين حركتي حماس وفتح، وعدم قدرتهما على تجاوز نقاط الخلاف، مؤكدًا ضرورة عقد الاطار القيادي المؤقت.
وأرجع عدم انعقاد الاطار، لتذرع البعض بوجود خلافات سياسية بين اطراف فلسطينية ودول يمكن أن يعقد فيها الاجتماع، في اشارة الى الخلاف بين مصر وحركة حماس، داعيًا إلى ضرورة البحث عن حلول لمعاناة الناس اليومية والتخفيف عنهم بشكل مباشر وعدم انتظار انعقاد الاطار.
وأكدّعزام أن النظام السياسي برمته يحتاج إلى تقويم واصلاح، والمنظمة تحتاج الى اعادة هيكل من جديد عن طريق انعقاد اجتماع الاطار القيادي.
وبشأن البرنامج السياسي، أكدّ أنه لا يوجد صيغ جاهزة تجبر القوى الوطنية القبول بها، مشيرا إلى أن وثيقة الوفاق شكلت حالة من التوافق باستثناء تحفظات لحركة الجهاد، مؤكدًا أن غياب الثقة مثلت عاملا اساسيًا في عرقلة الوصول الى قضايا.
السعودية والمقاومة
وقلل عزام من أهمية الحديث الاعلامي بشأن البحث عن خليفة لرئيس السلطة محمود عباس، مؤكدًا أن حركته لا تريد اشغال الشعب في قضايا ونقاشات، في الوقت الذي لا يتوفر فيه بالوقت الراهن ادنى احتياجات الشعب من حصول على فرص عمل او توفير الدواء والمال وغيرها.
وعرّج عزام على تصريحات تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الاسبق ضد حركتي حماس والجهاد واتهامه لهما بنشر الفوضى، وأكدّ أن موقف التركي لا يمكن أن يكون معبرًا عن موقف الشعب أو الحكومة السعودية.
وقال إن حركته نأت بنفسها عمّا يجري في البلدان العربية، وتجنبت الدخول فيما أحداث البلدان العربية، مضيفًا " قدرنا كل جهد يدعمنا ولنا عتاب على دولنا العربية في تقصيرنا تجاه قضيتنا".
اتهامات الفيصل للمقاومة لا تمثل موقف المملكة الداعم لقضيتنا
ورأى أن تصريحات التركي تضر بالموقف العربي والقضايا العربية قبل أن تضر بالفلسطينيين، واصفًا موقفه بالغريب والمعزول الذي لا يعبر عن الشعب أو الحكومة السعودية التي وقفت الى جانب شعبنا.
ونبه عزام إلى أنه لا يوجد ما يمنع تواصل او زيارة حركته للمملكة وقد ابدت استعدادها التواصل مع الدول العربية والاسلامية.
وعرّج على علاقة حركته بمصر، مؤكدًا حدوث تجاوب كبير بين حركته ومصر في اللقاءات الاخيرة التي جمعت بينهما، مشيرا الى حصول الحركة على وعود من الجانب المصري بأن يحدث تحسن بشأن معبر رفح، وهو ما ترجم عمليا في الفترة الاخيرة وقد طرأ بعض التحسن في فتح المعبر، كما قال.
مصر وايران
وأكدّ عزام أن العلاقة مع مصر مهمة واساسية للقضية الفلسطينية، مشيرا الى ان زيارات حركتي حماس والجهاد لم تتوقف ولن تنقطع.
وأخيرا، أكدّ على علاقة حركته بايران، وقال إنها بقيت داعمًا رئيسيًا للفلسطينيين، وأن حركته على استعداد للتواصل مع أي دولة تبدي استعدادها لمساعدة القضية.
وأوضح عزام أن موقف الحركة مرحب بأي جهد عربي او اسلامي لصالح القضية بعيدًا عن التدافع الحاصل في الاقليم وتباين المواقف السياسية.
إيران داعمة اساسية لقضيتنا وننأى بأنفسنا عن صراعات المنطقة
وعن المزاعم بشأن وجود توتر في العلاقة بينهما، أجاب القيادي بالجهاد الاسلامي، " الاعلام يبالغ كثيرا في القضايا ويختلق موايع، وهذا كلام غير صحيح على الاطلاق، ونحن ننأى بأنفسنا عما يجري في الاقليم ونبتعد عن التدخل في أي صراع، ومن مصلحتنا أن تنتهي الخلافات في المنطقة وتستقر البلدان العربية".
ونفى بشدة أن تكون ايران قد طلبت من حركته التدخل في أي دولة، وقال إن موقف حركته هو حشد المواقف المساندة للقضية الفلسطينية وايران لم تطلب منا شيئًا".