لم تنفك المواقع الإخبارية التابعة لحركة فتح في فبركة أخبار وقصص أشبه بالخرافات وأقرب للأسطورة منها للواقع، من خلال حبك روايات تدعي فيها وجود خلافات واشتباكات بين قادة حماس، في محاولة لاسقاط خلافاتها الداخلية التي تعاني منها على خصمها اللدود في حلبة المنافسة على الانتخابات البلدية.
ودفعت حركة فتح بوسائلها الاعلامية المختلفة، لخوض حرب اعلامية مفتوحة طالت معظم القوى والاحزاب الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، التي تتوهم فتح بوجود خلافات واشكاليات، على غرار ما يجري في صفوفها والتي وصلت الى حد اطلاق النار واستهداف قياداتها كما حصل مع غسان الشكعة، وحدوث اشتباكات دامية في اكثر من منطقة بالضفة والقطاع.
الدكتور أحمد يوسف القيادي في حركة حماس، والمعروف بمواقفه المتزنة تجاه حركة فتح، لم يسلم من لسان المواقع الصفراء التابعة لفتح، وكان أول من سقط في شباك دعايتهم الانتخابية، رغم حرصه في التقارب مع الحركة وعلاقته المتوازنة مع قياداتها.
وأكدّ يوسف لـ"الرسالة نت"، أن ما حدث من فبركات اعلامية تقوم بها مواقع تابعة للسلطة وفتح، هي محاولة للتغطية على اجواء الخلافات التي تعيشها فتح، تحديدًا بين تياري دحلان وعباس وفشلهما في التوصل الى اجندة موحدة حول قضية الانتخابات، رغم اللقاءات التي جرت بينهما.
يوسف: الهدف من الحملة التغطية على خلافات فتح الداخلية
وقال يوسف " هناك من يصيغ أخبار من باب الامنية بحدوث هذه الاشكاليات، ليقول أن وضع الآخرين ليس أحسن من وضعنا"، موضحًا أن الهدف من هذه الحلمة هي تشويه صورة الآخرين والتقليل من انجازاتهم وتهميشها وتصوير وكأن حماس لم تأت سوى بالخراب طيلة السنوات العشر الماضية.
وأشار الى ان فتح تحاول تسويق نفسها على أنها الافضل للترشح في المرحلة المقبلة، ضمن ماكينة اعلامية تعمل على مدار الساعة لتشويه صورة حماس.
وتشتد الحملة الفتحاوية على حماس، في ظل استعار خلافاتها الداخلية والتي وصلت الى حد تقديم 120 عنصرًا من فتح استقالتهم في طولكرم، وتهديد يحيى رباح القيادي في حركة فتح لعناصر الحركة في المحافظة بالاعتقال والمطاردة، بعدما وصفهم بـ"المجهولين والصغار".
وسبق الخلاف الفتحاوي على الانتخابات، اشكالًا اخرى من الخلاف وصلت الى حد محاولة الاغتيال، كما أكدّ احمد ابو نصر القيادي في حركة فتح من خلال تصريح سابق للرسالة، أكدّ فيه أن جهاز الأمن الداخلي بحركة حماس أبلغه بأخذ الاحتياطات الأمنية لمحاولة بعض الجهات اغتياله.
ولم تتوقف الاتهامات المتبادلة بين تياري دحلان وعباس ، رغم وجود توافق مبدئي على "هدنة" مؤقتة لتفادي الخلافات خلال الفترة الانتخابية، وبقيت الشتائم المتبادلة مستمرة من خلال مواقع فتح الداخلية.
القيادي في الجبهة الشعبية زاهر الششتري، رأى أن ما تقوم به السلطة وحركة فتح من سلوك ضد الفصائل الأخرى، يأتي في سياق التعبير عن الازمة التي تعيشها الحركة.
وقال الششتري لـ"الرسالة نت"، إن حركة فتح تعبر عن ازمتها بفعل عدم استعدادها للانتخابات البلدية.
وأكدّ "السلطة معنية بتوتير الأجواء في الضفة، لتعميق الأزمة في الشارع، وصولا لتعطيل وتأجيل اجراء الانتخابات البلدية".
الشعبية: فتح تعبر عن ازمتها باتهام الفصائل الاخرى
وأضاف الششتري " فتح ترمي ازماتها في شباك الأخرىن، ولديها إشكاليات تريد حلها من خلال استهداف القوى الأخرى".
ورأى الششتري أن استهداف الفصائل يأتي في سياق محاولة فتح إعادة الاعتبار لوجودها ولأجهزتها الأمنية.
وقد كشفت الرسالة في وقت سابق، عن خطة لحركة فتح تقضي بموجبها تشويه صورة رؤساء بلديات غزة، والعمل على تشويه انجازات حماس خلال الفترة الماضية.
يذكر أن رئيس السلطة محمود عباس، قد أصدر قرارًا يقضي بموجبه بفصل النائب عن حركة فتح نجاة أبو بكر وعددًا آخر من قيادة الحركة في مدينة نابلس بدعوى التجنح.
وأكدّ هيثم الحلبي عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس لجنة انتخابات الحركة في محافظة نابلس، أبلغ اعضاء مجالس اقليم ثوري في الحركة خلال اجتماع عقد ظهر اليوم في مدينة نابلس، أن الحركة اتخذت قرار بفصل النائب نجاة ابو بكر واربعة آخرين.
قيادي بثوري فتح: قرار بفصل النائب نجاة ابو بكر
وقال الحلبي لـ"الرسالة نت"، إن هناك اجتماع عقد مع أمناء سر المناطق التنظيمية بالمحافظة، وتطرقوا فيها الى قضية النائب ابو بكر، وعقب محيسن بأن هناك قرار بفصلها.
ولم يعرف إن كان محيسن يتحدث عن القرار الذي اصدرته مركزية فتح بفصل ابو بكر قبل عدة اشهر ولم يصادق عليه الرئيس محمود عباس آنذاك، أم عن توجه جديد، وفق الحلبي.
واشار الى ان الأمر انتهى النقاش حوله بهذا السؤال ولم يزد محيسن في قضية ابو بكر.